المنطقة على فوهة بركان… هل تتحالف الصين مع الحوثيـ.ـين…

Share to:

الديار – ندى عبد الرزاق

تتدحرج الأوضاع الأمنية في المنطقة بشكل دراماتيكي، خاصة بعد الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية خلال الأيام القليلة الماضية، ضد اهداف داخل العراق وسوريا ومن قبلها ضد الحوثيين في البحر الأحمر. جاء ذلك جراء الخسارة التي اصابت الجيش الأميركي في أسوأ هجوم منذ ما يقارب ثلاث سنوات. وفي هذا الإطار حاولت اميركا ان تضرب بيد من حديد لترسخ وجودها. ووفقا للقيادة المركزية الأميركية فقد تم استخدام قاذفات ثقيلة من طراز B -1B Lancer لضرب 85 هدفا في 7 مواقع. والسؤال الذي لا بد من طرحه: هل كانت هذه البداية لحرب أوسع واشمل ام جس نبض لمعرفة مدى قوة إيران وحلفائها؟

هل بات الانفجار وشيكاً!

بات شبه مؤكد ان الإقليم برمته قائم على فوهة بركان مستعر، وانه لمعجزة ان هذه الحرب لم تتمدد بعد فتتحول الى حرب عالمية ثالثة، وذلك بعد مرور حوالى الـ 4 أشهر على الهجوم المباغت الذي شنته كتائب القسام الجناح العسكري التابع لحركة حماس الفلسطينية على “إسرائيل”.

وبحسب الخبراء، فان اميركا تتخوف من امتلاك إيران لقنبلة نووية في المنظور القريب، وبخاصة ان إيران ضاعفت من تخصيب اليورانيوم الى أكثر من 83%.

وفي هذا السياق، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة “ان تخصيب اليورانيوم الإيراني ربما تراجع في الآونة الاخيرة، لكن احتمال الانتشار النووي أصبح أقرب مرة اخرى”.لذلك قد يسأل سائل هل تُصلح إيران مشاكلها الداخلية على حساب حلفائها؟ وبالتالي تتجنب صراعا أوسع نطاقا وأكثر دمارا مع خصومها.

نية “إسرائيل” الخبيثة!

الى جانب ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية مصرية لـ “الديار”: “عندما اندلعت عملية طوفان الأقصى، كانت “إسرائيل” تنوي ابعاد الفلسطينيين الغزاويين الى الداخل المصري، لكن مصر رفضت هذه الصفقة بشكل قاطع ، كونها تعتبر خطوة أولى نحو إعادة توطينهم في نهاية المطاف، والذي يعني تعليق التطبيع مع “إسرائيل”.

بالتزامن شن الحوثيون ضربات متقطعة في منطقة البحر الأحمر، فالظاهر وراء هذه الضربات شيء والباطن مختلف كليا. فهجوم جماعة الحوثي أصاب بالدرجة الأولى مصر ومنطقة الخليج العربي عامة لا “إسرائيل”، وذلك تُرجم من خلال تراجع الحركة التجارية في قناة السويس. فتقلصت العائدات المالية “للقناة” بمعدل نحو 50%، وتضاعفت الأعباء الاقتصادية على مصر والمنطقة”.

والسؤال الذي لا بد من طرحه: هل ترضخ مصر للضغوط السياسية وتقبل قدوم الفلسطينيين؟ وبالتالي يصبح الرضى أسهل من تفاقم الأوضاع الاقتصادية المصرية؟

رد غير مباشر لتصفية الحسابات

بحسب المراقبين، لجأت اميركا الى الرد العسكري غير المباشر لتصفية حساباتها مع إيران، وهذا الزجر شمل مجموعات عراقية. اما بالنسبة للعمليات العسكرية من الجانبين الحوثي والأميركي – البريطاني، فهي تصب في إطار المصلحة الذاتية لكلا الطرفين، بمعنى ان جماعة الحوثي تسعى لإثبات وجودها، بينما تجدها اميركا فرصة للعودة الى البحر الأحمر بقوة.

حماية السفن والاساطيل!

في شأن متصل بالأحداث التي تحصل في المنطقة، اوضحت الباحثة في القانون الدولي الدكتورة اليمنيّة منية محمد حسن لـ “الديار” ان “اميركا تحاول حماية البحر الأحمر ليس من باب الردع، باعتبار ان اساطيلها قائمة في البحر الأحمر ودول الخليج العربي، فالحوثي يعتبر المهدد الأول لدول الخليج وكما هو معروف ذرع من أذرع إيران، وبالتالي تجاوزات هذه الجماعة برأي الاميركيين تشكل ترهيبا للمنطقة وللخليج

المصلحة أولا!

