العيد في الأردن: صلة رحم، وحسن الضيافة، وثقافة الإهتمام

Share to:

نضال العضايلة

بعد 30 يوما من الصيام والتعبد في شهر رمضان الكريم، يحتفل المسلمون بقدوم عيد الفطر السعيد الذي يتميز بالوصل وصلة الرحم وتبادل التهاني، وتقديم الحلويات، ورغم تشابه المسلمين في كثير من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر المبارك، إلا أن هناك بعض العادات المتوارثة التي تميز كل دولة عن اخرى، وسنستعرض هنا عادات الأردن في العيد السعيد.

وعندما نتحدث عن العيد في الأردن فإن ذلك يحدوك لوصف الكرم وحسن الضيافة بشكل فائض جدا، فرائحة القهوة العربية تنطلق منذ صباح يوم العيد إيذانا بفتح البيوت أبوبها وكذلك المحال التجارية للضيوف.

يتميز الأردن بثقافته، وبأجواء الأعياد الخاصة حيث تقاليد وطقوس العيد في الأردن التي من ضمنها وأهمها الكرم الأردني الذي ظهر في حُسن الضيافة، إضافة إلى الاهتمام بأجواء العيد.

صلاة العيد يبدأ العيد عند الأردنيين بتوجه الرجال والنساء والأطفال إلى صلاة العيد، وبعد ذلك تجتمع العائلات في منزل كبير العائلة، فيتناولون وجبة الفطور سويةً، ومن ثم توزع الحلويات بأنواعها وأشكالها المختلفة على الكبير والصغير، وبعد ذلك تستمر الزيارات لتشمل كافة المحارم، وفي باقي أيام العيد تخرج العائلات للتنزه، والتمتع بالأجواء الرائعة، كالذهاب إلى أماكن يسمح بها بالسهر أو اللعب مثل الملاهي، فيكتسب العيد رونقاً خاصاً من السعادة التي ينتظرها الأشخاص من عام إلى آخر.

التسوّق قبل العيد أمّا عن التقاليد الخاصة التي تميز بها الأردن، فهي تظهر من خلال التسوق ما قبل العيد بأيام، فيزداد إزدحام الأسواق خاصة في وسط البلد، فكل أردني لا بد أن يمر من هذه المنطقة، أما عن الأفراد وخاصة الرجال فهم يصطفون بالأدوار في صالونات الحلاقة، وكل فرد في يوم العيد يظهر بأبهى صورة، ويتنقلون في المدينة، فيزورون الأسواق، والمولات، والمحامص، وتبقى هذه العادات والطقوس تضفي جمالية خاصة تتفرد بها أجواء العيد في الأردن.

حلوى العيد يُعدّ كعك العيد والمعمول من أشهر الحلويّات التي تُقدّم في الأعياد، وعادة ما تُحضّر في المنازل أو تُشترى جاهزة من الأسواق، ولكن يفضّل أغلب الناس تحضيرها في المنازل لما في أجواء تحضير الكعك من بهجة وسرور وروائح طيّبة تعمّ المنازل، ومن أشهر أنواع المعمول في الأردن هو معمول الجوز أو الفستق الحلبيّ أو معمول التمر.

العيديّة تعدّ العيدية من أجمل عادات العيد في الأردن، حيث تُعطى العيديّة للنساء والأطفالـ تعبيرًا عن المحبّة والتقدير لهم، وبهدف إدخال السرور والبهجة على نفوسهم، ممّا يمنح للأطفال فرصة لشراء الألعاب أو التنزّه بهذه العيديّات.

صلة الرحم وزيارة الأقارب عادة ما يستغلّ الناس في الأردن أيّام الأعياد لزيارة الأقارب وصلة الرحم، والجيران، وتتبادل أغلب العائلات الزيارات خلال أيّام العيد، وخاصة أنّ أيام العيد هي أيام عطلة رسمية مما يدفع الجميع لاستغلال هذه الايام في زيارة الأقارب الذي يصعب زيارتهم في الأيام العاديّة.

الطبق الوطني الأردني في العيد إن تقاليد وطقوس العيد في الأردن لم تتميز وحدها دون غيرها، بل ظهرت أيضًا أطباق أردنية خاصة تُقدم ويزيد الإقبال عليها في الأعياد، ومن هذه الأطباق الرئيسة المنسف، الذي يعد هو الطبق الوطني الأبرز في الأردن، ويعتمد المنسف في طبخه على الجميد الأصلي الموجود في الكرك الذي يُحضّر بطريقة خاصة، وعادة ما يُطبخ المنسف في عيد الأضحى حيث يُستخدم لحم الذبائح التي ضُحّي بها خلال أيّام عيد الأضحى، ويُعدّ المنسف حسب التقاليد الأردنيّة دليلًا على تقدير الضيوف وإكرامهم، كما أنّ هناك عادة خاصة في عيد الأضحى وهي طبخ كبد الذبيحة بعد التضحية في صباح يوم العيد، وتناوله على طعام الإفطار مع العائلة.

أمّا العطلة الرسمية الخاصة بعيد الفطر المبارك في الأردن تكون لمدة ثلاثة أيام، يتبادل فيها الناس الزيارات العائلية ويتواصل الأصدقاء والأحباب، وتتنوع فيها المظاهر الاحتفالية الأخرى مثل النزهات والرحلات السياحية.

Exit mobile version