في ٢٨ شباط الماضي، أقامت اليونيفيل في مقرّها العام في الناقورة احتفال تسليم وتسلّم بين رئيس البعثة وقائدها العام المنتهية ولايته الجنرال الإيطالي ستيفانو ديل كول وخلفه الإسباني الجنرال أرولدو لاثارو.
القائد الجديد لليونيفيل معروف برصانته وهدوئه ومقاربته الواقعية للملفات التي يتولاها. صاحب مسيرة مهنية ومتميّزة في الجيش الإسباني حيث شغل عدة وظائف قيادية، كما وأنّه يتمتع بخبرة دولية من خلال المشاركة في مهمات لقوات الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك، وعمله مع قوة تثبيت الاستقرار التابعة لحلف الناتو، وقوة العمليات السريعة التابعة للاتحاد الأوروبي. يُضاف إلى ذلك خدمته السابقة في لبنان كضابط ارتباط في مقر قيادة اليونيفيل، ثم كرئيس أركان في القطاع الشرقي الذي أصبح قائدًا له في العام 2016. مسيرة الجنـرال وخبراتـه كانـت عوامـل مساعـدة في تعيينـه في مركـزه الجديد.
الجنرال لاثارو الذي خصّ مجلة “الجيش” بأول حديث له كقائد لليونيفيل، أجاب بهدوئه المعهود ومن دون أي تردد عن جميع أسئلتنا التي تطرّقت إلى مختلف جوانب مهمته، وأكّد أنّه على دراية جيدة بالتحديات التي تواجهها البعثة وبأولوياتها. كما أشار إلى أنّ تجربته السابقة في لبنان ستكون مفيدة في تعزيز علاقات اليونيفيل المستقبلية وتطويرها، بهدف الاستمرار في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701.
في ما يلي الحوار:
• إنّ تعيين رئيس بعثة وقائد عام لقوات اليونيفيل هو مسار طويل. لماذا تم اختيارك؟ وما هي نقاط قوتك التي أقنعت الأمانة العامة للأمم المتحدة بك؟
– عملية الاختيار تنافسية ويمكن أن تكون طويلة، وتتضمّن مراحل مختلفة، وفي النهاية فإنّ الأمين العام يحظى بامتياز التعيين.
لقد قدّمت نفسي كشخصٍ لديه خبرة في التعامل مع عدد من القضايا العملية في تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، والذي تستمد منه اليونيفيل تفويضها الحالي إلى حد كبير.
وبعد أن خدمت في اليونيفيل ثلاث مرات سابقًا، أصبحت على دراية بالمنطقة إذ تعاطيت مع عدد من المسؤولين اللبنانيين في جنوب لبنان، وبتّ مطلعًا بشكل واسع على التحديات التي تواجهها البعثة وأولوياتها.
• خدمت ثلاث مرات في لبنان، مرتين في القطاع الشرقي كرئيس لأركان اللواء وقائد القطاع ومرة في الناقورة كضابط ارتباط. كيف كانت تجربتك في ذلك الوقت؟ ما هو انطباعك عن وطننا؟ عن المواطنين؟ وعن الوضع على جانبي الحدود؟
– لاحظت تغيّرًا كبيرًا بخاصةٍ في ما يتعلق بالبنية التحتية العامة إذا ما قارنا الفترة الزمنية إبّان تعييني الأول كرئيس أركان للقطاع الشرقي في العام 2011 والوقت الحاضر. خدمت في اليونيفيل كرئيس أركان للقطاع الشرقي في العام 2013 وكقائد للقطاع الشرقي في العام 2016. خلال كل جولاتي في جنوب لبنان، استُقبلت بحفاوة من أبناء المنطقة والسلطات المحلية ورجال الدين، كما من شريكنا الاستراتيجي الجيش اللبناني الذي تمكّنت معه من تطوير علاقة مهنية مثمرة، مبنية على الاحتـرام والثقـة المتبادلَيـن. أعتقـد، لا بل أؤمـن أنّ تجربتـي السابقـة في هذا البلـد ستكون مفيـدة في بلـورة علاقاتنـا المستقبليـة وتطويرهـا بهـدف الاستمرار في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701.
