اسبوعان على عودة الرئيس سعد الحريري الى الإمارات قادماً من لبنان، بعد اسبوع حافل بالنشاطات واللقاءات والزيارات. وإذا كان الحريري أكد استمرار عزوفه السياسي وتعليق نشاطه لأجل غير معروف بعد، فإن تداعيات الزيارة الى لبنان وما بعدها بدأ يتظهر على الساحة السنية ، لا سيما البيروتية والطرابلسية
وتكشف اوساط سنية بيروتية ان حركة الحريري “الواسعة” لم تحظ ببركة السعودية، اذ كان المطلوب ان تكون محصورة بذكرى 14 شباط وتوابعها من دون زيادة او نقصان، وليس ان تكون “اوسع من المعتاد” ومقياسا لشعبية الحريري وحضوره السني.
وتشير الاوساط الى ان رسائل “عتب” وصلت الى دار الفتوى وبعض المشايخ على توسيع “بيكار التضامن” مع الحريري، وزيارة مفتي الجمهورية على رأس وفد علمائي الى بيت الوسط فيه “مبالغة”، اذ كان يتوقع ان يزور الحريري دار الفتوى وليس العكس.
وتكشف الاوساط ايضاً ان استمرار “الحُرُم” السعودي على عودة سعد الحريري السياسية الى لبنان وعودته مرة جديدة الى الامارات، قد اشعل مرة جديدة الصراع على النفوذ بين “الاحمدين” احمد الحريري واحمد هاشمية، وكذلك بين الاحمدين والوزير السابق محمد شقير، حيث حرص الثلاثة على “التخييم” في بيت الوسط لدى مكوث الحريري فيه، ومحاولة كل من الثلاثة ان يكون الاقرب اليه ، رغم ان الحريري التقى الثلاثة قبل زيارته لبنان في 12 شباط الماضي.
وفي حين لا يحظى “الاحمدان” بالقبول السعودي، وقرب هاشمية من الامارات اكثر من الرياض، لا يبدو ان محاولات شقير ليحظى ببركة السعودية لتحركه الانمائي والسياسي والانمائي والسني البيروتي ناجحة ، اذ تبدو حركة شقير محدودة و “محجمة” و “خجولة” و “حذرة” مع غياب التغطية السعودية لها، و “تحسس” بيئة “المستقبل” من شقير نفسه ومن حركته في الوقت عينه.
في المقابل، تؤكد الاوساط السنية البيروتية نفسها ان تيار “المستقبل”، وبتوجيهات مباشرة من سعد الحريري يعيد تنظيم صفوفه التنظيمية والحزبية، ويعيد هيكلته التنظيمية، ويعقد لقاءات في العاصمة بيروت وطرابلس والمناطق، حيث نشط في الايام الماضية عدد من كوادر “المستقبل” في هذا الإطار، في سبيل التحضير لورشة تنظيمية او مؤتمر عام يحمل “همّ الانماء”، لإبعاد “شبهة العمل السياسي” او التحضير للاستحقاق البلدي في حال لم “يتأجل”، وربما الى انتخابات 2026، هذا في حال اجريت ايضاً في موعدها!