الوكالة الوطنية للاعلام
رعى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري احتفال تكريم الوزير والأديب والصحافي الراحل جورج وديع سكاف في القصر البلدي في زحلة، بدعوة من بلدية زحلة المعلقة وتعنايل، نقابة الصحافة اللبنانية، نقابة المحررين، الكلية الشرقية ومجلس قضاء زحلة الثقافي.
حضر الاحتفال نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، النائبان سليم عون والياس اسطفان، نقيب المحرّرين جوزف القصيفي، رئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام سكاف ونجلها جوزف الياس سكاف، رئيس بلدية زحلة معلقة وتعنايل اسعد زغيب وأعضاء المجلس البلدي، رئيس اساقفة زحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، مطران زحلة والبقاع للموارنة جوزف معوّض، رئيس الكلية الشرقية الأب شربل أوبا، رئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي مارون مخول وأعضاء المجلس، عائلة المكرم ورجال دين وفعاليات ووجوه زحلية.
وألقى المكاري كلمة قال فيها: “سعيدٌ بوجودي هنا، معَكُم وبينَكُم في زحلة العريقة، “عروسُ البِقاع” و”وادي السِباع” و”جارةَ الوادي” التي تَغنّى بها أميرُ الشُعراء أحمد شوقي شعراً، وغنّتها سُلطانةَ الغناء السيدة فيروز صلاةً، ولم يَفْلِت الموسيقار محمد عبد الوهاب من سُلطانِ سِحرِها”.
وتابع: “نلتقي اليوم بدعوةٍ كريمة من مجلس بلدية زحلة وتعنايل، ومن مجلس قضاء زحلة الثقافي، ومن نقابتي الصحافة والمحررين، والكلية الشرقية ورابطة آل سكاف الكِرام، كي تستعيد الذاكرة الزحلاوية جزءاً من ذاكِرَتِها، هذه الذاكرة التي زَرَعَها الوزير والأديب والصحافي الكبير المرحوم جورج سكاف قمحاً في حُقولِ الأدب والصحافة والسياسة، ولا وداعَ لِمَن يبقى حاضِراً بأعمالِه”.
وٱردف: “مَحطّاتٌ كثيرة حافِلة بالنجاحات في مَسَار جورج سكاف الإعلامي، والتِفاتات كثيرة حافِلة بالإنسانية في مسار جورج سكاف الحياتي، ومواقف كثيرة حافِلة بالوطنية في مسار جورج سكاف السياسي. باختصار هو “زحلاوي” عريق ازْدَحَمَت فيه المواهِب، فكان كاتباً كبيراً، وإعلامياً أصيلاً، ووزيراً ناجحاً، ومُعَلّماً في الصحافة والسياسة والوفاء، ولكلّ ذلك هو الغائب الحاضر. هو المُعتزّ بمدينته الجميلة زحلة أغْوَتْهُ الصحافة، فحَجَز مكانةً مُتقدِّمَة في عالمِ المِهْنة، مُراسلاً ومُحلّلاً وكاتباً وناشراً لجريدة “الجريدة” ورئيساً لتحريرها ونائباً لنقيب الصحافة ومديراً عاماً لتلفزيون لبنان ووزيراً للإعلام في عهد الرئيس الراحل سليمان فرنجية، وفي كلِّ مَحَطّاتِ حياتِه، بقيت الصحافة محطّتَه الثابِتة والراسِخة، وقد تَوّجَ حياتَه المِهنيّة بمجموعة من الكُتب والمُذكرات، جمعَ فيها الأدب إلى السياسة والشِعر والذِكريات”.
أضاف:” صاحِبُ كتاب “لبنانُنا الجديد”، هل نقولُ لهُ إنّ لبنانَنا الجديد مُخيّمٌ بين مجموعةِ مخيّمات سوريّة وفِلسطينيّة بِرَغبةٍ أُممية جامِحة لتغيير هُوية لبنان الذي لطالما اعتبرناه رسالة، وأنّ سلاح “عين الحلوة” الطائش يُصيبُ لبنانَنا في مَقْتَل؟ وصاحبُ كتاب “التغيير الصعب”، هل نقولُ لهُ إنّ دولتَنا مَقْطوعة الرأس منذ 11 شهراً، وأنّها تحتفي بسنويتِها بعد شهرٍ، ما لم يُصار إلى انتخابِ رئيسٍ جديد؟ وصاحبُ كتاب “نحو لبنان أفضل”، ماذا سنقولُ لهُ عن لبنان اليوم؟ هل نقولُ له إنّ النزوح السوري ترقّى إلى رُتبةِ اجتياح وبات يُمثّلُ تهديداً وجودياً للبنان الدولة، وأنّ الدولة تقلّصت سُلْطَتُها على جُغرافيتِها، وأنّ اللبنانيين باتوا من سكّان لبنان الأصليين؟”.
وختم المكاري:”من واجبِنا أن نرفعَ الصوت رفضاً، وأن لا نخضع للأقدارِ الداخلية والخارجية التي تُصرُّ على هزيمَتِنا. لُبنانُ لنا، ومن حقِّهِ علينا أن نَعْمَلَ معاً كي يبقى لنا”.