حاليًا، يبدو واضحًا أنّ منطقة عمل اليونيفيل قد شهدت تحوّلًا على مدى السنوات الماضية. فاليوم، نرى أنّ الطرقات قد تحسّنت، كذلك المستشفيات والمدارس، والخدمات الأخرى. لكنّني أشعر بالقلق أيضًا من تداعيات الوضع الاجتماعي والاقتصادي على أبناء الجنوب.
وعلى الرغم من التوترات العرضية، شهدت السنوات الـ16 الماضية أطول فترة استقرار عرفها جنوب لبنان على مدى عقود، أي منذ العام 2006.
على صعيد آخر، نلمس تفهمًا أكبر وأوضح عن اليونيفيل في جنوب لبنان، واعترافًا على نطاق واسع بالدور الدقيق والحساس الذي تقوم به، من قبل كل من نلتقيهم من اللبنانيين وغير اللبنانيين.
كما يجب التنويه بانتشار الجيش في الجنوب، ورغم أنّ العدد لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، لعدّة أسباب، إلا أنّ تعاوننا وشراكتنا معه لا تزال قوية وتشهد على التزام المجتمع الدولي أمن لبنان واستقراره.
• تعود إلى لبنان كقائد لليونيفيل، ماذا تحمل معك من تجربتك السابقة في لبنان؟
– لقد عدت إلى جنوب لبنان، هذه المنطقة التي استضافت اليونيفيل بحفاوة على مدى السنوات الـ44 الماضية. هذه الحفاوة والكرم ميزة فريدة من نوعها، ما زلت ألمسها حتى اليوم.
لقد عدت أيضًا بتصميم على العمل بشكل أوثق مع الأطراف لإيجاد حلول للإشكالات والحوادث التي قد تحصل على الأرض، وعلى تعزيز التقدم الذي أحرزناه وبناء الثقة. إنّ دور قائد اليونيفيل ورئيس البعثة معقّد ومتعدد الأوجه. إنني متأكّد بأنّ خبرتي السابقة ومعرفتي بالبلد والشعب سيساعدانني على إنجاز مهمتي.
بناء الثقة والحياد
• من المعروف أنك هادئ ورصين وجاد. تعمل بلا كلل ولديك القدرة على التواصل مع جميع الأطراف. كيف ستوظف هذه السمات في مهمتك الجديدة؟
– إنّ دور رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها متعدد الأبعاد. ويتطلب فهم السياق والمثابرة والالتزام وحسن القيادة والتواضع. إنّ التزام الحياد في أثناء القيام بواجباتي وتجسيد قيم الأمم المتحدة سيكون بمثابة مبادئ توجيهية دائمة لي. وبناء الثقة والشراكات، ليس فقط مع زملائي في اليونيفيل، إنما أيضًا مع السلطات اللبنانية وأبناء الجنوب، يأتي في صميم عمل البعثة خلال فترة ولايتي.
سنقوم أنا وزملائي، حَفَظة السلام، بكل ما في وسعنا للتمسّك بالمبادئ الأساسية لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. سنعمل انطلاقًا من توافق الأطراف، بطريقة محايدة، مع مراعاة عدم استخدام القوة إلا في حالة الدفاع عن النفس والدفاع عن المهمة.
• ما هي استراتيجيتك في مهمتك الجديدة، لا سيما وأنّ الوضع في الوقت الحاضر أكثر حساسية من ذي قبل في ظل التوتر على جانبي الحدود ومسألة ترسيم الحدود البحرية؟
– أولًا، إنّ الوضع في جنوب لبنان مستقر حاليًا، لكن يجب ألّا يُؤخذ ذلك كأمر مُسلّم به. إنّ سلسلـة الحوادث الخطيـرة التـي حصلـت الصيـف الماضـي والتـي انتهكـت قرار مجلـس الأمـن الدولـي الرقـم 1701، تؤكـد أنّ الوضـع قد يتغيّـر سريعًـا، وأنّ الحوادث التـي تقـع خـارج منطقـة عملنـا قـد تؤدي إلى تصعيـد.
إنّ التزام الطرفين المستمر لـ”حرمة” الخط الأزرق ووقف الأعمال العدائية أمر بالغ الأهمية، وسأواصل تذكير الأطراف بتلك الالتزامات الرئيسة.
