رست الباخرة Ak AMBITION في مرفأ طرابلس، محملة بحبوب الذرة والزيت النباتي آتية من أوكرانيا إلى لبنان.
وكان في استقبالها السفير الأوكراني ايهور اوستاش على رأس وفد من السفارة، مدير المرفأ أحمد تامر، نقيب عمال المرفأ أحمد السعيد، والوكلاء البحريون وحشد من المعنيين العاملين في المرفأ.
وشكر تامر، الدولة الاوكرانية وسفيرها على “الجهود التي تبذل في سبيل توفير الحبوب والذرة والزيت للشعب اللبناني”.
وأثنى على “العلاقة والتنسيق بين البلدين وبلدان البحر الأسود”، آملا أن “تستمر هذه العلاقة المتينة من اجل ان تثمر نجاحات لكلا البلدين”.
وأكد تامر أنّ “الدولة الاوكرانية أثبتت انها تقف إلى جانب الشعب اللبناني خلال الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان واهتمامها بالأمن الغذائي لشعبه”.
من جهته، قال السفير اوستاش: “بادئ بدء، أود أن أعرب عن امتناني لكم جميعا لحضوركم للترحيب بالسفينة التي وصلت إلى لبنان وعلى متنها حبوب الذرة والزيت النباتي الأوكراني، وهي سفينة AK Ambition، وهو أمر مهم للغاية لكل من لبنان وأوكرانيا”.
ورأى أنه “دليل على الجهود الأوكرانية الدؤوبة والحثيثة لمساعدة اللبنانيين على تخطي الصعوبات التي تواجهها كل دولة في الشرق الأوسط في ضمان أمنها الغذائي، وكلنا نعرف الأسباب الحقيقية لهذه المشاكل، أعني العدوان الروسي على أوكرانيا”.
وأوضح أوستاش أنه “لغاية تاريخه هناك 17 مليون طن من الحبوب لا تزال في المخازن معدة للتصدير من محصول العام السابق في أوكرانيا”.
وأضاف: “لقد أدى هجوم روسيا إلى تغيير سلاسل الإمداد الغذائي في العالم. المنتجات التي لن تتمكن أوكرانيا من توريدها إلى السوق العالمية تثير سلسلة من ردود الفعل: فالبلدان المتقدمة تزيد مخزونها، والعديد من البلدان تحد من التجارة في ظل حال عدم اليقين. ونتيجة لذلك، ترتفع الأسعار بشكل أكبر ويزداد خطر الجوع في البلدان الفقيرة”.
كما تابع السفير الأوكراني: “من جانبها، كانت أوكرانيا دائمًا ملتزمة البقاء واحدة من موردي الأغذية الرئيسيين والموثوقين بنسبة 100 في المئة للعالم. وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأميركية بناءً على أداء العام 2021/2022، فإن حصة أوكرانيا هي أكثر من 10% من إجمالي صادرات القمح في جميع أنحاء العالم، و14% من إجمالي الذرة، و17% من مجموع الشعير و47% من اجمالي زيت عباد الشمس”.
ولفت الى أنه “قبل الحرب، صدّرت أوكرانيا ما بين 5 و 6 ملايين طن من المنتجات الزراعية على أساس شهري؛ تم تصدير 90% منها من الموانئ البحرية في البحر الأسود وبحر آزوف. يؤكد الخبراء أن أكثر من 400 مليون شخص في العالم يعتمدون على إمدادات الحبوب من أوكرانيا، يعاني سكان معظم هذه البلدان تقليديًا نقص الغذاء وحتى الجوع”.
وأردف: “أما لبنان ففي العام 2021، قبل الغزو الروسي الواسع النطاق، بلغت وارداته من أوكرانيا 80 في المئة من مجموع ما يستورده من القمح، و60 في المئة من الزيت النباتي. نعتقد أنه من غير المقبول جعل الدول رهينة للإمدادات الغذائية الخارجية”.
كما اعتبر أنّ “تصدير الحبوب الأوكرانية يُعدّ ضروريًا لضمان الاستقرار الاقتصادي العالمي، والتغلب على الزيادات الحادة في الأسعار والتخفيف من تأثير أزمة الغذاء على الأشخاص الأكثر ضعفًا في أفريقيا وآسيا”.
وشدد أوستاش على أنّ “أوكرانيا والمزارعين الأوكرانيين مستعدون للوفاء بالتزاماتهم في توريد الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى إلى السوق العالمية لتلبية الطلبات المتزايدة من الغذاء”.
واشار الى أنّ “أوكرانيا تهدف إلى مواصلة صادراتها لمنع حدوث أزمة غذائية في جميع أنحاء العالم. تمكنا من زيادة قدرة الشحنات البرية والنهرية. في شهر آب، تم تصدير ما يقرب من 1,6 مليون طن من المنتجات الزراعية من موانئ نهر الدانوب، من طريق السكك الحديد نحو 1 مليون طن، ومن طريق البر أكثر من 0,6 مليون طن من المنتجات الزراعية. وهكذا، تم تصدير ما مجموعه 3,3 ملايين طن من المنتجات الزراعية من موانئ أوديسا والموانئ الأوكرانية على نهر الدانوب في شهر آب. إجمالاً 220 سفينة و 5 ملايين طن صدرت من منطقة أوديسا”.
ولفت الى أنّ “البلدان التي لها حدود مع أوكرانيا استجابت لمشكلة صادرات الحبوب من أوكرانيا إلى بلدان ثالثة، وهي إما قامت بتبسيط إجراءات معالجة نقل البضائع أو تعمل بنشاط على ذلك عبر تبسيط إجراءات الصحة النباتية”.
وقال: “في لبنان، يمكننا جميعا أن نرى مباشرة نتائج العمل الأوكراني المتواصل لتزويد شعب هذا البلد المنتجات الأساسية. أريد فقط أن أضع بعض الأرقام بين أيديكم. بحسب بيانات الجمارك اللبنانية عن 7 أشهر من العام الحالي، من أصل ما مجموعه 325 ألف طن من القمح التي استوردها لبنان، تم استيراد 210 آلاف طن من أوكرانيا أي ما يعادل (63%). أما بالنسبة الى زيت عباد الشمس، فإن الحصة الأوكرانية أكثر تواضعا لكنها لا تزال كبيرة وتشكل 16%، مما يجعل بلدنا في المركز الثالث بين موردي الزيت النباتي إلى لبنان”.
وأكدّ أوستاش أنّ “هذه هي الصورة التي توضح أنه على رغم الغزو الروسي والعقبات التي فرضتها القوات الروسية على نقل البضائع، تظل أوكرانيا المورد الرئيسي للإنتاج الزراعي للبنان وشريكا تجاريا موثوقا به. وصول هذه السفينة دليل آخر على ما أقول. وأؤكد لكم إن هناك عددا أكبر من السفن آت إلى لبنان”.
وختم معربا عن امتنانه لـ”شركة AFC شريكا موثوقا به لأوكرانيا”.