مرة جديدة، كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط محور الاهتمام السياسي، بعد زيارته على رأس وفد حزبي ونيابي رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، وذلك بعد ساعات على لقاء كليمنصو الذي جمع بين الرئيس وليد جنبلاط ورئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية، وفي سياق اللقاءات التي ستُعقد قريباً.
إن الزيارة المذكورة، واللقاءات التي حصلت وستحصل، تندرج ضمن سياق واحد، وهو التلاقي مع الجميع وطرح مختلف الملفات الشائكة المرتبطة بسيادة لبنان واستقرار الأمن الاجتماعي لمواطنيه، والتأكيد على أهمية الحوار كمدخل وحيد لحل كافة الأزمات بغض النظر عن التقارب بالأفكار أو التباعد.
أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر يُشير إلى أن “اللقاء جاء في إطار الجولة التي يقوم بها جنبلاط على القوى السياسية، وذلك تكريساً لمبدأ الحوار مع الجميع في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والتحديّات التي تفرض نفسها، وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية وتحصين المؤسسات بالإضافة الى الحرب في غزة وانعكاساتها وأهمية عدم الانجرار الى حرب واسعة في الجنوب”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يلفت ناصر إلى أن “البحث تطرّق في اللقاءات التي تُعقد إلى العلاقات الثنائية، وأهمية الانفتاح والتشاور والتنسيق”.
ويكشف ناصر عن اجتماعات أخرى مرتقبة في الأمد المنظور، منها مع حزب الطاشناق، تكتّل نواب الاعتدال الوطني، وقد تشمل الجولة أيضاً مرجعيات روحية، وكل هذه اللقاءات تندرج تحت العنواين المذكورة سلفاً.
في الجنوب، فإن دوي الانفجارات يعلو على كل أصوات التهدئة التي تصدح بها العواصم الأوروبية والغربية، وحتى الحين، لا يبدو أن ثمّة مؤشرات تهدئة في الأفق، لا بل إن التصعيد سيّد الموقف، إلّا أن المساعي الخارجية مستمرّة لضبط الاشتباك الحاصل وضمان عدم تفلّته بشكل أوسع.
في المحصّلة، فإن البلاد تحتاج إلى أصوات العقل، كصوت الحزب التقدمي الاشتراكي، والدعوة إلى الحوار والتلاقي وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الإقليمية والخارجية، وإنجاز الاستحقاقات وضمان الأمن الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، لأن لا شيء ينفع اللبنانيين سوى ذلك.