باسيل لـ “الحـ.ـزب”: «ليش مكبرين الموضوع» معركتي ضدّ فرنجية وليس للمجيء بأزعور

Share to:

الديار – رضوان الذيب

لبنان يسبح «عكس التيار»، يواجه التوافقات العربية – العربية والعربية – الايرانية بانقسامات واصطفافات حول الملف الرئاسي وصلت إلى حد السيف، وباتت تستدعي تدخلا مباشرا وتحديدا سعوديا – سوريا بالتنسيق مع إيران والا فان الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، وحسب المتابعين، ان الفريق المؤيد لسليمان فرنجية سيمارس لعبة تطيير النصاب، ولم يحسم فريق فرنجية بعد كيفية تعامله مع جلسة ١٤ حزيران، والارجح حسب المتابعين، حضور الجلسة وتامين النصاب في الجلسة الأولى والتصويت لفرنجية، والانسحاب من الدورة الثانية وتطييرها دون إسقاط احتمال تطيير الجلسة الأولى وعدم تأمين نصاب الـ ٨٦؟

وفي المعلومات، أنه بعد انضمام باسيل وجنبلاط إلى فريق ازعور، فان الـ ٦٥ صوتا باتوا مؤمنين له، ولذلك لن تعقد الدورة الثانية، ورئيس المجلس نبيه بري قادر على إدارتها وإيصالها إلى خواتيمها ضمن سقف الدستور مهما بلغت الاعتراضات والبهورات «وعلا الصراخ»، فالدورة الثانية لن تعقد حتى لو نال ازعور ٦٥ صوتا في الدورة الأولى، وهناك مسار دستوري لن يتم التراجع عنه، حتى أن فريق فرنجية اخذ كل الاستعدادات للسيناريوات المختلفة والاغراءات التي قد يلجأ إليها فريق ازعور بتجيير بعض الأصوات لفرنجية في الدورة الأولى لجر بري إلى الدورة الثانية، هذا لن يحصل، فالدورة الأولى يمكن انعقادها اما الدورة الثانية من رابع المستحيلات حصولها مع تطيير النصاب حتى ولو كانت مصحوبة بتهديدات وعقوبات اميركية وأوروبية. هذا الاستعصاء سيدخل البلاد في فراغ طويل وازمة مفتوحة وكباشات حادة، وباتت المرحلة شبيهة بالمرحلة التي سادت البلاد بين ٢٠٠٥ و٢٠٠٨ ومفتوحة على كل الاحتمالات حتى جاء اتفاق الدوحة.

والامر المستغرب حسب المتابعين، التجاهل العربي والدولي للازمة اللبنانية للمرة الاولى في هذا الشكل دون معرفة اسباب ذلك، وهناك من يتخوف من ان يكون ميشال عون اخر رئيس ماروني وتتدحرج الامور نحو اتفاق جديد يكرس المثالثة او المداورة في الرئاسات في حال استمر الفراغ لمدة طويلة، علما ان الموارنة سيخسرون ابرز موقع مسيحي في ٢٠ تموز مع استلام نائب حاكم مصرف لبنان الشيعي وسيم منصوري لمهامه كحاكم لمصرف لبنان في ظل عدم الجواز دستوريا لحكومة تصريف الاعمال تعيين حاكم جديد، واخذ منصوري منذ ايام الضوء الاخضر من بري رغم عدم حماسه لهذه المهمة الخطيرة، بالمقابل فان الضغوطات الاميركية لتعيين كميل ابو سليمان وصلت الى طريق مسدود بسبب المعوقات الدستورية، وكان ابو سليمان التقى احد المسؤولين في حزب الله وكانت وجهات النظر متباعدة جدا.

