“Game over” هل تم اقصاء الرئيس سعد الحريري عن الساحة السُنّية؟ بعدما منح 48 ساعة لجس نبض المملكة ما إذا كانت ستعطي الضوء الأخضر لترشحه وتياره وإطلاق اللوائح في كل لبنان.
حتى لو كانت المملكة غير راضية… ولكن؟
قد تكون السعودية غير راضية عن سعد الحريري ولأسباب كثيرة ولكن “اللا” السعودية لا تعني التخلي فقط عن سعد الحريري بل عن الحريرية السياسية بأكملها وصولا الى الشارع السُنّي هذا من جهة، وعلى مقلب آخر الموقف السعودي عبارة عن “عقاب” و “فركة اذن” لكل الافرقاء ان لا قيامة للبنان وتخليصه من هذا المُخاض العسير الا برفع “إصبع” السعودية بالموافقة.
بالتأكيد هذه الأجواء السياسية السلبية والملبّدة ستطال الشارع السّني وستصل السعودية الى مرحلة تجد ان خسارة الرئيس سعد الحريري هو الخسارة بحد ذاتها وان اضمحلال الحريرية السياسية ليس في مكانه وحلفاء المملكة الجدد ليسوا ممن يعوّل عليهم للمدى السياسي البعيد.
فلا الحكيم او غيره ممن يمسحون جوخاً للسعودية على اختلافهم وتقاطع مصالحهم سيدومون للمملكة ولو أضاءوا اصابعهم العشرة لها. لكل سياسي مآرب ومآرب الحكيم بالتأكيد بعبدا!
ولكن… ما مدى تأثير انكفاء الحريري وتياره عن الحياة السياسية بأكملها؟
ليس من مصلحة السعودية الخروج من لبنان، وليس صحيحا انها لا تهتم بما يحدث بالداخل اللبناني لا سيما ان عدو السعودية في الأساس هو حزب الله وحلفائه، ماذا عن رئاسة الجمهورية وماذا لو أصبح جبران باسيل رئيسا! ماذا لو حدث ما لم تتوقعه السعودية اليس هذا الامر سيشكل خضة للمملكة وحلفائها الجدد في الداخل اللبناني وبالتالي يصبح حزب الله وحلفائه المسيطرين على القرار السياسي كما هو الحال اليوم!
المصادر تشير الى ان الحريري سيعلنها غدا الاثنين أي بعزوفه عن الترشح، كما انه لن يُرشح أحدا باسم التيار، هذا العزوف لن يؤثر فقط على الحريري وتياره وماكينته الانتخابية، وانما على الشارع السُّنّي في لبنان وهذا ليس توصيفا طائفيا وانما هو حال الواقع في لبنان.
فهل سيستوعب الشارع السُّنّي هذه الخضّة؟ وما السيناريو الذي قد يحدث؟ وهل ستكون المملكة راضية؟
وهل السعودية أضحت غير مهتمة بالسُّنّة في لبنان؟ وهل حلفاء المملكة اليوم سيكونون بإمرتها ساعة تشاء؟ ام ان التقلُّب والانقلاب بحسب تقاطع المصالح؟
السعودية تراهن على رئيس حزب القوات اللبنانية
السعودية تعوّل على بعض الافرقاء في لبنان لا سيما سمير جعجع الذي يعتبر الأقوى ليس في الشارع المسيحي فحسب وانما على امتداد الوطن نظرا لحنكته وسياسته والاستراتيجية الهادئة التي يتبعها البعيدة عن التطرف في المواقف والقرارات وهذا ما جعله مقبولا لدى السعوديين، وربما سيكون الأداة التي ترشح قيادات سنية تتقاطع مصالحهم مع جعجع والسعودية من خلال خلق لائحة وطنية متنوعة تكون بأمره السعودية لمواجهة المشروع الإيراني وحزب الله وحلفائه.
الاقصاء الذي فرض على الشارع السّني من خلال سعد الحريري سياسي ام عقابي؟
عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشح للانتخابات النيابية ليس بالأمر السهل، وهذا ما دفع بالشارع السني المؤيد للحريري بالتحرك عبر مسيرات دعم وتأييد ندّدت بمواقف المملكة. وبعض المطّلعين اعتبروا ان هذا الاقصاء سيشكل سلبا على المملكة لأنها جعلت من الشارع السّني يشعر بالدونية والزجرية ومهما كان التعويل على الشمال السني او البقاع او حتى مناطق سنّية أخرى من لبنان تبقى بيروت واجهة للاعتدال الذي اسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعلى السعودية ان تعي انها ليست في الميدان لوحدها، فتركيا تدعم بهاء الحريري وقطر تدعم الجماعة الإسلامية.
السعودية غاب عنها…
الحريري لم يكن في السلطة منذ الاذل كالرئيس نبيه بري الذي استأثر بكرسي المجلس على مدى 30 عاما، ولم تعي السعودية ان سعد الحريري غرق في غياهب مافيات سياسية متملكة ومتجذرة جعلته يضيع ويغرق… والطامحون لعزل الحريري يريدون تقويد الشارع السني واخلال في التوازن الوطني والى نسف الاعتدال وتفتيت الحياة السياسية ليبقى منها لا شيء وتغرق في شوارع سنية ممزقة!
سيجد كل من ساهم في اقصاء الحريري ان هذا الاعتدال لا ينبع الا من قيم وطنية، وعليه سنجد ان اقصاء الحريري سيؤثر على الثنائي الشيعي كما على الحلفاء من القوات اللبنانية المتنصلين من الرئيس سعد الحريري وعلى الحزب التقدمي الاشتراكي وقد يترحمون في وقت لا ينفع فيه العودة ولا الندم ولا حتى التوبة!