ثانيًا، ما يجب التركيز عليه هو منع أي سوء تقدير أو عمل أحادي قد يؤدي إلى التصعيد. يجب أن تكون قنوات الاتصال مفتوحة ليلاً ونهارًا. إنّ آلية الاتصال والتنسيق التابعة لليونيفيل، والمرتكزة على الاجتماعات الثلاثية، يتم تفعيلها بشكل دائم وهي بتصرف الأطراف متى لزم الأمر.
ثالثًا، يُعد الاحترام الكامل للقرار 1701 ووقف الأعمال العدائية أمرًا حاسمًا للمضي قدمًا في أي مسار.
إنّ الهدف النهائي للقرار 1701 هو وقف إطلاق نار دائم وسلام مستدام. يمكن لليونيفيل أن تخلق بيئة وظروفًا مستقرة لبدء مسار سياسي ودبلوماسي، لكن يجب على الطرفين إظهار الشجاعة والعزم على المُضي في هذا الاتجاه.
أخيرًا، أود أن أرى تقدمًا في بسط سلطة الدولة، مع وجود مؤسسات دولة فعّالة، وذلك عبر تعزيز انتشار الجيش في جنوب لبنان كما هو مطلوب بموجب التزامات لبنان تجاه القرار 1701. اليونيفيل والعديد من شركاء لبنان الدوليين حاضرون لمساعدة الجيش على تحقيق ذلك. ومن الأمثلة الملموسة على ذلك، الفوج النموذجي في الجيش اللبناني الذي يبدأ انتشاره خلال العام الحالي.
أما في ما يتعلق بالمفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، فإنّ دور اليونيفيل هو دور لوجستي بحت. ومع ذلك، أعتقد أنّ أي اتفاق بشأن هذا الأمر سيؤدي أيضًا إلى استئناف عملية التفاوض لحل القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق.
ستواصل اليونيفيل، خلال فترة قيادتي لها، دعم أي اتفاق بين الطرفين يهدف إلى بناء الثقة، وتحديد الخط الأزرق سيساهم في ذلك.
• يحدث احتكاك من حين لآخر بين دوريات اليونيفيل وأبناء المنطقة. كيف ستتجنب تكرار مثل هذه الحوادث وكيف ستقوي العلاقة بين الطرفين؟
-تقدّر اليونيفيل العلاقات التاريخية والبنّاءة بينها وبين أبناء المنطقة. يوميًا، نقوم بأكثر من 400 دورية ونشاط في كل منطقة عملنا، ليلًا ونهارًا، برًّا وبحرًا مع القوّة البحرية التابعة لنا، لمراقبة المياه الإقليمية اللبنانية. ومعظم هذه النشاطات يُنجز دون أي حوادث تُذكر، ما يدلّ على عمق العلاقة بيننا وبين أبناء المنطقة. ولكن، لسوء الحظ، شهدنا عددًا محدودًا من الحوادث الفردية، منها بعض الاعتداءات على عناصر حفظ السلام. يجب ألّا يكون عملنا وحرية الحركة لدورياتنا موضع أي تساؤل كون ذلك يشكل مهمتنا التي أولانا إياها مجلس الأمن الدولي بضمان من الحكومة اللبنانية.
وفي هذا الإطار، أودّ أن أؤكّد أهمية تعاوننا ودعمنا لشريكنا الاستراتيجي الجيش اللبناني. وعلى الرغم من أنّنا ننسق جميع أنشطتنا معه، إلا أنّه لا يمكنه مشاركتنا كل نشاطاتنا ودورياتنا لأسباب لوجستية.
لا بدّ من الإشارة إلى أنّ العلاقة المتينة بين اليونيفيل والسكان المحليين هي العمود الفقري لنجاح المهمة. إنّ جنود حفظ السلام في اليونيفيل، أيًا كانت جنسياتهم، مدربون ويحترمون الثقافات والخصوصيات.
