انتقلت الصورة الشخصية لأسماء الأخرس، من كونها “سيدة الياسمين” كما يصفها أنصار النظام على حساباتهم على مواقع التواصل، وكما يروج النظام نفسه، إلى صورة “رسمية” توضع في مكاتب الوزراء في حكومة الأسد، كما حصل أخيراً، في مكتب وزير التربية دارم الطباع، لدى لقائه وفداً أممياً، في الخامس من الجاري.
وفي التفاصيل، ظهرت صورة زوجة الأسد، إلى جانب صورة رئيس النظام، في دوائر حكومته، ونشرها إعلام النظام بشكل متزامن، وقامت مؤسسات “حزب البعث” الإعلامية، والذي يكون الأسد أمينه العام، بإعادة نشر صورة زوجة الأسد، وهي معلقة على جدران مكاتب الوزراء، في تحوّل علني، إلى ما أشير إليه، سابقاً، من خطة باب دوّار بمخطط سرّي غير معلن، يخرج الأسد، ويدخل زوجته، بديلا منه، للتخلص من أثر العقوبات الدولية والحصار المفروض عليه، واختراع حلّ للأزمة السورية، يعوّل النظام على أنه، يمكن أن يخرجه من اختناقه السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
الأسد يريد البقاء لكن بديله في يده
وحول ما إذا كان هناك من خطة محددة، لتصعيد زوجة الأسد لحكم سوريا، أوضح الصحافي والمحلل السياسي السوري، أيمن عبد النور، أن الأساس في هذ الموضوع، هو أن الأسد يريد ترشيح نفسه للرئاسة، فيما قضية حلول أسماء مكانه، في الرئاسة، هي المخطط رقم (2) أو الخطة (ب) كما قال في اتصال مع “العربية.نت” الخميس، موضحاً أن بشار الأسد “يريد أن يبقى، يريد أن يستمر” وأن هذا هو ما أخبر به العاصمة الروسية، في الفترة السابقة، مع إمكانية “إخراج” الموضوع، بديكورات معينة، كالترشح للرئاسة مع وجود “منافسين” له.
وكشف عبد النور، في اتصاله مع “العربية.نت” أن روسيا قد “ترتّب” ترشيح “منافس كبير” للأسد في الانتخابات الرئاسية، كأن يكون أحد الشخصيات المعارضة الكبيرة، أو مسؤولا سابقا في أحد هياكل المعارضة السورية، ليكون منافسا للأسد، مؤكدا في هذا السياق، أن موسكو “لم تنجح حتى الآن” في هذا المسعى، إلا أن “الترتيبات” على قدم وساق.
الأسد – الأخرس
وبيّن عبد النور، أن الأسد لا يحصر نفسه، بخيار وحيد، بخصوص مصيره. وبحسب السيناريو الممكن حدوثه، بحسب ما قاله عبد النور لـ”العربية.نت” فإنه من الممكن أن يكون “الخيار البديل” هو أسماء الأخرس، في حال حصول توافقات روسية – أميركية، وبغطاء دولي وأممي، إلا أن الأسد “لا يطرح هذا البديل، في شكل فجّ وقاسٍ” بحسب عبد النور الذي أوضح أن الأسد بدأ “بالتحضير لهذا الخيار البديل، أو الخطة “باء” في تكثيف زيارات وحضور وصور أسماء الأخرس، وأنه في الفترة، يتم التحضير لأسماء الأخرس، حتى بين مسؤولي النظام، وفي مكاتبهم، حيث بدأت تنتشر صورها، مؤكدا أن كل ذلك، يأتي كخطة بديلة، فيما الخطة الرئيسية، هو مسعى الأسد، للبقاء في الحكم. وخضعت زوجة الأسد، لعقوبات أميركية بموجب قانون “قيصر” هي وأسرتها، إضافة إلى إدراج ابنها، حافظ، بلائحة العقوبات، وكذلك بشار وشقيقه اللواء ماهر، وشقيقتهما بشرى.
