أشياء كثيرة تبدّلت في المشهد السياسي الداخلي منذ انتخاب جوزاف عون رئيساً وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام، خصوصاً في طريقة التعاطي مع استفزازات “حزب الله” المتنقّلة. فالدعم العربي والدولي منح زخماً قويّاً للعهد الجديد، الذي أثبت حتّى الآن عزمه على فرض القانون في وجه كلّ من يحاول زعزعة أمن البلاد واستقرارها.
وخير دليل على ذلك، القرار الحاسم الذي اتّخذته الدولة، ممثّلة بالسلطة السياسية والجيش والقوى الأمنية، لمواجهة أعمال الشغب التي أثارها جمهور “حزب الله” لثلاثة أيام متتالية على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، احتجاجاً على منع طائرة إيرانية تقلّ لبنانيين، من الهبوط في بيروت.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر رفيعة لـ “نداء الوطن” أنّ المشكلة مع إيران تُعالَج بالطرق الدبلوماسية والقانونية، لكن هناك قرار واضح متّخذ من السلطة السياسية بأنّ العبث بأمن المطار والعاصمة والضواحي ممنوع، كما أنّ الدولة ستضرب بيد من حديد المخلّين بالأمن، وهذا الأمر يظهر من خلال التوقيفات والمداهمات المستمرة وتحرّك الجيش والقضاء لمعالجة ذيول هذه التحرّكات.
وكان الرئيس عون قد أكد أنّ الممارسات التي شهدتها طريق المطار، مرفوضة ومدانة، مشدّداً على أنّ القوى الأمنية لن تتساهل مع أي جهة تتمادى في الإساءة إلى الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد.
من جانبه، ترأس سلام اجتماعاً وزارياً وأمنياً تشاورياً، قال في ختامه، وزير العدل عادل نصار، إنّ القانون سيطبّق وكلّ تعرّض للأملاك العامة أو حرّية التنقّل، سيستوجب ملاحقة المتورّطين فيه.
أمّا وزير الأشغال العامّة فايز رسامني فأشار إلى أنّ سلامة المطار والمسافرين خطّ أحمر، واعداً باتّخاذ القرارات المناسبة لتحييده عن أي اعتداء.
وبعد لقاء السراي، توجّه سلام إلى قصر بعبدا، حيث أبلغ الرئيس عون، بإنجاز البيان الوزاري للحكومة، على أن يُعقد اجتماعٌ بعد ظهر الاثنين لإقراره.
كما أكد من جهة اخرى، حشد كلّ الدعم الدبلوماسي والسياسي لإنجاز الانسحاب الإسرائيلي قبل 18 شباط.
وعن احتجاجات المطار، قال سلام إنّه بحث مع رئيس الجمهورية في ضرورة التشدّد بتطبيق القانون ومحاكمة كل من أساء للأمن في اليومين الماضيين، معتبراً أنّ الاعتداء على “اليونيفيل” هو جريمة بحق لبنان.
هذا وترأس وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، وأكد في ختامه العمل على ملاحقة وتوقيف كل المتورّطين في أحداث طريق المطار وخصوصاً الاعتداء على اليونيفيل.
ميدانياً، وعلى مسافة أيّام من موعد الثامن عشر من شباط، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في جنوب لبنان، واستكمل عمليات تفجير المنازل في أكثر من منطقة، قبل أن يشنّ مساء السبت، غارة على سيارة في منطقة جرجوع بإقليم التفاح، قضى فيها كلّ من أحمد فرحات وعباس حمود.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنّ حمود، الذي استهدفته الغارة، هو قائد القوّة الجوية في “حزب الله”، مشيرة إلى أنّه مسؤول عن إطلاق مسيّرة على إسرائيل الأسبوع الماضي.