النساء أكثر عرضة للإصابة بدورة الاكتئاب – السمنة… ما بين التكيّف مع القلق والتوتّر أغذية عليكم بها وتَنَاولها يُحدث فرقاً مهماً

Share to:

الديار – ندى عبد الرازق

ما بين التكيف مع القلق او التغلّب عليه خطوة تبدأ بالإرادة، التفكير المنطقي والسؤال لماذا يجب ان أكون ضعيفا، والخضوع لـ هكذا شعور قاتل قد يدمر ويفسد حياة الفرد ومن حوله، لماذا لست انيقا ومتزنا واتمتع بجسم رشيق وصحة جيدة “فالعقل السليم في الجسم السليم” والتوتر والقلق يؤديان الى سمنة قاتلة تجعل الفرد ليس على ما يرام، كما ان الرضوخ يجر الى رضوخ أكبر والاستسلام يؤدي الى الانكسار الذي قد يؤدي الى الموت او الانتحار او التقوقع في غرفة.

الحياة ليست جميلة فقط، بل نعمة كما ان الانسان اتى الى الحياة مرة في العمر وان ذهب لن يُبْعَث من جديد “يعني راحت عليه” ولن يعيش حياته على النحو الذي تمناه. فتنّعّموا بها ولا ترضخوا لأقذارها وعقباتها وحدّثوا أنفسكم بالمرآة انكم أقوياء اصحاء ولا تَكيُّف مع القلق بل نسفه من خلال السيطرة عليه، لا تدعوه يتسرّب الى نمط حياتكم فيحدث فيها تغييرات سلبية.

التوتر يؤدي الى القلق والأخير يغذي الاكتئاب

معظم الاختصاصيون والباحثون يتفقون على ان السمنة والاكتئاب يسيران جنبا الى جنب ويمكن لأحدهما ان يطور الحالة ويؤثر فيها سلبا. ومن هنا فان زيادة الوزن وعدم ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية قد يسهمان في تجلّي اعراض الاكتئاب الذي بدوره يدفع باتجاه الشراهة وتناول الكثير من الأغذية ذات السعرات الحرارية المرتفعة، وفيها الكثير من الدهون الغير جيدة.

وفي الأساس هذه المقرمشات قد تجعل الفرد يشعر بالراحة لدقائق معدودة الا ان التأثير السلبي يبدأ بعد اقل من ساعة شعور بالندم والتوتر والقلق وهذا يدفعه الى مزيد من الافراط بالأكل ما يجعل الجسم ثقيلا ومنهكا وبالتالي اقل نشاطا وحركة وخمولا فيزيد الوزن ليصبح حالة مرضية بحد ذاتها كما انها امتداد لأمراض القلب وضغط الدم وغيرها.

عقاقير الاكتئاب لها علاقة بالسمنة… فتجاوزوها بالطعام

ما يجهله كثر ان ادوية الاسترخاء تسهم في زيادة الوزن بسبب مادة الكورتيزون وفي هذا السياق أفادت استطلاعات مركز CDC ان 55% من البالغين يتناولون ادوية مضادة للاكتئاب وما انفكوا يواجهون اعراضه من مستوى معتدل الى متقدم ويعانون من السمنة الزائدة.

عوامل تُورّط الجسم

لا يلقي الكثيرون بالا لخطر السمنة خاصة في العائلة الصغيرة، والتي في اغلب الأحيان تكون بسبب تدني تقدير قيمة الذات للفرد داخل اسرته وتدفعه الى العزلة الاجتماعية واسبابها عاطفية في أكثر الأحيان ناتجة عن مشاعر الحزن والقلق او الاجهاد.

وهذا يظهر جليا على الأطفال، ومن هنا على الاهل التنبّه لأعراض قد تصيبهم مثل ضيق التنفس ومشاكل في النوم والجهاز الهضمي وجميعها تؤدي الى مزيد من مشاعر الحزن واليأس فيتقلص الحماس لاتباع حمية غذائية او الذهاب للأطعمة الصحية وهنا لا نقصد اطعمة غير لذيذة على العكس يمكن للطعام الصحي ان يكون شهياً وغنيا بالعناصر التي تعمل على جوانب علاجية او ذات سحر في حلها او التخفيف من اعراضها مثل المغنسيوم والذي يوصف من قبل الأطباء للأفراد كمرخي عضلي ويقلل من التشنجات وهو ما يمكن استبداله بالمكسرات والخضر بالإشارة الى ان الاكتئاب قد يؤثر في محيط الخصر ويؤدي الى امراض وعوارض صحية.

هل جربتم نظاما غذائيا للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة ولم تنجحوا؟

اذن فكروا في الأسباب الرئيسية التي تدفع الفرد الى تناول الطعام اما بشراهة واما عدم التفكير في الكمية والنوعية، او بسبب القلق والتوتر الذي يضرب عملية الحرق ويبطئها الى جانب قلة النوم، والدراسات اثبتت انه أحد العوامل المهمة التي تؤدي الى خسارة الوزن ولفتت، الى ان الجسم إذا حصل على معدل النوم الذي يحتاج اليه فيبدأ بحرق السعرات الحرارية.

الشعور وحده بضرورة خسارة الوزن “ساحق”

المعاناة من كيفية التخلص من الوزن الزائد وحده مدمر وكفيل باكتئاب الفرد وماذا لو اجتمع القلق والتوتر! المؤكد سيصبح الامر مأساويا ووفقا لأبحاث أجرتها مراكز CDC ان البالغين المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة للسمنة، والأخطر ان هذه النسبة ارتفعت مع زيادة الاكتئاب.

