باسيل بعد الخروج من بعبدا… “تحسين صورة التيّار وشدّ العصب المسيحي”

جبران باسيل

Share to:

الديار – ابتسام شديد

لم يفصل وقت طويل بين الزيارة الخارجية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى الدوحة، قبل ان يحط بفارق زمني قصير في باريس. فالزيارتين أثارتا تساؤلات عدة حول التوقيت والغاية من الحراك، نظرا لعلاقة العاصمتين بالعديد من الملفات اللبنانية، حيث يحكى عن دور اضطلعت به قطر في ملف الترسيم البحري، فيما لباريس امتدادتها اللبنانية وأدوراها، ومعروف تدخلها في عدد من المسائل والأحداث، حيث يُنظر إليها في موضوع أي تسوية رئاسية مقبلة. ووفق المتابعين، لا يجب التقليل من الحراك الأخير لرئيس تكتل لبنان القوي، الذي يسعى للعب دور مؤثر في الملف الرئاسي، على الرغم من طابع السرية والتكتم حول اللقاءات والمحادثات الرسمية التي أجراها.

وعليه، ثمة من يربط الحراك بمحاولة باسيلية لتعويم شخصه “رئاسيا” باعتباره ممرا إلزاميا لأي رئيس للجمهورية، إضافة لسعيه من اجل فتح صفحة جديدة بعلاقته مع الغرب، لاستنهاض حالته السياسية المتراخية تحت وطأة العقوبات، والتي تشظت كثيرا في الأشهر الأخيرة من عمر العهد.

داخليا، يبدو رئيس التيار في عجلة من أمره لتحريك الوضع الداخلي للتيار تنظيما وتحسين صورته، فحاول إنجاز أفضل خروج شعبي وجماهيري لرئيس ماروني من قصر بعبدا، أتبعه بجولة بترونية للرئيس ميشال عون بسيارات الميكرو ولقاء العاملين في محطة الـotv ، في حركة القصد منها القول ان الخروج من القصر الجمهوري لا يعني أفول نجم العونية السياسية وإخلاء الساحة للآخرين.

شد العصب العوني حول التيار هو المسألة الأهم، خصوصا ان حزب العهد تلقى ضربات موجعة في السنتين الاخيرتين، فمنذ ثورة ١٧ تشرين والتيار يعاني من أزمات عدة في علاقته مع القوى السياسية بارتفاع منسوب الخصومات، فلا صديق او حليف له باستثناء حزب الله، كما يعاني من الانقسامات والتجاذبات حيال العديد من الملفات داخل تكتل لبنان القوي، فظهر التباين في ملف “الكابيتل كونترول” بين باسيل ومجموعة من نواب التيار، فيما خارجيا لا يبدو الوضع أحسن حالا، فباسيل ملاحق بالعقوبات الخارجية، وفي هذا الاطار أتت زياراته الى الخارج للإيحاء باقتراب إنهاء العقوبات ورفعها عنه والقول انه المعبر الإلزامي في الاستحقاق الرئاسي المقبل.

بالنسية الى كثيرين، فان خطط باسيل لهذه المرحلة تتركز على اطالة أمد الفراغ الى حين رفع العقوبات عنه، لأنه يعتقد انه الأجدر من غيره للرئاسة، كونه الأكثر تمثيلا على الساحة المسيحية، ويسعى كذلك الى بسط سيطرته في الملف الرئاسي حتى جلاء الصورة إقليميا وداخليا.

ما يريده رئيس تكتل لبنان القوي لا ينطبق حاليا مع أجندات ٨ آذار، التي لا تستطيع ان تكمل بالاقتراع بالورقة البيضاء بعد تعذر التوافق بين مكوناتها حول اسم مرشحها، وحيث يرى جزء أساسي من هذا الفريق ان ترشيح سليمان فرنجية مسألة وقت فقط من اجل الحفاظ على مصلحة الخط السياسي، فيما يعتبر كثيرون من خصوم باسيل ان سقوط “الفيتو الباسيلي” على رئيس “تيار المردة” سيسقط عاجلا ام آجلا، وسيضطر باسيل الى تجرّع كأس ترشيح فرنجية “مرغما”، بسبب ضيق الخيارات الرئاسية لدى فريق ٨ آذار، والأفق الرئاسي المسدود في طريق وصول باسيل للرئاسة بسبب خصوماته مع كل القوى السياسية، مما سيجبر باسيل على الامتثال لضرورات المرحلة ومصلحة الفريق السياسي ورغبة حزب الله، فالإشارات من حزب الله تدل على رغبة الحزب الضمنية بوصول فرنجية بناء على المواصفات التي حددها الأمين العام السيد حسن نصرالله، ولا تنطبق إلا على حليفه التاريخي في “المردة”.

Exit mobile version