الملفات تتزاحم والاستحقاق الرئاسي بالواجهة.. وجعجع يرفع السقف

Share to:

“السياسة” الكويتية: عمر البردان  

في حمأة انشغال لبنان بأكثر من ملف دقيق وحساس، من الترسيم البحري، إلى تشكيل الحكومة والتحضير للانتخابات الرئاسية، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الاعتداء الإسرائيلي الأخير على سورية، واستنكرت بشدة قيام العدو الإسرائيلي باستخدام “الأجواء اللبنانية لقصف الأراضي السورية”، محذرة من “مغبة هذا السلوك العدواني، والانتهاك المستمر للسيادة اللبنانية في خرق فاضح للقانون والمعاهدات الدولية”، ومعلنة أنها “سوف تتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن”.


وفي ظل عدم حماسة سورية واضحة، بدأ وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أمس، زيارة إلى دمشق على رأس وفد لبناني، من أجل تنسيق الخطوات، لإعادة النازحين السوريين، وفق الخطة التي وضعها لبنان، والتي لا تلقى إجماعاً داخلياً، في ظل وجود اعتراضات بشأنها، وأبرزها من جانب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي غاب عن الاجتماعات التي كان يعقدها رئيس الجمهورية ميشال عون، لهذا الغرض في القصر الجمهوري في بعبدا.


ولم تبد مصادر سياسية رفيعة، كما أبلغت “السياسة”، أي تفاؤل بإمكانية استجابة دمشق للمساعي اللبنانية لإعادة النازحين، باعتبار أنه ليس هناك قرار مركزي سوري بتسهيل هذه العودة، عدا عن أن المجتمع الدولي، لا يقف موقفاً مؤيداً لوجهة النظر اللبنانية، الأمر الذي سيبقي الأمور مكانها، دون حلحلة”.


ومع تقدم الملف الرئاسي، وتصدره واجهة الاستحقاقات الداخلية، عقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أمس، مؤتمراً صحافياً، خصصه لهذا الغرض، وقال: “نريد رئيس تحدي ليس بالمعنى الشخصي للكلمة وإنما إذا لم نأت برئيس يتحدى سياسات جبران باسيل و”حزب الله” فكيف سيتم الإنقاذ؟”.


وأوضح جعجع: “نريد رئيساً “يكون رجّال” وسياديا واصلاحيا بامتياز، والاتفاق مع الفريق الآخر على رئيس بهذه المواصفات مستحيل، الحل هو برئيس جديد ومن يستطيع الوصول إلى الحل هم أطياف المعارضة الذين تقع على كاهلهم مسؤولية كبيرة وإلا لماذا خاضوا الانتخابات النيابية ووعدوا الناس بالإنقاذ؟”.


وأضاف جعجع، “التجربة التي جرّبناها في انتخابات رئاسة الجمهوريّة منذ العام 2009 حتى يومنا هذا، أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه فهل نعيد الكرّة؟ “حزب الله” وحلفاؤه هم مغارة علي بابا، وبالتالي فهل من الممكن للحزب التخلي عن حلفائه ليتم الحوار معه؟ بالطبع لا وبالتالي يجب ألا نتحاور معه”.


وأكدت مصادر نيابية بارزة في كتلة “الجمهورية اللبنانية” لـ”السياسة”، أن “لبنان دخل بقوة في مدار الاستحقاق الرئاسي، ولا بد من تضافر كل جهود المعارضة، لانتخاب رئيس يتحدى فعلاً حزب الله والتيار الوطني الحر، في رفض مشروعهم الذي أخذ لبنان إلى جهنم، ويعمل على استعادة تحصين سيادة البلد، وتعزيز الثقة بالعالم العربي والمجتمع الدولي”.
وفي ذكرى حرب تموز، اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة في الذكرى 16 لصدور القرار الدولي 1701، أن “هذا القرار حمى لبنان وحسم أمر السيادة في الجنوب اللبناني لمصلحة الدولة اللبنانية في مواجهة عدوانية وأطماع العدو الإسرائيلي.


إلى ذلك، وفي ظل تصاعد المواقف الرافضة لتهديدات “حزب الله” بحق الإعلاميين، غرد النائب ميشال الدويهي، كاتبا: “التهديدات بالقتل وهدر الدم بحق الناس، من بينهم إعلاميون وناشطون، بسبب الاختلاف في الآراء أيًا تكن مرفوضة. لا إمكانية لبناء مجتمعات متسامحة متنوعة متطورة الا بفتح باب النقاش الحضاري والهادىء في شتى المواضيع، وبهذا المعنى لا بد من العمل على مكافحة الدعوة إلى الكراهية القومية والعنصرية والدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز والعداء والعنف، من دون التعدي على الحق في حرية التعبير”.


وفي ملف الترسيم البحري، وفي حين ينتظر لبنان، عودة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” حسن فضل الله أن حزب الله ليس جزءًا من التفاوض في هذا الملف، مشددًا على أن المقاومة معنية بحماية هذه الثروة واستخراجها”.


وقال: “ننتظر نتائج التفاوض في ملف الترسيم ضمن إطار زمني، ونبني على النتائج التي تُبلّغ إلى الجهات الرسمية كجزءٍ من الشعب اللبناني”.

Exit mobile version