تكتسب الإنتخابات النيابية في عاصمة الموارنة كسروان رمزية خاصة تحديداً مع أفول وهج «التسونامي» الذي رافق عودة العماد ميشال عون من المنفى، وتشتّت الإحتضان العائلي الذي تجلّى بأبهى حلله في الإنتخابات السابقة.
كثرٌ إستفادوا من العماد ميشال عون وبرهنوا قلّة وفاءٍ لتياره، بعد أن انقضت الحاجة إليه جرّاء القانون الإنتخابي الذي أقرّه الرئيس (عون) وأعاد العائلات السياسيّة إلى المشهد الإنتخابي؛ لا تتخوف من استمالة العميد شامل روكز أنصار «العماد» ومؤيديه في الإنتخابات، تقول مرشحة «التيار الوطني الحرّ» عن دائرة كسروان الفتوح – جبيل الوزيرة السابقة ندى البستاني، لتستطرد قائلة: «بشو بدو يستميلن… بقلة الوفاء؟». لا تطمح إلى كرسي العماد عون في كسروان لأنه رجل إستثنائي حسب قولها، كما أنّ أحداً من قبل لم يتمكن من الحلول مكان الرئيس فؤاد شهاب «رجل المؤسسات».
كفاءتها وجدارتها حسب تعبير النائب والوزير السابق جبران باسيل مكّنتا «زهرة التيار» من الفوز في الإنتخابات الداخلية لـ»التيار» على جميع رفاقها.
لموقع «بكركي» رمزية خاصة في وجدان الموارنة، إلّا أن المرشحة عن المقعد الماروني في كسروان ندى البستاني، ترى أن علاقتها الجيدة بالبطريرك الراعي تحكمها «القيم الديمقراطية» التي تسمح بالتمايز والإختلاف عن الطروحات التي يطلقها البطريرك. لا تنكر ان جميع اللبنانيين يمرون بظروف معيشية وإقتصادية صعبة، إلّا أنها تعيد التأكيد عبر «نداء الوطن» أنّ «اتفاق الطائف» الذي لم يوافق عليه العماد عون حينها ورغم جميع المحاولات التي سعى إليها «التيار» لاحقاً من «تفاهم مار مخايل» إلى التسويات وصولاً إلى «أوعا خيّك» والإتفاق مع العائلات السياسية في كسروان، أظهرت فشل النظام السياسي وعدم إمكانية الوصول عبره إلى بناء الدولة، ومحاسبة الفاسدين.
وتوضح وزيرة الطاقة السابقة أن السبب الأساسي لعدم توفر الكهرباء يكمن في «النكد السياسي» و»المافيات» التي تتغذى من الأموال والأرباح المرتبطة بقطاع المولدات واستيراد المازوت والتي تفوق أرباحها الملياري دولار من دون أي رقابة طوال السنوات الـ 30 الفائتة. وتشير إلى أن «التيار الوطني الحر» حاول المواجهة بالخطة الفنية والعلمية التي وضعتها «الوزارة» لتأمين الكهرباء والتي تتطلب ملياري دولار تدفع لمرة واحدة، من دون أن يسمح له ذلك، نظراً لاستفادة «المافيات» من أرباح المولدات والمازوت والتي تقدر بـ 4 مليارات دولار سنوياً. ورفضت البستاني ما ينسب إليها عن تورطها بملف الفيول المغشوش والمازوت، مؤكدة أنها «أول من تجرّأ وتحدث عن تحويل المازوت المدعوم حصراً إلى الزهراني مع بداية الأزمة اوائل الصيف الفائت أثناء تحويل 7 ملايين ليتر إلى 7 أشخاص في يوم واحد من دون أن تتحرك أي جهة رسمية أو قضائية حتى اليوم، داعية إلى اعتبار هذا الأمر إخباراً».