معاقبة أميركا لأسماء تعرقل حلولها مكان زوجها ويرى محللون أن إدراج أسماء الأسد في لائحة العقوبات، هو رسالة أميركية مبطنة، لنظام الأسد، بأنها لن تقبل بخطة إبدال رئيس النظام بزوجته، وأنها تتعامل مع الأخرس، كصورة من الأسد نفسه. فيما يرى محللون، بأن احتمالية ترشح الأخرس، غير مرتبطة بصورتها الدولية، بل بمدى أثرها، على سوريي النظام في الداخل.
في السياق، قال المحلل السياسي السوري أيمن عبد النور لـ”العربية.نت”، إن الإدارة الأميركية الحالية، حرصت على إصدار عقوبات على زوجة الأسد، قبل أن ترحل إدارة ترمب، من أجل إحراج الإدارة الأميركية المقبلة، وعرقلة أي تفاهم ممكن، ومنع التوصل لاتفاقات بخصوص مستقبل ما لأسماء الأخرس، في حكم سوريا.
وكشف أن شخصا من آل “تسابحجي” وهي عائلة زوجة شقيق أسماء الأخرس، سعى للقدوم إلى الولايات المتحدة والتقرب من الإدارة الحالية والتواصل معها، من أجل ترتيبات لمستقبل أسماء الأخرس في النظام السوري.
وقال مستشار “حركة الشغل المدني” في سوريا، المحامي عيسى إبراهيم، في اتصال مع “العربية.نت” الخميس، إن ما وصفها بالمافيا الحاكمة في سوريا، تعمد إلى استخدام كل شيء في سبيل البقاء في السلطة.
وأوضح إبراهيم، أن ظهور صورة أسماء الأسد في بعض المكاتب الحكومية، يأتي في سياق سعي النظام لتأمين حكمه، كشعار من الشعارات التي رفعها سابقا للاستئثار بالحكم والسيطرة على البلاد، مستخدماً “العصبيات والشعارات من المقاومة والعروبة والعلمانية وحماية الأقليات” وأن ظهور صورة زوجة الأسد، هي في هذا السياق، موضحاً أنها تأتي “كأحد الاحتمالات لضمان الاستمرار في السلطة في حال تعذر بقاء الأسد في الواجهة”.
وقال إبراهيم لـ”العربية.نت” إن احتمالية تصعيد أسماء بديلا من زوجها الأسد، تأتي في سياق آلية تفكير لديهم “كأسرة، وترتكز على مفهوم إدارة المزرعة الأسرية وليس الدولة، وبالتالي، فطرح اسم زوجة مالك المزرعة، كخطة “باء” في حال تعذر استمرار مالك المزرعة بإدارتها المباشرة”.
مظهر عصري وتحت مستوى الدولة وعبر الحقوقي، ومستشار حركة الشغل المدني في سوريا، عن قناعته، بأن أسماء الأسد لا تمتلك “شعبية في الوسط السوري عموما”، موضحاً أن “لباس الأسد وزوجته” لا تعني أنهما يعبّران عن “عصرية وحداثة” لأنهما، لديهما “عقلية فئوية قديمة، تحت مستوى الدولة” وأن الاثنين، الأسد وزوجته، يستخدمان “وسائل عصرية، لخدمة العقلية الفئوية القديمة في إدارة الدولة، والتي يعتبرانها مزرعة عائلية” بحسب كلامه.
ومن الجدير بالذكر أن الترويج الأكبر لصورة أسماء الأخرس، تمّ بُعيد الحرائق التي ضربت الساحل السوري وحمص، ما بين التاسع والثاني عشر من شهر أكتوبر الماضي، فعقلت صورة لها، تتدلى من على ثلاثة طوابق، في ملعب رياضي، في منطقة بابا عمرو في حمص، الأمر الذي اعتبر “سابقة في تاريخ عائلة الأسد” بحسب وصف صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية.
المصدر : صوت لبنان