انتخبت الجمعية العامة للإنتربول، خلال انعقاد دورتها ال٨٩ في اسطنبول/تركيا، ٢٣-٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢١، المقدم الدكتور محمد قمرة من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لعضوية لجنة الرقابة على ملفات الإنتربول وذلك لمنصب “قانوني ذو خبرة دولية مشهودة في الشؤون الأمنية والشرطية والتعاون الدولي”، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها انتخاب لبنان لهذا الموقع، في خطوة تعد إنجازًا عالميًا نوعيًا من شأنه أن يعيد لبنان إلى خارطة المنظمات الدولية ويعزز حضوره في المحافل الدولية.
من هو محمد قمرة؟
المقدم د. محمد قمرة حائز على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من الجامعة اللبنانية وعلى دبلوم في الإدارة العامة من المعهد العالي للإدارة في فرنسا/ ستراسبورغ (ENA) وعلى ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة السوربون في باريس وهو استاذ جامعي وباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية.
كما يشغل المقدم محمد قمرة حاليًا مركز نائب رئيس شعبة الاتصال الدولي في هيئة الأركان في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وهو ضابط حماية البيانات في المكتب المركزي الوطني للإنتربول في لبنان.
منصب الانتربول… كيف يجري الانتخاب لهذا المنصب؟
بداية يتم ترشيح الشخص المناسب وهو من ذوي الكفاءة العلمية ولديه خبرات كافية من قبل الدولة اللبنانية وهي لجنة الرقابة على ملفات الانتربول، وهي عبارة عن هيئة نظامية عليا مستقلة في منظمة الانتربول وتُعنى بدراسة وتحليل كل ملفات التعاون الدولي الشُرَطي وكل ما يُسمى بملاحقات دولية ومعاملة بيانات ضمن منظومة الانتربول وذلك وفقاً للمعايير الدولية والأنظمة القانونية المعمول بها في المنظمة.
هذه اللجنة تنظر وتبت كمرجع قانوني رفيع وأخير “كهيئة نقد” بكل طلبات الاطلاع على البيانات او حذفها او تصويبها من منظومة الانتربول للمعلومات Interpol information system وتتميز هذه المنظمة بدورها الاستشاري من حيث تقديم المشورة القانونية للمنظمة وتكون قراراتها ملزمة للدول وللمنظمة وتتألف من غرفتين: غرفة طلبات ورقابة وغرفة مشورة وتضم خبراء دوليين من مختلف المجالات يتميزون بالكفاءة والمناقبية والحيادية وهذا بطبيعة الحال نظامها الأساسي ومن ضمنها شروط الترشح التي تطلبها منظمة الانتربول من الدول التي تقوم باختيار الأشخاص من خلال ترشيح ذوو الكفاءة المطلوبة، وعليه فإن الدول تقوم بترشيح الأشخاص الذين يتمتعون بهذه المواصفات العالية والدقيقة على كافة المستويات من حيث المؤهلات لإشغال هذا المنصب او الموقع international senior positions في منظمة الانتربول وهي عبارة عن منظمة دولية للشرطة الجنائية واللجنة اسمها “لجنة الرقابة على ملفات الانتربول”
قانوني خبير دولي في الشؤون الأمنية والشرطية…
د. محمد قمرة والذي رشح لهذا المنصب هو قانوني خبير دولي في الشؤون الأمنية والشرطية والتعاون الدولي.
ما هي المعايير لاختيار هكذا منصب…
بطبيعة الحال تُعَمّم المنظمة مذكرة شفوية على الدول الأعضاء في المنظمة او ” الوزارات المعنية بالتعامل مع الانتربول” او وزارة العدل وتطلب من الدول ترشيح خبراء من ذوي الكفاءة لتولي مناصب عُليا في المنظمة وذلك عن طريق الانتخابات، بحيث يوجد مجموعة من ذوي الخبرات القانونية والأخلاقية في المجالات القانونية التي لها علاقة بالتعاون الدولي والشؤون القانونية، والقانون الجنائي الدولي والقانون الدولي لحقوق الانسان. يطلب ترشيح اشخاص قانونيين او محامين او أساتذة جامعيين او قضاة متخصصين في مجالاتهم وعلى أساسه يتم رفع الترشيحات رسميا من قبل الدول او عن طريق وزارة الخارجية او الداخلية او تتبنّى الوزارتين هذا الترشّح ويرفع الى المنظمة وعليه تقوم المنظمة بدرس الترشيحات من خلال الفلترة في مكتب الشؤون القانونية ومن ثم في اللجنة التنفيذية في الانتربول وعليه ترفع الأسماء والدول المرشحة بشكل نهائي الى الجمعية العامة بالإنتربول لتنتخب هؤلاء الأعضاء لولاية تمتد خمس سنوات قابلة للتجديد لثلاث سنوات إضافية.
