انتخاب الرئيس اللبناني يصطدم بعقدة تأمين النصاب

Share to:

الشرق الاوسط – نذير رضا

تتصدر عقدة تأمين نصاب جلسة انتخاب الرئيس اللبناني، قائمة الأولويات، وسط خلافات داخلية على انتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وتأمين النصاب لجلسة انتخابه، فيما يستكمل نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب جولته على القيادات المسيحية غداً (الجمعة) بلقاء فرنجية.
ولم يسهم الدفع الدولي لانتخاب رئيس في إحراز أي تقدم حتى الآن، حيث «لا تزال الأمور عالقة داخلياً»، حسب ما تقول مصادر نيابية مواكبة للحراك، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عقدة تأمين نصاب جلسة الانتخاب تتصدر العقد، بعدما فشلت المحادثات في التوافق على شخصية واحدة للرئاسة.


وتُرجع مصادر مقربة من «حركة أمل» الأزمة إلى «الخلافات المارونية – المارونية»، قائلة إن الانقسامات بين «القوات» و«الوطني الحر» «أعادت الأمور إلى المربع الأول». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «من المفترض أن يلاقي الداخل جهود الخارج في المساعي القائمة»، مشددة على أن الخارج «لا يتدخل في الأسماء»، وأضافت: «غير صحيح أن الخارج يضع عقبات أو فيتوات»، في إشارة إلى الموقف الفرنسي «الداعم لإيصال فرنجية»، والموقف الأميركي الثابت «الذي يدفع نحو تنفيذ الإصلاحات، ويتعاطى مع الرئيس وفق برنامج عمله بمعزل عن الأسماء».


وحاول نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب، في حراكه الأخير باتجاه القوى المسيحية، أن يستمزج الآراء للتوصل إلى نقاط تفاهم تساهم في انتخاب رئيس، ولم يخض في الأسماء خلال لقاءاته مع البطريرك الماروني بشارة الراعي أو حزب «القوات اللبنانية» أو «الكتائب» أو النواب المستقلين وأعضاء كتلة «تجدد». وقالت مصادر مطلعة على حركة بوصعب أن جولته «تسعى لاستمزاج آراء واستطلاع أجواء القوى التي التقى بها».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الانطباع الذي ساد إثر الجولة أن التباعد بين القوى السياسية يحول دون التنبؤ باختراقات مباشرة، وخصوصاً التباعد الكبير بين موقف «القوات اللبنانية» و«الثنائي الشيعي» الذي يدعم فرنجية.


وقال بوصعب، بعد لقائه رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، أمس: «تحدثنا بأهداف جولتي، وأي لبنان نريد، إضافة إلى كثير من الأمور التي نتوافق عليها، البعض يراهن على أنني أقوم بحركة لن تؤدي إلى نتيجة، ولكن عدم القيام بشيء هو أسوأ». وتابع: «اتفقنا على الاستمرار في النقاش، وتوافقنا على الطريق التي نريد السير بها، لأنه من دون أي جهد سنبقى مكاننا، نحن لا ننتظر أي حلّ من الخارج، وهذه المبادرة التي بدأتُ بها هدفها مدّ جسور للتحاور، وليس لاقتراح رئيس معيّن، ولم يطلب مني أحد القيام بها».


ولفت بو صعب إلى أن لبنان غائب عن المجتمع الدولي، وأكبر كارثة هو تغييبه عن اجتماع الأردن الذي ناقش موضوع النازحين، وهذا دليل على مدى سوء الوضع الذي وصلنا إليه.


ورحّب الجميّل «بأي خطوة يمكنها أن تأخذ البلد إلى الأمام»، مؤكداً: «الانفتاح على أي مبادرة يقوم بها أي نائب لإيجاد الحلول»، مضيفاً: «الموضوع يتخطى رئاسة الجمهورية ويتعلق بمستقبلنا في هذا البلد ولدينا قناعة نقولها للجميع إن لبنان لا يحتمل 6 سنوات جديدة على نهج العهد السابق، من خلال سيطرة (حزب الله) على قرار البلد ومنع الإصلاحات والتطور والانفتاح… وإعادة بناء العلاقة مع المجتمع الدولي. الأمر سيؤدي إلى موت لبنان وهجرة شبابه».
وأضاف الجميل حول أسباب رفضه لفرنجية: «الموضوع ليس في الأشخاص، إنما بخط سياسي أدى بالبلد إلى واقعنا اليوم، والتمديد لهذا الخط هو خيار (الموت)، وسنواجهه بكل الإمكانات المتاحة، ونحذر من أن أي تمديد لـ6 سنوات كارثية جديدة، فهذا مشروع موت للبنان وتهجير مئات الآلاف من الشباب اللبناني».

Exit mobile version