وأشارت الى “ان الصين تقيم خطاً تحالفياً مع الحوثي، لان هذا التوافق يتناسب مع مصالحها التجارية، ولو ان الجماعة لا تمتلك الهيمنة والسلطة مثل واشنطن. والجميع يعلم ان الصين كانت طرفا في تخفيف حدّة الصراع الموجود بين إيران وأميركا، لكن الأخيرة تخسر عند الحديث عن البحر الأحمر بالرغم من وجود اساطيلها هناك والتي تعد مُخَوّفة”. واشارت الى ان “معظم البلدان المطلّة على ساحل البحر الأحمر مثل الصومال او اليمن هي دول ركيكة داخليا، ومنهوكة سياسيا واقتصاديا ولا يوجد حليف او راعٍ لها”.

وتابعت “فوق ذلك، من المحتمل ان تكون هذه البلدان ركيزة لدول خسرت أذرعها في البحر الأحمر، لان السعودية لن تدخل بحرب مباشرة مع الحوثيين، وخصوصا أنها خاضت معارك سابقة مع اليمن على مدى 8 سنوات. والآن الرياض في مرحلة المفاوضات لحماية أراضيها من جهة الحوثيين، وتعمل على إيقاف الصراع المتجه نحوها من قبل هؤلاء، ناهيكم بالنزاع السعودي – الاماراتي على الأراضي اليمنية من الجهة الجنوبية، وهذا يدفعها الى استبعاد التصادم. وبناء على كل ما ذكرته سابقا، تبقى الصين الأكثر توافقا مع الحوثي وتدعمه بالسلاح كما تفعل إيران وذلك يهزّ سلطة اميركا”.

تأمين السفن يحتاج الى مبالغ باهظة!واعتبرت حسن”ان الحرب في الأساس هي على البحر الأحمر، لان عمليات الاستيراد والتصدير وتأمين السفن والاساطيل يتطلب مبالغ باهظة، فسيطر الحوثي على ميناء الحديدة وباب المندب بحكم موقع اليمن الاستراتيجي المحيط بأكثر من 19 ميناء. كما ان مجلس الامن الدولي وضع اليمن تحت البند السابع ، وتمت مصادرة واغلاق جميع الموانئ البرية والبحرية وحتى الجوية، ورغم ذلك لا يزال الحوثي يتحكم بباب الحديدة وباب المندب، وهذا يجعله مهيمناً على البحر الأحمر وذا نفوذ واسع بسبب الدعم الإيراني”.

واردفت “الجماعة لا تملك قوة او أسلحة، بدليل ان اميركا استهدفت المواقع العسكرية ذاتها التي استهدفتها في العام 2015 ، وقيل حينذاك انها تحوي ذخائر، وذلك كان ابان عهد الرئيس عبد الله صالح. ولكن الأسلحة تأتي عن طريق البحر ولا توجد أسلحة داخل اليمن. ويمكن القول ان الحوثي بالنسبة لأميركا بات كالغصة في الحنجرة، ولذلك يحاول نقل القضية من فلسطين الى البحر الأحمر لتضييق الخناق على الشريط الساحلي. حتى ان قناة السويس تضررت وهذا يتيح لإيران مساحة أكبر لتلعب بشروطها وتضغط على السعودية ودول الخليج، مقابل ملفاتها لدى اميركا”.

قضايا كبرى!

وقالت حسن: “وضع اليمنين أسوأ من حال الفلسطينيين في قطاع غزة، سواء اثناء حرب التحالف التي لم ينتج منها أي ثمرة، سوى انها أعطت هامشا أكبر ودعما دوليا للحوثي، الذي يحاول امتصاص العبء مستخدما القضية الفلسطينية لتهدئة الصراع الداخلي، خاصة بعد حركة الاعتقالات وتضييق الخناق على المواطن. فالموظفون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لم يتلقوا مستحقاتهم منذ نحو 9 سنوات، وجاءت المسألة الفلسطينية لتحرك المشاعر الوجدانية، لان الدولة ترعى الملف الفلسطيني، وهذا يداعب ضمير الجمهور اليمني ويبعده قليلا عن المطالبة بالمستحقات، بحكم ان السلطة لم يعد لها أي اعتبار، لان الملف يتداول ما بين السعودية والحوثيين وهذا اخرج الشرعية تماما. أضف الى ان الضربات الأميركية لم تسفر عن وقوع أي اذى يُذكر، لان المناطق التي اغارت عليها مدمرة في الأساس، بدليل ان الطيران تحرك بشكل طبيعي فجر اليوم التالي، لذلك كل ما حدث كان مجرد مسرحية هزلية فقط للتعبير عن تثبيت هاجس الوجود وللطبطبة على “إسرائيل”.

Exit mobile version