باسيل يُكرّر تجربة 2016 ويُهدّد بتغيير النظام
هل يتجه المسيحيّون الى الخسارة؟

Share to:

الديار: محمد علوش

لا يزال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يجمع أوراق القوة لتعبيد الطريق أمام مستقبل التيار السياسي بعد انتهاء عهد رئيس الجمهورية ميشال عون في 31 تشرين الأول المقبل، فبعد أن تمكّن من انتزاع موافقة الجميع على مبدأ تأليف حكومة جديدة، ها هو اليوم يهدد بتغيير النظام، في رسالة واضحة الى خضومه المسيحيين أولاً وباقي اللبنانيين ثانياً.

أطلق باسيل تهديداته عبر حسابه على «تويتر» لمناسبة ذكرى إعلان لبنان الكبير، فقال: «اللبنانيون ما بيحتفلوا فيه لأن بعضهم مختلفين على معناه، ومنهم بيريدوا صغير مش كبير. صار وقت نتفق على نظام جديد لوطن واحد. الغرقانين بحقدهم بيريدوا يبقى لبنان بالعتمة، وما بريدوا لا رئيس قوي ولا دولة قوية، ولا قادرين يقدموا شي ايجابي لبكرا، نحنا حاملين مشروع كامل بالسياسة والاقتصاد، بس ما قادرين ننفذه وحدنا. أنزعوا الحقد عنكم، و خلينا نجمع على مشروع خلاص للبنان الكبير».

مرة جديدة يحاول باسيل رمي مسؤولية فشل العهد والتيار من قبله، منذ دخوله السلطة للقوى السياسية التي يتهمها التيار مراراً وتكراراً بانها سبب انهيار لبنان والفساد فيه، مجدداً التأكيد أن التيار كان يملك المشروع لكن لم يسمحوا له بتطبيقه كما يريد، وهو ما تراه مصادر نيابية معارضة للوطني الحر «تكراراً للنغمة نفسها التي سئمها اللبنانيون».

يهدد باسيل هذه المرة بتغيير النظام، تضيف المصادر نفسها، وهو ما كان يرفضه التيار سابقاً لاعتبار أن هناك نيات توسعية لبعض الطوائف وعلى الأخص الشيعة، متهماً من كان يتحدث سابقاً عن تعديل في النظام اللبناني بأنه يريد فرض المثالثة بدل المناصفة، وترى المصادر أن تصعيد باسيل هذا سببه رفض شروطه التي يتحدث عنها لاجل تشكيل الحكومة المقبلة.

تعود المصادر بالذاكرة الى العام 2016 يوم هدد باسيل بالأمر نفسه بسبب أزمة التمديد لقائد الجيش يومذاك، مشيرة الى أن أول من وقف بوجه تهديداته عندئذ هو المسيحيون لأنهم يعلمون أن التعديل والتغيير بالنظام لن يكون لمصلحتهم بسبب اختلاف موازين القوى، على الرغم من أن القوي اليوم، وهو الفريق الشيعي، ينفي أي نيات له بالقبول بالمثالثة، لكنه لا يخفي نيته المطالبة بمناصب أكبر وأقوى في الدولة اللبنانية.

لم يجد باسيل حتى اليوم أي فريق سياسي يجاريه بطموحاته، علماً أن حزب الله على سبيل المثال رغم دعمه سابقاً لفكرة المؤتمر التأسيسي، إلا أنه غير متحمس له بالظروف الحالية كون التغيير الذي ينطلق بعد كارثة وانهيار لا يكون بالتغيير الجيد بل المفروض على لبنان، لذلك يسعى الحزب بمساعدة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى منع الوصول الى أزمة حكم دستورية بظل الفراغ الرئاسي، لأن ذلك يعني مزيداً من الانهيار الذي بدأت تظهر معالمه على سعر صرف الدولار، ما يجعل التسوية تحترق بسبب ضيق الوقت وكثرة أوراق القوة التي يملكها خصوم حزب الله.

وتؤكد المصادر أن فكرة تعديل النظام بحدّ ذاتها لا ينبغي أن تكون مخيفة لأنها ضرورة للبنان ومستقبله، إنما لا يجوز استعمال هذه الفكرة في سياق التهديد والوعيد، لأن التغيير بظل الحوار والتفاهم يُنتج مستقبلاً مقبولاً، بينما التغيير المفروض يُنتج المزيد من الأزمات. 

Exit mobile version