في وقت ما زالت فيه التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت تدور في حلقة التعطيل المعهودة في لبنان، يعود الملف الى الواجهة الدولية مع بيان مرتقب صدوره خلال الساعات القليلة المقبلة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف موقّعا من اكثر من ٣٠ دولة للمطالبة باستكمال التحقيقات في هذا الانفجار وصولاً للحقيقة والمحاسبة.وهذا البيان ما كان ليصدر لولا الجهود الحثيثية والمتواصلة التي قام بها تكتل الجمهورية القوية وجهاز العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية، وفق رئيس الجهاز الوزير السابق ريشار قيومجيان، الذي شرح عبر وكالة “أخبار اليوم” ان مجلس حقوق الانسان يعقد اجتماعات دورية وخلال الدورة الحالية سيتم طرح مواضيع ذات صلة، ومن ضمنها هذا العام قضية انفجار مرفأ بيروت.
كما شدّد قيومجيان على ان هدف القوات وبالتعاون مع أهالي الضحايا وابناء المنطقة المتضررين كان اتخاذ القرار بتأليف لجنة تقصي حقائق دولية في موضوع تفجير مرفأ بيروت، وهي قامت بجهود كبيرة وتواصلت مع سفراء الدول الاعضاء وعقدت سلسلة لقاءات في جنيف كما قامت مكاتبها في واشنطن وباريس وبروكسل وجنيڤ باللوبي اللازم مع الحكومات والبرلمانات المعنية لكنها لم تتوصل الى قرار- لأنه يحتاج الى اجماع غير متوفر راهنا – لذا كان الاتجاه نحو اصدار بيان مشترك عن الدول الاعضاء، مرجحا ايضا ان يدعو البيان الدولة اللبنانية الى استكمال التحقيق من دون اي عرقلة.
وردا على سؤال، اشار قيومجيان الى ان عدة اطراف تحاول “قطف” ما سيصدر عن المجلس واخرى تحاول ان تعرقل، لكن في المحصلة هذا البيان المرتقب لن يكون نهاية المطاف بل “سنكمل الجهود من اجل الوصول الى قرار بانشاء لجنة تقصي الحقائق”، على الرغم من ان الدولة اللبنانية لا تريد اثارة هذا الموضوع في المحافل الدولية، خشية من ممارسة المزيد من الضغوط.
واذ اكد ان هذه القضية لم تطوَ على المستوى الدولي، ذكر قيومجيان ان القوات كانت قد بدأت في الاسابيع القليلة التي تلت الانفجار بالتواصل مع المجتمع الدولي، ووجهت اكثر من رسالة الى الجهات المعنية، منها عريضة موقعة من اعضاء التكتل رفعت في 11 شباط 2021 الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتييريس تطالب بتأليف لجنة تقصي حقائق، قائلا: اننا ندرك منذ اليوم الاول ان التحقيق الداخلي لن يؤدي الى نتيجة
. خير دليل التعطيل الذي اصاب الملف والتحقيقات اكان من خلال الوسائل القانونية أو الترهيب والتهديد، حيث ان احداث الطيونة – عين الرمانة ليست بعيدة عن مسار التعطيل هذا.
ختم قيومجيان: كما وجهنا عريضة مماثلة الى مجلس حقوق الانسان منذ عدة أشهر واجرينا الاتصالات اللازمة وقمنا بالزيارات الى سفراء الدول الاعضاء للضغط باتجاه تأليف هذه اللجنة، ووصلنا الآن الى اصدار بيان.
إننا لن نتوقف وسنكمل السعي من اجل الوصول الى تأليف لجنة تقصي الحقائق الدولية.