وحسب المتابعين، فان القوى السياسية جميعها تلعب «صولد»، حتى وليد جنبلاط تخلى عن دوره الوسطي ولم يعد حكما عادلا وقادرا على التوفيق بين المتخاصمين بعد انحيازه لازعور، ومن الطبيعي ان تهتز علاقته ببري وتصاب بعطب كبير، وهناك اسئلة لدى الثنائي عن سر التبدل في الموقف الجنبلاطي الذي ارسل موفدا منذ ١٠ ايام الى بري وقال له «وليد بك لن يخذلك وسيصوت بالورقة البيضاء» ومنذ ٤ ايام خرج وائل ابو فاعور في مقابلة تلفزيونية معلنا ان اللقاء الديموقراطي سيعطي اصواته لازعور «هذا الموقف فاجأ عين التينة واتصل علي حسن خليل بابو فاعور وسأله عن الموقف المفاجىء وانه موجه ضد الثنائي الشيعي ونفى ابو فاعور هذا الامر جملة وتفصيلا وقال للخليل «مش هالقد ياحاج ابدا» علما ان اوساط الثنائي تجزم عن تبلغ جنبلاط وباسيل رسالة اميركية واضحة بتاييد ازعور والا؟ حتى ان جمع كل هذه الاضداد امر شبه مستحيل دون رعاية خارجية وتحديدا اميركية سعودية المصرة على التمييز في العلاقة بين ايران وحزب الله الذي ما زال يتعرض لاعنف الهجمات عبر محطة العربية بالاضافة الى اعتقال مواطن من الجنوب منذ ايام في الرياض.

اما العلاقة بين حزب الله وباسيل ذهبت ولن تعود طالما الاخير في رئاسة التيار «بالاذن من الجنرال عون» وقاد باسيل شخصيا فريق المواجهة داخل التيار وخارجه ضد حزب الله ولم يكترث لاصوات العقل واستعان بالرئيس ميشال عون لإسكات المعارضين، واظهرت التطورات حسب فريق الممانعة، ان الرئيس بري كان على حق في النظرة إلى باسيل والتحذير من طموحاته ولم يخطىء في تقييم سياساته، فيما حزب الله وقف ضد جميع حلفائه في الانتخابات النيابية الأخيرة وانحاز اليه على»العمياني» «وكرمى لعيونه» في كل المناطق وتحديدا في الجبل والبقاع الغربي وبيروت والشمال.

وفي المعلومات، ان الأصدقاء المشتركين بين باسيل وحزب الله البعيدين عن الاضواء الذين استمروا بنقل الرسائل بينه وبين الحاج حسين خليل حتى الأسبوعين الماضيين «رفعوا العشرة» بعد المواقف الأخيرة والحادة التي سمعوها من رئيس التيار والاصرار على الطلاق الداخلي مع الحزب وتأييد ازعور مع التمسك بالتحالف في القضايا الاستراتيجية، وفي نفس الوقت ارسل تطمينات الى دمشق بعد خياره بتأييد ازعور عبر بيار رفول الذي رتب زيارة عون إلى دمشق لزيادة الاطمئنان والتمسك بالعلاقة معها، بعد أن وصلته إشارات عن امتعاض من خياراته الأخيرة…

وحسب المتابعين، «الدف انفخت» بين حزب الله وباسيل، وبينه وبين فريق الممانعة، ومن الصعب ان تعود العلاقة الى طبيعتها . وقال باسيل امام اصدقاء منذ ايام، كانوا قد حذروه من خطورة ما يقوم به « ليش حزب الله مكبر الموضوع، القصة ما بدها هالقد، معركتي ضد سليمان فرنجية واسقاط هذا الخيار وليس المجيء بازعور، وليس ضد المقاومة وحزب الله مطلقا، ليس هناك تحالفات جديدة والقصة هذه حدودها، لكن الحزب متمسك بفرنجية، شو بعملهم «.

وفي المقابل، جدد الثنائي الشيعي تمسكه بفرنجية، هذا ما سمعه موفد البطريرك الماروني بشارة الراعي الى حارة حريك وعين التينة، وفي المعلومات ان بري قال لعبد الساتر «ما هي الضمانات التي يريدها البطريرك من فرنجية».

في ظل المعمعة تطرح عدة أسئلة، هل التصويت لازعور حصل بقرار اميركي سعودي قطري لتمهيد الطريق امام قائد الجيش، ام لحسابات داخلية؟ هذا ما ستحدده الايام القادمة قبل الغوص في التحليلات، لكن المرحلة بالغة الدقة في ظل السعي لاسقاط معادلة «لاغالب ولا مغلوب». 

Exit mobile version