هذا الانتخاب علامة فارقة للبنان… أعاد الضوء على لبنان وعزّز حضوره في المحافل الدولية
انتخاب لبنان لمنصب دولي في لجنة الرقابة على ملفات الانتربول من خلال د. محمد قمرة هو علامة فارقة لا بل مضيئة لقوى الامن الداخلي ولوزارة الداخلية والبلديات وبطبيعة الحال للبنان عموما، فمن خلال هذا المنصب يكون لبنان قد حجز مقعداً بأكبر منظمة دولية للتعامل “الدولي الشرطي”، وبالتالي يصبح لبنان جزءا من هذه المنظومة التي لها علاقة بالتعاون الدولي الشرطي، وفي الحقيقة من خلال هذا المقعد ننافس دولا كبرى بحيث كان يوجد دول كبرى مرشحة لهذا المنصب. الا ان لبنان استطاع ان يحصل على ثقة عدد كبير من الدول وذلك بالاستناد أولا للسيرة الذاتية للمرشح من حيث الكفاءة والخبرة وأيضا لتأييد ومساندة واختيار الدول بحيث ان لبنان حاز على العدد الأكبر من الأصوات في المنافسة مع الدول المرشحة لنفس المنصب وبالتالي تم تأهيل لبنان لأخذ هذا المنصب.
هذا المنصب إيجابي للبنان على أكثر من مستوى
هذا الانتخاب إيجابي للبنان على أكثر من مستوى، سواء المهني والتنفيذي اوعلى مستوى تعزيز علاقة لبنان بالدول وعلى مستوى تعزيز حضوره في الخارج، وأيضا على المستوى المعنوي لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي استطاع لبنان ان يحقق هذا الخرق والانجاز والذي يعتبر نوعيا لا بل هذا الانتخاب بمثابة سابقة لان لبنان للمرة الأولى يكون في لجنة الرقابة على ملفات الانتربول.
انتخاب لبنان لم يكن صدفة
بالتأكيد الانتخاب لم يكن صدفة، ولماذا في هذا التوقيت؟ لان بحكم توقيت الجمعية العامة للإنتربول يكون في مثل هذا الوقت من السنة وتقوم دولة عضوا باستضافتها وذلك من بعد التخطيط المسبق، وعملية الترشيح هي عبارة عن مسارٍ طويل، بدأ منذ أشهر، وتبدأ عملية الترشّح رسمياً من قبل الدولة ومن ثم عملية الاختيار للأشخاص المعنيين وصولا الى عملية الانتخابات ويرافقها تحضيرات، كما ان عملية استقطاب الحشد للتأييد والتي تضافرت من خلال هذه الجهود يضاف اليها عدة وزارات، والجهد الأكبر كان على قوى الامن الداخلي ومكتب المركز الوطني للإنتربول في لبنان وتأييد جهود ودعم الدول الصديقة التي دعمت لبنان للوصول الى هذا المنصب. ولا بد من الإشارة ان أعضاء اللجنة هم أعضاء من اللحظة التي يتم انتخابهم فيها وهم أعضاء مستقلين حياديين ويمارسون مهامهم ليس كممثلين لدولهم وانما كأعضاء في هيئة عليا نظامية مستقلة حيادية قراراتها ملزمة للدول تعمل بشفافية بهدف المواءمة بين كفاءة وكفاية وجدارة التعاون الدولي الشرطي للتصدّي للجريمة المنظمة والإرهاب من جهة، ومن جهة أخرى للحفاظ على حقوق الانسان وحرياته الأساسية بما يضمن تطبيق المعايير والأنظمة القانونية المعمول بها في منظمة الانتربول واحترام حقوق الانسان.
مبروك لبنان هذا المنصب
مبروك د. محمد قمرة
مبروك لقوى الامن الداخلي