انطلقت القمة العربية الطارئة في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الثلاثاء، من أجل الوصول إلى صيغة نهائية لخطة إعمار قطاع غزة المدمر.حيث من المقرر أن تعرض الخطة المصرية حول غزة على القادة العرب للموافقة عليها.السيسي: وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القمة تُعقد وسط أزمة معقدة تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الحرب في غزة استهدفت تدمير سبل الحياة ووضعت سكان القطاع أمام خيارَي الفناء أو التهجير.وشدد السيسي على رفض مصر القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أن بلاده تتمسك بالسلام القائم على الحق والعدل.
أبو الغيط: كذلك، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة، أنه “يجب مواجهة أصل المشكلة وجوهرها بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينيّة، لكي تنعم شعوب المنطقة بالأمن والإستقرار”.وشدد أبو الغيط على أن “تهجير الشعب الفلسطيني مرفوض، ولا يمكن القبول بمشاريع ورؤى أميركية غير قانونية بالمنطقة”.كما رأى أن “إعمار غزة ممكن إن انسحبت إسرائيل من القطاع وإن صمت السلاح”، مضيفًا: “نقدّر كلّ من يعمل لأجل السلام ولا نقبل بإغلاق نافذة السلام في المنطقة”.
غوتيريش: من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة، إلى “تنفيذ كامل لوقف إطلاق النار بغزة”، معتبرا أن “مسؤولية إنهاء حرب غزة تقع على عاتق العالم”.وقال غوتيريش: “يجب إطلاق سراح كل الرهائن من دون شروط، ويجب استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة”.
وأضاف: “يجب أن تبقى غزة جزءا من الدولة الفلسطينية، وعلى إسرائيل أن تستجيب للقانون الدولي”.وأعلن “أننا مستعدون لدعم الخطة العربية بشأن إعمار قطاع غزة”.كما شدد على ضرورة “الحفاظ على سيادة الأراضي السورية واللبنانية”.
وكانت مصر قد أعلنت منذ أسابيع أنها أعدت خطة من أجل إعادة إعمار غزة. وقبل يومين، أكد وزير خارجيتها بدر عبد العاطي في مؤتمر صحافي بالقاهرة، أن الخطة جاهزة، وسيتم عرضها على القادة العرب خلال القمة العربية للموافقة عليها. في حين تكشفت بعض تفاصيل هذا المقترح. إذ أفادت مصادر “العربية/الحدث” اليوم، أن الخطة المصرية تركز على أن حل الدولتين يفتح الباب أمام العلاقات الطبيعية بين دول المنطقة وإسرائيل.كما أشارت الخطة إلى تدريب كل من مصر والأردن لعناصر من الشرطة الفلسطينية لمسك الأمن في القطاع، ما يمهد لاحقاً إلى عودة السلطة الفلسطينية من أجل إدارة غزة.لجنة مؤقتةونصت على تشكيل لجنة تتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر بقرار فلسطيني، مكونة من شخصيات تكنوقراط مستقلين تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.كما لفتت إلى إمكانية قيام مجلس الأمن بدراسة فكرة التواجد الدولي في الأراضي الفلسطينية عبر قوات حفظ سلام.وتضمنت الخطة أيضاً التعامل مع مسألة سلاح الفصائل عبر أفق واضح وعملية سياسية ذات مصداقية.مساكن مؤقتةإلى ذلك، نصت على إعداد مساكن مؤقتة لسكان القطاع المدمر والنازحين في 7 مناطق، مع العمل على إبرام هدنة متوسطة المدى لفترة زمنية محددة.وأوضحت أن مرحلة “التعافي المبكر” تستمر 6 أشهر، وتكلف 3 مليارات دولار للمرافق والمساكن.كما أشارت إلى أن المرحلة الأولى من إعادة الإعمار تستمر عامين بتكلفة 20 مليار دولار، فيما تستغرق المرحلة الثانية عامين ونصف العام بتكلفة 30 مليار دولار.وبينت أن التكلفة التقديرية الإجمالية لخطة إعادة الإعمار تقدر بنحو 53 مليار دولار، لافتة إلى إمكانية إنشاء صندوق ائتماني تحت إشراف دولي كآلية تمويلية يتم توجيه التعهدات المالية إليه.مؤتمر دوليكذلك دعت إلى تنظيم مؤتمر دولي في القاهرة بأقرب وقت، من أجل حشد الدعم اللازم لإعمار القطاع.هذا وأكد المقترح المصري التمسك بحل الدولتين، معتبراً أنه سيزيل أي سبب لعدم الاستقرار والنزاعات في الشرق الأوسط، وسيمهد لعلاقات طبيعية بين دول المنطقة وإسرائيل.يذكر أن القاهرة كانت كثفت تحركاتها خلال الأسابيع الماضية، بعدما أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب غضباً عالمياً، عندما طرح خطة “لسيطرة بلاده” على غزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” مع تهجير سكانها الفلسطينيين إلى مصر والأردن.فيما اتحدت الدول العربية لمعارضة هذا المقترح وتقديم حلول بديلة.