لِتسلُّم الجيش مهمات اليونيفيل
• تقدّم اليونيفيل الدعم للجيش اللبناني من خلال العلاقات الثنائية والتعاون معه في الجنوب لتنفيذ القرار 1701. كيف ترون أداء الجيش اللبناني وقدرات جنوده المتعاونين مع قواتكم في الجنوب؟ ما الذي ستحققه لتطوير هذه العلاقة وتقويتها؟
-الجيش اللبناني هو الشريك الاستراتيجي لليونيفيل، ونقوم بتنسيق جميع أنشطتنا معه. في نهاية المطاف، وكما ينصّ القرار 1701، من المفترض أن يتولّى الجيش اللبناني المسؤولية الكاملة عن أمن جنوب لبنان، وبالتالي تنتفي الحاجة لوجود اليونيفيل. لذلك، فإنّ تعزيز قدرات الجيش اللبناني في الجنوب – من حيث العدد والموارد – هو هدفنا، وهو أمر ضروري بالنسبة إلينا.
لا بدّ من الإشارة إلى أنّ التدريب اليومي والأنشطة المنسّقة بيننا مثل الدوريات المشتركة هي في صلب التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني. خلال العام الماضي، نفّذت اليونيفيل أكثر من 2500 نشاطٍ تدريبي، تضمّن تمارين مشتركة ودورات تدريبية ومحاضرات، مع كلّ من القوات البرية والبحرية في الجيش اللبناني، وقد شهدنا تقدّمًا لافتًا في بناء القدرات في مختلف المجالات. إنّي على ثقة بأنّ عناصر الجيش اللبناني، نساءً ورجالًا، سيكونون في المستقبل على استعداد لتسلّم كل المهمات التي تقوم بها اليونيفيل حاليًا.
إضافةً إلى ذلك، فإنّ الدول الممثلة في اليونيفيل ستواصل دعم الجيش اللبناني، بما في ذلك مدّه بالمعدّات والتجهيزات اللازمة. يمكن القول إنّه حتى الآن، التنسيق مع الجيش اللبناني ممتاز ومستمر، وسأحرص على توطيده وتعزيزه.
• كيف تقيّمون مهمة اليونيفيل في لبنان خلال السنوات القليلة الماضية؟
– أدرك تمامًا أنّ لبنان يواجه أزمات عديدة، منها الأزمة الاجتماعية – الاقتصادية، وانفجار مرفأ بيروت وانتشار وباء كورونا، إضافة إلى عدّة حوادث عند الخط الأزرق… كلّها عوامل تؤثر بشدّة على لبنان ومؤسساته وشعبه. أشعر بالقلق من تأثير هذه الأحداث أيضًا على الجيش اللبناني.
لا تعمل اليونيفيل في إطار منفصل عن الواقع، ونحن نشعر بهذه الظروف أيضًا، لكنّ قواتنا استمرت في تنفيذ مهمتها، ودعم المجتمعات المضيفة وكذلك الجيش. لم يكن هناك تباطؤ في نمط عملياتنا. على الرغم من هذه الأزمة، يجب علينا أن نستمر. لقد عشنا قرابة ١٦ عامًا من الهدوء والاستقرار النسبيين، وهي أطول فترة في الذاكرة الحديثة للبنان، ونحن بحاجة للحفاظ على ذلك.
على الرغم من التحديات الهائلة التي يواجهها الجيش، فهو مستمر بتسهيل تنفيذ مهمة اليونيفيل، ونحن ممتنون جدًا لذلك، كما المجتمع الدولي.
• تحاول اليونيفيل خلق مجال للاستقرار داخل البلاد، كيف يمكن أن يكون وجودكم قيمة مضافة تدفع الأطراف السياسيين إلى تحمل مسؤولياتهم؟
– اليونيفيل هي بعثة حفظ سلام وليس لها تفويض سياسي. إنّ تواصلي مع المسؤولين السياسيين في لبنان يهدف فقط إلى المضي قدمًا في تنفيذ مهمّتنا. باختصار، إنّ حَفَظة السلام في اليونيفيل يسعون إلى خلق مساحة للاستقرار والمحافظة عليه، ما يساهم في خلق ظروف لسلام مستدام، وإيجاد حلّ تفاوضي من أجل وقف دائم لإطلاق النار، ولكن هذا أمر يقرره الطرفان ولا يدخل في نطاق دور اليونيفيل.