وبعد النشيد الوطني وكلمة عريف الاحتفال نائب رئيس بلدية زحلة انطوان الأشقر، قال زغيب: “بالأمس ارتاح الوزير والأديب جورج سكاف، لأنه عاد ليجاور رفاقه الذين صنعوا مجد زحلة، عندما كتبوا معاً تاريخ من العز والحضارة”.
بعد زغيب كانت كلمات لنقيب الصحافة عوني الكعكي الذي إعتذر عن عدم الحضور بكلمة القاها عنه أنطوان الأشقر، فكلمة لنقيب المحررين جوزف قصيفي الذي تناول جزءا من سيرة سكاف وسيرته معه، قائلاً: “ليس قليلا على هذا الفتى الزحلي أن يفوز باكرا بثقة عظيم من لبنان دانت له القوافي، وهو الذي فاخر يوما بانتسابه إلى جبل هو بين الله والارض كلام، أنه سعيد عقل وكفى بالاسم مجدا لوطن الارز وعروسة البقاع”.
ثم كانت كلمة للأب شربل أوبا رئيس الكلية الشرقية التي تخرج منها سكاف، وقال: “حين نتحدّثُ عن زحلة، فإنَّ أوّلَ ما يتبادرُ إلى أذهانِنا الألقابُ التي تتمتّعُ بها هذه المدينةُ العريقة، مدينةُ الشعرِ والخمر. مهما تحدّثْنا عن زحلة، يمكنُنا اختصارُها بلقبِ “عروسةِ المدن”، اللقبِ الأحبِّ إلى قلبِ مَنْ جمعَنا في هذه الاحتفاليّةِ التكريميّة، أعني به الوزيرَ الراحل جورج السكاف، ابنَ زحلة الأبيّة. خرّيجَ مدرسةٍ لي الشرفُ الكبيرُ أن أكونَ من مديريها، عنيتُ بها أمَّ المدارس، الكلّيّةِ الشرقيّةِ الباسيليّة”.
وتوقف أوبا عند حديقة الشعراء معتبراً أنه “بمرورِنا إلى حديقةِ الشعراءِ، تُطِلُّ علينا تيجانُ الغارِ مزيّنةً بلآلئِ الشعراءِ والأدباءِ والصحافيّين الذين رفعوا اسمَ زحلة ولبنان في العالمِ كلِّه.” فذكر بأن “وللكلّيّةِ الشرقيّةِ الباسيليّةِ حصّةُ الأسدِ من حبِّك لها، فهذا الصرحُ العالي الذي انتصبَ بوجهِ الشمس، لا يقفُ فيهِ إلّا الجبابرةُ العظام، فأنت قد حوّلْتَه إلى “منارةِ زحلة”، هذه المنارة التي نهلْتَ من ينابيعِها حبَّ الوطن، والعلمَ والمعرفةَ والثقافة، وتعلّمْتَ بينَ حناياها معنى الحياة، وجاهدْتَ في سبيلِ إعلاءِ شأنِها الجهادَ المتواصلَ في سبيلِ الخيرِ الأعظم. هذا الصرحُ رسّخَ في فكرِكَ وقلبِكَ الثباتَ والإيمانَ باللّه وبالنجاح”.
ثم كانت كلمة لرئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي مارون مخول الذي قال: “نحن اليومَ في حضرةِ تاريخٍ عريقٍ لجورج وديع سكاف، الوزيرُ المناضلُ تحت ظلالِ الوطن، والصحفيُّ الذي يسابقُ الضوءَ ليعتقلَهُ تحت جناحي التحليلِ والتصويب، والأديبُ الذي يستنشقُ هواءَ الثقافةِ ويعبرُ به إلى مساحاتٍ ناريّةٍ من التعبيرِ والشَغَف”.
واعتبر أن “تكريم سكاف هو تسليمٌ بأنَّ الإبداعَ تاريخٌ خالدٌ لا تهزُّهُ صواعقٌ ولا ينحني إلّا للقلمِ الجريِ الذي يفتِكُ بالذلِّ والخنوع. وإزاحةُ الستارِ عن تمثالٍ يجسّدُ صورتَه وشارع باسمه هما تنويهٌ بسيطٌ بعمقِ عطاءاتِه ودفقِ تكهّناتِه التي توقّعها وأصابَ فيها”.
واختتمت الكلمات بكلمة شكر للعائلة ألقتها زوجة الراحل السيدة دعد، وقدّم الشاعر جوزف غصين أبيات من قصيدة شعر لزوجة سكاف. وشرب الجميع نخب جورج سكاف والمناسبة.
وكان سبق الاحتفال إزاحة الستارة عن لوحة تحمل اسم المكرّم تشير بتسمية إسم الشارع الذي يحتضن بيته التراثي العريق بالقرب من كنيسة سيدة الزلزلة، كما أزيحت الستارة عن نصب تذكاري للمكرّم في حديقة الشعراء – الممشية.