لم يعد خافياً على أحد أن نسبة التلوث في لبنان باتت مرتفعة جداً، فالتلوث البيئي الحاصل على مختلف الأصعدة من تلوث الهواء إلى تلوث المياه والشواطئ، أصبح يشكل خطراً داهماً على الثروة البيئية اللبنانية. وتعتبر النفايات البلاستيكية واحدة من أبرز مسببات التلوث المخيف في لبنان، والتي تسبب أضرار كارثية صحية وبيئية هائلة.
البلاستيك مضرّ جداً لصحة الإنسان!
يغفل الكثيرون عن أضرار استخدام البلاستيك فى حفظ الأشياء الساخنة خاصة الطعام والشراب، وأكّد الخبير البيئي البروفيسور “ضومط كامل” أن تفاعل البلاستيك مع الحرارة خاصة التي تحتوي على مادة “الديوكسين”، ينتج عنها مخاطر شديدة على صحة الإنسان، فإن التفاعل ينتج عنه تسرب مواد مضرة إلى الطعام أو المشروب، مما يؤدي لأمراض خطيرة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التفاعل يحدث في حالتين: في حالة ارتفاع الحرارة وتفاعلها مع أشعة الشمس، وفي حالة تجلّد المياه داخل الزجاجة البلاستيكية.
والجدير ذكره أنّ معظم مخلّفات منتجات البلاستيك وبخاصّة أكياس البلاستيك، لا يمكن التخلص منها بسهولة، الأمر الذي يجعلها عبئاً كبيراً على البيئة وخطراً يهدد حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى التي تعيش فيها. فمعظم المواد البلاستيكية لا تصدأ ولا تتحلل بيولوجياً وتبقى في البيئة لفترات طويلة.
انتشار كبير للنفايات البلاستيكية
دقّ الخبير البيئي ناقوس الخطر بشأن الكميات الهائلة من النفايات البلاستيكية التي تجتاح لبنان بحراً وبرّاً قائلاً: “إن كميات النفايات البلاستيكية المرمية عشوائياً في لبنان لا تحصى”. فهي منتشرة في الغابات، الأنهار، على الشواطئ، وفي عمق البحر.
هذا وتهدد مستويات عالية من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة المضرّة بالإنسان مجموعة جزر النخيل الصغيرة الواقعة قبالة شاطئ طرابلس في شمال لبنان، والتي اكتشف أنها تتضمن مستويات مثيرة للقلق من المعادن الثقيلة والنفايات الصلبة والملوثات الكيميائية السامة.
وتجدر الإشارة إلى أن لبنان يحتلّ المرتبة الرابعة بمؤشّر التلوث فيه ضمن 116 دولة، ويتجلّى ذلك في تفاقم حالات السرطان والأمراض التنفسية.
الآثار المترتبة على البيئة
إنّ آثار البلاستيك كارثية على البيئة والكائنات الحيّة، وهذه ابرز سلبياتها:
- أولاً: إن تراكم النفايات البلاستيكية غير القابلة للتحلل فى التربة يجعلها تفقد خصوبتها نتيجة لتراكم مادة الديوكسين، كما أن الزجاجات البلاستيكية وغيرها تمنع الأعشاب والنباتات من النمو وتحجب ضوء الشمس عن التربة.
- ثانياً: تشكّل النفايات البلاستيكية خطراً على البيئة قد يؤدي لحدوث خلل فى التوازن البيئي بشكل كبير، لتقتل عدد ضخم من الأسماك والكائنات البحرية نتيجة وقوعها فى فخ النفايات البلاستيكية. والجدير ذكره أن المخلفات البلاستيكية تتجزّأ إلى أجزاء صغيرة مع مرور الزمن مخلفة أضرار أكبر عند ابتلاع الأسماك لها مما يلوث أنسجة الأسماك. كما تعتبر السلاحف البحرية هي الضحية الرئيسية للمخلفات البلاستيكية.
- ثالثاً: إلحاق الضرر للهواء، من خلال عملية حرق أكياس البلاستيك التي ينبعث منها الغازات والأبخرة السامّة والضارّة بصحة الإنسان، مثل الفورمالدهيد CH2O، والبنزالدهيد C6H5CHO، وسيانيد الهيدروجين HCN، والأمونيا NH3، وأول أوكسيد الكربون CO، وأكاسيد النيتروجين NO2 –N2O – N2O3 – N2O4، وغيرها. وتتسبب هذه المواد في حدوث اضطرابات وأمراض مختلفة كالحساسية وأمراض الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والجهاز الهضمي وأمراض القلب والكبد والكلي وغيرها من الأمراض.
- رابعاً: إنّ انتشار الأكياس البلاستيكية في المراعي والمناطق الريفية والبرية يؤدي إلى نفوق الكثير من الحيوانات، كالأبقار والأغنام والماعز والحيوانات البرية، فقد وُجد أن هذه الأكياس أو أجزاء منها تؤدي إلى انسداد القناة الهضمية أو الجهاز التنفسي وخاصة الرئتين والقصبات الهوائية في الحيوانات التي تبتلعها، وتكون النتيجة نفوقها أو مرضها.