وفي سياق بحثي متصل، بيّنت احدى الدراسات ان خطر الإصابة بالاكتئاب يتضاعف للذين يعانون من السمنة المفرطة بنسبة 20% والجدير ذكره ان النساء بحسب الدراسة عرضة للإصابة بدورة الاكتئاب-السمنة أكثر من الرجال.

الطعام عاملا مهما لحل مشاكل التوتر والقلق كيف؟

الأغذية قد تؤثر إيجابا في حل مشاكل الاكتئاب وما يتعلق به من امراض السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني. وفي هذا الإطار تقول اختصاصية التغذية جاكي قصابيان لـ “الديار”: “لا بد من التنبّه ان الكثير من الاضطرابات والمشاكل النفسية لا يمكن الاعتماد على الطعام فقط للتغلب عليها، ومن هنا يجب على المضطربين الالتزام بتناول الادوية في حال كانوا يخضعون لعلاج ما عن طريق طبيب. وأيضا اعتماد نظام صحي يوفر لهم الاستقرار والهدوء النفسي. واشدد، ان بعض الحالات لا يمكن الاستهتار بها وقد يصل المضطرب الى حدود الوفاة او الانتحار هذه في حال كانت المشكلة متأزمة”.

وتتابع، “اما إذا كانت الأمور في نصاب التوتر والقلق العاديين الا انهما مزعجين فان الطعام له تأثير كبير على المزاجية والاضطرابات النفسية ومن هنا سأتطرق الى أغذية تدفع إيجابا لتخطي هذه الانفعالات المدمرة شعوريا”.

البيض

تقول قصابيان، “يحتوي على مضادات الاكسدة، ويتميز بغناه بالامينواسيد، والبيضة تحتوي على 140 ملغ او 30% من حاجة الجسم لمادة الكولين والتي تعد عنصرا أساسيا لعمل الدماغ على النحو المطلوب او كما يجب للجهاز العصبي. وتركّز قصابيان، “على أهمية الكولين لأنه في حال حدوث خلل في الكمية التي يحتاجها الجسم قد يؤدي الى زعزعة وقلق ومزاجية واكتئاب”.

وتضيف، ” لدراسات كشفت ان 95% من السيرتونين او هرمون السعادة يؤدي الى “ركلجة” المزاج بحيث يتم انتاجه في الجهاز الهضمي من البكتيريا الموجودة فيه وفي حال حدث خلل فيها او كانت غير كافية سيحدث اختلالاً وينخفض مستوى السيرتونين في الجسم وسينتج عنه الشعور بالقلق”.

تتابع قصابيان، “ان تناول الحبوب الكاملة مثل القمح والأرز وغيرها يخفف من الحاجة للسكر الذي يلجأ الفرد اليه عند الإحساس “بالنرفزة” او التعصيب ومن هنا فان السكر الموجود في الحبوب الكاملة يمكن تكسيره، وبالتالي لا يرفع السكري بطريقة كبيرة”.

بذور دوار الشمس

مصدر مهم لفيتامين “أي” ويعمل كمضاد قوي للأكسدة وبحسب الدراسات التي أجريت عليه كشفت ان تناوله ضروري “للصحة العقلية” والبزورات بحسب قصابيان، “غنية بالعناصر الغذائية التي تخفض من القلق وتحتوي على المغنسيوم والمنغنيز والسيلينيوم والزنك وفيتامين “ب” و”النحاس”.

وتناولها يعطي الإحساس بالاسترخاء والراحة. والافراد يمكن ان يعتمدوها في نظام غذائهم اليومي فالقلوبات والمكسرات غنية بالبروتين الذي يحسن من المزاج”.

البطاطس الحلوة

تشير الدراسات الى ان تناولها يساعد في خفض مستويات هرمون “الاجهاد” الكورتيزول كما انها غنية بفيتامين “س” والبوتاسيوم وهذه العناصر معروفة بالاستجابة للتوتر.

الخرشوف

غني بالألياف وخصوصا “البريبايوتكس” والتي تغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء والموجودة في “اللبن” أيضا. وتلفت قصابيان، ” الى ان مشتقات الحليب مصدر مهم للكالسيوم وفيتامين “د” الذي يقوم بمهمة ارخاء العضلات والتخفيف من التشنج ويهدّئ المزاج”.

وأثبتت الأبحاث ان البريبايوتكس يساعد في تخفيف مستويات التوتر والقلق والاكتئاب ويقلل من الاجهاد.

كما ويحتوي عل نسبة عالية من البوتاسيوم والفيتامينات “س” و “ك” والمغنسيوم وتعد فعالة في تخفيف التوتر.

البروكلي

يحمي من الإصابة بأمراض السرطان والقلق واضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب كونه مصدرا مهما للمغنسيوم وفيتامين “س” وحمض الفوليك والسلفورافان وهو مركب كبريتي له ميزات واقية للاعصاب وقد يحل مكان المهدئات ومضادات التوتر.

إضافة الى اطعمة يمكن ان تكون في متناول الجميع او التصويب عليها لتكون جزءا من نمطنا الغذائي اليومي سنكتفي بذكرها مثل: الحليب الدافئ، الشاي الأخضر، الحمضيات بالإشارة الى اننا في موسمه، الأسماك الدهنية، السلق، السبانخ، الافوكادو، الهليون، الكرز والشوكولا الدكناء…

Exit mobile version