مهنا: إن تعزيز مكانة عامل الدولية هدفه بناء شراكات ندية ومواجهة ثقافة الاستعمار الجديد من أجل عالم أكثر عدالة وانسانية
اُنتخبت مؤسسة عامل الدولية، عضواً في قيادة التحالف الدولي للهيئات التطوعية ICVA خلال الاجتماع السنوي للمنظمة في جنيف – سويسرا، مُمثلة بعضو الهيئة الإدارية فيرجيني لوفيفر، بعد أن حازت المؤسسة على نسبة أصوات مرتفعة، 54 صوتاً أعطي لها من الأعضاء المقترعين من كل أنحاء العالم.وبذلك تكون “عامل” الجمعية الأولى في المنطقة العربية وشمال إفريقيا التي تنتخب لعضوية مجلس إدارة التحالف الدولي للهيئات التطوعية مرتين على التوالي، اذ يدل هذا على فعالية الدور الذي تقوم به المؤسسة في الميدان الإنساني والتنموي، على مستوى لبنان والعالم، من خلال استجابتها الممنهجة للتحديات وفعالية الحلول الابتكارية التي تنفذها من خلال برامجها التنموية.
يأتي ذلك بعد أن تمكنت “عامل” من خلق تغيير في الحيّز العالمي، كجزء من استراتيجيتها لمد الجسور وسد الفجوة بين دول الشمال ودول الجنوب، ولتعميم الأنموذج الإنساني التضامني الذي راكمته خلال السنوات الماضية، على صعيد عالمي في مواجهة سياسة الاستعمار الجديد والاملاءات السائدة ضمن العلاقة بين الشرق، من خلال اطلاق فروعها في سويسرا وفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وافريقيا، بهدف العمل مع الفئات المهمشة من لاجئين ومهاجرين، وترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام للسنة الخامسة على التوالي نظراً لدورها في تمكين الفئات الشعبية والعمل معهم على بناء ثقافة تقوم على المواطنة الفاعلة وانسانية الإنسان بمعزل عن خياراته.
وقد كانت المؤسسة قد انضمت إلى تحالف “إيكفا” في بدايات نشاطها قبل أربعة عقود، بما يتوافق مع معاييرها لبناء الشراكات الندية مع المنظمات الدولية والغربية تحت شعار *”شركاء لا أوصياء”*، لتقوم بدورها في تمكين الإنسان وصون كرامته، وإعادة تصويب بوصلة العمل الإنساني *ليكون نضالياً وملتزماً بالقضايا العادلة للشعوب وفي مقدمتها قضية فلسطين*، إضافة إلى العمل *مع الفئات المهمشة والضعيفة* والسعي من أجل *توزيع عادل للثروات، وبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية*.
وقد علّق د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية على الحدث معتبراً أن وصول عامل لهذه المكانة الدولية هو انتصار للفئات الشعبية، الذين يشكلون جوهر نضال المؤسسة ورؤيتها، ومصدر قوتها في ارساء ثقافة نضالية عالمية تقوم على التضامن والتراحم بعكس الفكر الانعزالي السائد والاستعمار الجديد، وفي عالم يفقد انسانيته، فالناس هم قوة عامل وهم سبب وصولها لهذه المكانة عالمياً.
وأضاف: “إن عامل التي تعمل على تعزيز انسانية الانسان بمعزل عن خياراته وصون كرامته، استطاعت طيلة السنين الماضية أن تعمل مع الناس ولأجلهم من دون الارتهان لأي من اشكال الانقسام أو التحاصص السائدة في لبنان ومن غير الاستقواء بالخارج، وهذا الأمر هو ما ادى لالتفاف الناس من حول تجربتها المحلية، التي أصبحت نتيجة لذك أنموذجاً يحتذى به، لبناء عالم أكثر عدالة واكثر انسانية”.
كما أكد أن عامل ستعمل من موقعها في قيادة التحالف الدولي للهيئات التطوعية، وفي قيادة هيئات دولية أخرى، ستسخر كل الامكانيات والجهود من أجل نصرة قضايا الشعوب وخلق فرص أفضل للفئات الشعبية للنهوض بمجتمعاتهم ولأخذ مصيرهم بيدهم والتخلص من اشكال الضعف والتهميش، بناء على مقاربة تقوم على توفير الحقوق الأساسية بناء على الكرامة الإنسانية.