الوزير السابق فارس بويز: الخيارات الرئاسية لـ «التغييريين» معزولة عن الواقع

فارس بويز

Share to:

الأنباء الكويتية – زينة طبّارة

رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز ان المرحلة الأولى من معركة رئاسة الجمهورية، كانت مرحلة التحدي بين فريقين عريضين (8 و14 آذار) وقد تبين في تفاصيلها، انه ليس باستطاعة أي منهما تأمين النصاب المطلوب، لا لانعقاد الجلسة، ولا لانتخاب الرئيس، معتبرا بالتالي ان الأمور اتجهت حكما وتلقائيا، نحو المرحلة الثانية، التي هي مرحلة التفاهم على مبدأ المرشح التوافقي المقبول من الفريقين، لكن دون بلوغها حد التفاهم حول التفاصيل والمواصفات، وهو ما أكدته مناورات التداول بأسماء، بدت وكأنها لا تلبي مستلزمات التوافق لانتحاب الرئيس العتيد، معربا بالتالي عن اعتقاده، باستمرار هذه المرحلة لبضعة أسابيع قبل دخول المعركة في مرحلتها الثالثة والنهائية.

ولفت بويز في تصريح لـ «الأنباء» الى ان المرحلة الثالثة ستكون مرحلة إبرام التفاهم على اسم توافقي، وقد بدأ الجميع من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى البطريرك الماروني بشارة الراعي، الى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الى كل المؤثرين مباشرة بمسار المعركة الرئاسية، بتظهير مواصفات الرئيس المطلوب توافقيا، على يكون رئيسا موحدا، مستقلا، خبيرا بالشأن العام، ومتمرسا في السياسة، وقادرا على ترميم علاقات لبنان مع الخارج، ومن هنا التأكيد ان هذه المرحلة ستنتهي اما بالإبقاء على اسم واحد داخل الغربال، واما على اسمين محددين، لتدور المعركة النهائية ديموقراطيا حول اختيار واحد منهما.

بويز عاد واستدرك مؤكدا ان هذه اللعبة الداخلية بين الفريقين 8 و14 آذار، لا يمكنها انتاج رئيس للجمهورية، ما لم تترافق مع أوضاع إقليمية مؤاتية، تسهل مسار المرحلة الثالثة، وتسير موكب الرئيس المنتخب باتجاه قصر بعبدا، اما في حال غياب اللحظة الإقليمية المطلوبة، فإن لبنان سيدخل مرحلة طويلة الأمد من الشغور في موقع الرئاسة الأولى، ان لم نقل انه سيكون على موعد حتمي مع المجهول الخطير، لاسيما ان الشكوك كبيرة جدا حول إمكانية تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات.

وردا على سؤال، لفت بويز الى ان قوى التغيير مجرد حركة غير قادرة على ان تكون «بيضة القبان» او صاحبة القرار الفصل في الاستحقاق الرئاسي، لاسيما أنها منقسمة على ذاتها بين فريقين متناقضين، يتعاطف كل منهما تحت الطاولة وفي قرارة نفسه، اما مع 8، واما مع 14 آذار الفريقين العريضين الأساسيين في المعادلة السياسية، ومن هنا فإن الخيارات الرئاسية لقوى التغيير، مازالت حتى الساعة وقد تبقى معزولة عن الواقع في اللعبة الداخلية.

Exit mobile version