باسيل … كشف من لا يريد ولكن ماذا عن من يريد؟

جبران باسيل

Share to:

الديار: ميشال نصر

من العاصمة الفرنسية فجر “جبران” قنبلته، لتتردد موجاتها في لبنان وخارجه، خالطة الاوراق، فاتحة الباب على كل الاحتمالات، بعدما اصاب الجميع بنيران، تاركا خلفه حيرة ما بعدها حيرة، حول الاسباب والدوافع، وسر المكان والزمان، وسط تركيز الاطراف السياسية على معرفة ارتباط ما سمعه من المسؤولين الفرنسيين بما اعلنه من مواقف، وزحمة اتصالات بقصر الصنوبر الذي بقي غائبا عن السمع.

فرئيس التيار الوطني الحر الذي بق “نص البحصة” كاشفا من لا يريد “عالمكشوف”، لم يقل حتى الساعة من يريد، او من يتطابق اسمه والشروط التي وضعها، وان كان من جهة ثانية قد اقر عن عزوفه عن الترشح، لمقتضيات المصلحة الوطنية التي هي اكبر من الجميع، في وقت لم تتوقف زيارات احد ابرز المرشحين “الجديين” الى “البياضة”، دون ان يحصل على جواب نهائي حتى الساعة،”نظرا لشربكة الامور والحاجة الى حسم الحارة لموقفها ،وفقا لمصادر برتقالية.

وتشير المصادر الى ان التسريب الصوتي، لا يهدف باي شكل من الاشكال الى اضعاف محور “الثامن من آذار”، بل هو شان داخلي لوضع القواعد في مسار القضايا والملفات المطروحة، كما درجت العادة في التواصل داخل التيار بين راس الهرم والقاعدة، خصوصا في بلاد الاغتراب، حيث الضخ الاعلامي والحرب النفسية التي تمارس ضد المؤيدين، نافية بشكل قاطع ان يكون في الامر مؤامرة، مستغربة اعتبار البعض توصيف المرحلة الماضية، التي تكفي مراجعة ادبياتها لاكتشاف دقة ما قاله جبران والذي لا يمس بكرامات اي كان،”فالترويكا التي حكمت لسنوات مسؤولة “وهو ما لا يخفيه التيار في اي من خطاباته العلنية وحتى على طاولة الحوار يوم انعقدت، والتحذير الذي اطلق من الترويكا الجديدة هدفه لفت النظر الى ضرورة احداث تغيير في الذهنية بعد ما وصلت اليه البلاد، وهو لا يطال باي شكل من الاشكال البعد الشخصي للرؤساء.

واذا كانت نقطة الترويكا قد اثارت حفيظة استيذ عين التينة، ودفعته الى الرد بلهجة عنيفة، “طيرت” مفاعيل اللقاء الذي عقد برعاية “دبلوماسية فرح”، فان نقاطا اخرى بارزة استوقفت المتابعين ابرزها:

– اسقط النائب البتروني الثنائية التي طالما حكي عنها، فرنجية-الحريري لصالح فرنجية – ميقاتي، بعدما تاكدت سلسلة من المعطيات، منها استمرار فيتو الفريق السعودي المعارض لعودة الشيخ سعد الى الساحة السياسية، وهو ما دفع بالاخير وفقا لبعض المصادر الى فتح خطوط تواصل مع الدوحة، والاهم اعراب رئيس حكومة تصريف الاعمال عن تمنيه بوصول بيك زغرتا الى بعبدا.

– تحذير “الصهر” للمسيحيين بان عين التينة “ستبقى حاكمتكم” بعدما وفت بوعدها وافشلت عهد الرئيس المسيحي القوي، لذلك عليهم الانتباه الى من سيختارون رئيسا للجمهورية في حال ارادوا الخروج من كوارث الماضي، امر ان دل على شيئ فعلى ان اللقاء الذي عقد عشية زيارة باريس مورست فيه “التقية السياسية” بين الطرفين الى ابعد الحدود، رغم محاولة اظهاره بانه كان ناجحا.

– تاكيده ان لا شيئ يجمع مع النائب السابق سليمان فرنجية، لا المشروع ولا الاستراتيجية، ولا كيفية ادارة الدولة.

– اشارته الى انه من الممكن انتخاب سليمان بيك رئيسا رغم معارضته في حال تم تامين الاكثرية العددية والميثاقية لذلك، وبالتالي عندها سيكون للتيار الرد المناسب في الزمان والمكان وفقا لمصادر البرتقالي، التي لم تنف امكانية الانتقال الى المعارضة بالكامل.

– لفت نظر الجميع الى ان السيد لا يمون في هذه المسالة تماما كما اعلن منذ ايام النائب طوني فرنجية نيابة عن والده.

فهل يعني كل ذلك ان لا مجال للرجعة؟ وهل يعني ذلك ان نهاية مشروع “فرنجية” قد كتبت وحلم بعبدا مستحيل؟ وماذا عن موقف حزب الله في ظل هذا الشرخ الكبير في جبهته، والذي بلغ حدا تخطى باشواط ما كان عليه الوضع عشية انتخاب الرئيس عون؟ وهل صحيح ان الحزب لم يعد يمون وسيترك اللعبة تاخذ مجراها؟ وهل تستطيع الحارة تحمل انتقال التيار الى المعارضة وجر الحزب معه؟

Exit mobile version