أين هم ثوار ١٧ تشرين؟
أين هي ثورة ساحة النور وساحة الشهداء وذوق مصبح وجل الديب؟ أين ربيع الزين وروي راشد وشربل قاعي!!! أين كل من نادى وهتف بثورة تخلص لبنان من كل تلك الازمات التي غرق بها لبنان من أزمة المصارف، والحياة الاقتصادية الصعبة من ضائقة مالية وانهيار للحياة بكافة جوانبها على كافة المستويات الصحية والاجتماعية والإنسانية والأمنية وصولا إلى الكارثة الأكبر في ٤ آب، ذاك الآب المشؤوم الذي يتم أطفالا وسرق شبانا وشابات وحرق قلوب آباء وأمهات وعلم رماده في القلوب إلى يوم تشهد فيه الأبصار عند رب العالمين، ذاك الآب الذي حرق الأخضر واليابس وقتل أرواحا بأبشع الطرق، وحصد أرواحا بريئة، وشرد عوائل وخَلّفَ إعاقات دائمة وابدية لكثيرين مما أصبحوا غير قادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، أين أنتم أيها يا جماعة ” القمصان البيض”!!!
ألستم أنتم أطباء وعاينتم الكثيرين ممن أصيبوا في انفجار المرفأ؟!. وعاينتم الكثيرين ممن قضوا وممن أصيبوا بإعاقات، لماذا هذا التراخي لا بل التراجع الغريب، لماذا لم نعد نرى تحركا على الأرض في أكثر الأوقات التي وجبت فيها الثورة على مستوى لبنان بعيدا عن الاحزاب لكي لا تكون ثورة تطغى عليها الصبغة السياسية او الطائفية.
أين أنتم اليوم من الوضع الاجتماعي المزري عوائل لا تملك قوت يومها ومؤسسات على حافة الانهيار وأخرى انهارت كليا وإغتيالات بالجملة من مدير في بنك بيبلوس وصولا إلى اثنين من الأجهزة الأمنية تم تصفيتهم في مرفأ بيروت في ظروف غامضة وصولا إلى العقيد في الجمارك ومؤخرا جو بجاني والمستغرب أن الأداة القاتلة واحدة والمتهم واحد، ولا أعتقد أن القاضي صوان والذي كان مسؤولا عن قضيتي علاء ابو فخر وقبرشمون وتم تبرئة الفاعلين بقرار سياسي.
قضية المرفأ والاغتيالات التي بدأوا يستخدمون فيها أسلحة كاتمة للصوت، الا يعلمون ان هذا الصوت خلق في داخلنا لانه ما من أحد يستطيع خنقه أو كتمه…
أيها الثوار انتم اليوم مسؤولون أكثر من أي وقت مضى بدأتم بقضية على مستوى الوطن و الكثيرين آمنوا بكم الا انكم خذلتم اللبنانيين لاعتقادهم أنكم خشبة الخلاص للأسف خذلتم كل من آمن بكم وكل من فقد عينا او اصيب.
الثوار الذين أجبروا سعد الحريري على التنحي، للتذكير لمن يعتبرون ان الحريرية السياسية هي سبب الانهيار، وربما سعد الحريري فاسد وغير سوي الا انه ليس الأكثر سوءا واجراما فشعار “كلن يعني كلن” لم تنفذ لماذا لم تستطيعوا الاقتراب من الرئاسة الاولى والثانية مع العلم ان معظم الثوار الذين اصيبوا كان على أيدي عصابة ” الاستاذ”.
الثورة يا سادة هي عدل قبل كل شيء، ولا أظن انكم أيها الثائرون والمنتفضون كنتم عادلون… أين أنتم من الهتافات التي بححت أصواتكم من اجلها.. أين أنتم من انتفاضة تعيد لبنان إلينا على خلفية انفجار مرفأ بيروت ألسنا أمام تهديد آخر من إسرائيل يصوب بإتجاه المطار وما يحيط به!!! أليست صواريخ حزب الله البداية والنهاية لحرق لبنان!! المبكي المضحك أننا ربما نعيش كارثة أخرى ككارثة المرفأ ولا نحرك ساكناً…
ذوي ضحايا انفجار ٤ آب عن أي ثقة تتحدثون بها للقاضي فادي صوان!!! اولا القاضي صوان لديه ميولا عونية وبناءاً عليه هو حام ٍ لحزب الله المسؤول الأول وعن قيادات في المرفأ محسوبة على التيار الوطني الحر، ها نحن شارفنا على الشهر الخامس وحتى الآن لم نرى تقريراً أولياً، ماذا تنتظرون لتعلموا أن التأخير مقرون بالسياسة، وحماية النائبين أليست مظلة سياسية من مجلس النواب وكليهما محسوبان على “الاستاذ” إن كان العكس عليك أيها القاضي صوان إثبات عكس ذلك لأن العدالة البطيئة هي ظلم بحد ذاته وليست بعدالة، وعلى ما أظن أن الكثيرين من ذوي الضحايا يقولون ما لا يفعلون وفي داخلهم ليس هو كما في خارجهم واعني أن الكثيرين ينتمون لاحزاب سياسية غير قادرين عن التنصل منها.