وطالبت البستاني باحترام القضاء، بعيداً عن الحمايات السياسية والطائفية، وتحديداً المدعى عليهم في جريمة «المرفأ»، ولدى استيضاح سبب تعيين اللواء أنطوان صليبا مديراً لأمن الدولة بموافقة رئيس الجمهورية وهو أحد المطلوبين إلى التحقيق، تقول: «خلصنا بقا. أبسط الأمور أن يمثل جميع المدعى عليهم أمام القضاء. مش مفروض أقل من هيك… يا عمي ادي وقحين هالعالم بيرجعوا بيطلعوا وبيعملوا مؤتمر صحافي قدي وقحين» قاصدةً بذلك وزيري «أمل» المدعى عليهما. ودعت البستاني إلى «المشاركة بكثافة في الإنتخابات لأن التغيير الجدي يبدأ عبر البرلمان والذهاب إلى طاولة حوار لبناء نظام جديد ولبنان جديد، بعيداً عن محاولة إلغاء أي مكون»، مشيرة الى أن «لا أحد يمكنه معرفة ما ستفرزه «الطاولة» من نتائج، رغم تصوّر «التيار» الواضح المطالب بالدولة المدنية وتحديداً اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة». ورأت أن غياب «تيار المستقبل» لا يعدّ انكفاءً سنياً لوجود مشاركين آخرين من الطائفة السنيّة في الإنتخابات، ولا شيء يمنع من مشاركتهم على طاولة الحوار المقبلة.
وعن تخوفها من فرض»حزب الله» الذي يملك السلاح والمشاريع التي تتخطى الحدود برنامجه على «المتحاورين»، تساءلت: «أين مارس حزب الله هيمنته على اللبنانيين؟ ومتى وجه سلاحه إلى الداخل؟»، رافضةً الحديث عن أحداث «7 أيار»، وما تلاها من أحداث أمنية في الداخل.
وعن التعديات التي يقوم بها «الثنائي الشيعي» على أراضي الكنيسة في لاسا وأفقا، أشارت إلى أنها لا تتابع معطيات هذا الملف، مؤكدة وجوب العمل وفق أولويات.
وإذ شددت على أن تحالف «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» هو «استراتيجي» بما للكلمة من أبعاد، أشارت إلى وجوب تطوير «إتفاق مار مخايل» وليس نقضه، رغم العقوبات التي فرضت على رئيس «التيار»، معتبرةً أنه «من غير المنطقي أن تشملها العقوبات جرّاء تحالفها المباشر مع مرشح «حزب الله» في دائرة جبيل كسروان الفتوح، مؤكدةً استعدادها لمواجهة الجميع بعيداً عن الترهيب، إنطلاقاً من مبادئ وتوجهات التيار».
ودعت البستاني الكسروانيين إلى محاسبة الذين صوتوا لهم ولم يقوموا بالوفاء بوعودهم، مشيرةً إلى أن «التيار» تقدم بطرح جديد للطاقة المتجددة للبلديات وهو يدرس في اللجان المشتركة بعد العرقلة المتمادية لخطة الكهرباء. وعن التحالف مع المعرقلين لخطط «التيار» أوضحت أن التحالف سيكون مع «حزب الله» وليس مع «حركة أمل»، لتجزم أن التحالف إنتخابي وليس على القرارات. ورأت أن المال الإنتخابي سيكون تأثيره كبيراً على نزاهة الإنتخابات، مشددةً على أن الذين يستخدمون «الرشوة» لا يريدون تحسين كسروان الفتوح قبل بناء البلد.
وفي سياق عدم تخوفها من تزايد أعداد المهاجرين، دعت الشباب إلى الإستثمار في لبنان بعيداً عن «البروباغندا» الإعلامية الكاذبة، والمساهمة في بناء إقتصادٍ منتج، ورأت أن الذي يريد تحميل مسؤولية عدم توفر الكهرباء والمياه وأبسط مقومات العيش الكريم إلى «التيار»، يجب أن يسمح لها بالقول: «إنو ما في لبنان على الخارطة النفطية لولا التيار الوطني الحر، ووصول الوزير باسيل إلى وزارة الطاقة والعماد عون إلى رئاسة الجمهورية»، وهذا هو المستقبل الواعد للبنانيين.
وفي الختام، أكدت البستاني عدم تخوفها من أن يكون تصويت المغتربين عقابياً، داعية إياهم إلى الإستثمار في بناء لبنان، مشددة على حاجة التيار إلى التصويت له من أجل العودة إلى السلطة وليس كالبعض الآخر الهادف إلى الإستفادة من أموالهم.