• ما هي تمنياتكم للبنان في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها، وسط الصراعات التي تشهدها المنطقة؟
– آمل حقًا أن يتمكن صنّاع القرار في لبنان، بدعم قوي من المجتمع الدولي، من إيجاد حلول لمجموعة التحديات التي يواجهها وطنكم. بالإضافة إلى التحديات الداخلية، لا تزال الآفاق المستقبلية للمنطقة مقلقة. شهد هذا الجزء من العالم اضطرابات في العقود الأخيرة، ويمكن أن تؤثر الأحداث في أماكن أخرى من الشرق الأوسط على الوضع على طول الخط الأزرق، مع احتمال أن تكون لها عواقب وخيمة.
لقد نجحنا إلى حد كبير في منع ذلك، ويرجع الفضل بنسبة كبيرة إلى العمل المتواصل على مدار الساعة لأكثر من 11000 عنصر من قوات حفظ السلام العسكرية والمدنية، والتزام الأطراف تجنّب استئناف الصراع.
• كان لديك خبرة دولية واسعة في جميع أنحاء العالم ضمن عمليات حفظ السلام وحياتك المهنية الطويلة في الجيش الإسباني. ما الذي يميّز الجيش اللبناني عن غيره من الجيوش الإقليمية والدولية؟
– منذ العام 2006، تطوّرت شراكتنا مع الجيش اللبناني، وكذلك بفضل القدرة المتزايدة والالتزام القوي للجيش اللبناني لضمان الأمن في الجنوب. يتمتع الجيش اللبناني بدعم واسع على الصعيدين الوطني والدولي. لقد واجه تحديات خطيرة في السنوات الماضية، لم يواجهها معظم جيوش العالم.
وعلى الرغم من الأزمة المالية والاقتصادية والسياسية القائمة، إلا أنّ عناصر المؤسسة العسكرية يواصلون مهمتهم بعزم كبير وأخلاقيات عالية ومرونة. ذلك لا يظهر فقط للمجتمع الدولي أهمية مساعدة الجيش اللبناني في تعزيز قدراته، لكنّه أيضًا دليل على الجدارة وحسن القيادة للجيش اللبناني والالتزام الذي يتمتّع به جنوده.
استمرار دعم الجيش ضروريّ
• ما هي الرسالة التي تنقلها إلى دول العالم التي تزورها ومن خلال هيئات السلك الدبلوماسي حول بلدنا لبنان؟
– كجزء من دوري كرئيس لبعثة اليونيفيل وقائدها، أعتزم التواصل بشكل وثيق مع هيئات السلك الدبلوماسي وممثلي الدول المساهمة في قواتنا. رسالتي أولًا وقبل كل شيء هي أنّ الدعم المستمر للبنان، وبخاصة الجيش اللبناني، مطلوب أكثر من أي وقت مضى. من المهم أيضًا أن يتلقّى الجيش الدعم السياسي اللازم محليًا، لتعزيز قدراته على تولّي مسؤوليات أمنية أكبر على طول الخط الأزرق وفي المياه الإقليمية اللبنانية.
من ناحيتها، اليونيفيل على استعداد للقيام بدورها في نطاق مهمتها وقدرتها، ومستعدة لإيصال رأيها إلى الدول المانحة تحقيقًا لدعم إضافي بهدف التغلب على الأزمة الحالية.
• هل ستقدّم إسبانيا مساهمات جديدة لدعم لبنان، وتحديدًا الجيش اللبناني، بعد تعيينك قائدًا لليونيفيل؟
-إنّ إسبانيا مساهم مهم في السلم والأمن الدوليين، ولا سيما في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان من حيث الأفراد والقدرات. مسألة زيادة الدعم تبتها السلطات الإسبانية فقط. بصفتي الجديدة كرئيس لبعثة اليونيفيل، أرفع التقارير إلى الأمين العام للأمم المتحدة؛ مسؤولياتي دولية بطبيعتها ومستقلة عن أي حكومة محددة. هذا هو جوهر دوري وهو أمر منصوص عنه في المادة 100 من ميثاق الأمم المتحدة.
• ما هي رسالتك الأخيرة إلى السياسيين اللبنانيين؟ والجيش اللبناني؟ والشعب اللبناني؟
– أشعر بالامتنان للترحيب الحار والمميز الذي وجدته في هذا البلد الجميل. إنني أتطلع إلى العمل مع الجميع في إطار شراكة قوية، وآمل أن تتمكن اليونيفيل من المساهمة في السلام والازدهار في لبنان.