باسيل في طريقه للعودة الى حارة حريك… وأسرار خطوته سرّبها للراعي

Share to:

الديار – صونيا رزق

يبدو انّ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في طريقه للعودة الى حارة حريك، لانّ العلاقة التي تخطت عامها الـ 17 سترجع سالمة، حتى ولو تأرجحت بين «طلعات ونزلات» سياسية، بعضها ايجابي وبعضها خاض تجربة مرّة، واليوم وبعد إستراحة سياسية قام بها باسيل، عاد وإسترجع حساباته، بحيث رأى ان مكانه الى جانب المعارضة وإن كان مرحلياً لم يهضمه هو نفسه، فكيف سيهضمه الآخرون؟، الذين لم يصدقوا تلك الوقفة الى جانب مرشح المعارضة جهاد أزعور للوصول الى الرئاسة، وبالمعنى اللبناني «ما حدا قبضو جد»، لذا إستعان بالمثل الشائع «ما بدملك إلا قديمك»، على الرغم من ان دعم حزب الله لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ما زال سارياً، وهو اصل الإشكال مع الحزب، وبالتالي ساهم في تفاقم تدهور العلاقة بينهما.

الى ذلك وقبل ايام قليلة، فتح باسيل طريق العودة الى حارة حريك بعدما ساعده في ذلك رئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، بالتزامن مع إقتراب عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، والذي سيحمل معه طرحاً لحوار للتوصل الى صيغة رئاسية جديدة، تصّب في نهاية المطاف في خانة مرشح ثالث، وهذا هو مطلب رئيس «التيار»، لانّ موافقته على دعم فرنجية تقارب المستحيل، وفقاً لسؤال: «لماذا فرنجية وليس أنا؟، ومن هذا المنطلق يرى باسيل انّ طرح فرنجية من قبل باريس لم يعد وارداً، وهو سمعها من اكثر من ديبلوماسي، لذا وضع يداه في مياه باردة للمضي في الحوار مع الحزب وسط ارتياح تام، لانّ الايام المقبلة ستحوي تفاهماً على مرشح توافقي، سيحمل إسم الطرح الثالث ولن يكون محسوباً على أحد، وإلا فما النفع من ذلك الحوار الآتي على ظهر المصاعب والتناحرات؟

في غضون ذلك، وضع باسيل اسرار خطوته هذه في الديمان، خلال زيارته يوم الخميس الماضي البطريرك الماروني بشارة الراعي، موضحاً انه سيسعى الى الاتفاق من جديد مع الحزب بعيداً عن اي ملف، اي انّ الحوار سيشمل فقط الملف الرئاسي، وسيشمل نقاشاً مفتوحاً وطرحاً لأسماء مقبولة، على ان يتواصل مع أفرقاء آخرين لاحقاً، وستكون بكركي مرجعيته، اي سيضعها في أجواء مباحثاته، كما سيكون «تفاهم مار مخايل» ضمن اطار البحث بهدف تعديل بعض بنوده، ولكن بعد فترة وليس الان، لان الاهمية اليوم للاستحقاق الرئاسي.

في السياق ثمة اسئلة تطرح من قبل مراقبين سياسين، حول خطوة باسيل هذه في وقت ما زال فيه حزب الله مؤيداً بقوة لوصول الوزير السابق فرنجية الى الرئاسة، وقد اعلنها يوم الاربعاء الماضي الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، حين جدّد تمسّكه بفرنجية «كخيار رئاسي ثابت وكمرشح لا يطعن المقاومة بالظهر».

اوساط «التيار الوطني الحر» أوضحت بأنّ فتح صفحة جديدة عبر حوار غير مشروط في مسار العلاقة أمر إيجابي، كما انّ السيّد نصرالله اشار خلال كلمته الاخيرة الى «انّ الحوار بشروط ليس حواراً، وصحيح ان مرشحنا هو سليمان فرنجية، ولكن علينا ان نناقش ونرى الأسماء التي لديكم، نتحدث عن الضمانات، يمكن أن تقنعونا ويمكن أن نقنعكم».

وتختم اوساط «التيار»: «نأمل وصولنا الى خرق ايجابي، يخرجنا من الفراغ الرئاسي مع وصول شخصية توافقية، بعد غربلة مشتركة للاسماء».

وعلى خط المعارضة، تبدو الاجواء سلبية في ما يخص عودة المياه الى مجاريها بين «التيار» و«الحزب»، اذ ترى مصادر المعارضة بأنّ الامر سيقتصر على لقاءات بين الطرفين لا اكثر ولا اقل، اما التوافق على إسم الرئيس فيبدو صعباً وغير قابل للتحقيق، لانّ حزب الله سيبقى متمسّكاً بفرنجية، ولن يقبل بوصول مرشح رئاسي سواه الى بعبدا، وكل ما يقال عن إتفاقهما على إسم مرشح ثالث بعيد عن ارض الواقع.

Exit mobile version