غادر الرئيس ميشال عون قصر بعبدا وسط احتفالات شعبية، حيث لازم انصاره محيط القصر منذ يوم السبت اصرارا منهم على استمرار الحالة العونية، رغم ما شهده هذا العهد من انتكاسات كارثية على المستوى المعيشي بكل نواحيه.
في الوقت الذي غادر فيه الرئيس القصر، قرعت الطبول في اسواق واحياء طرابلس مع توزيع الحلويات على المارة، وسط صيحات التهليل والزغاريد ونثر الارز والورود مع التأكيد ان الخروج من جهنم بات قاب قوسين حسب رأيهم.
هذه الاجواء المشحونة بردود الفعل في الشارع الشمالي دفعت الى طرح علامات استفهام كبيرة حول ما يمكن ان تشهده البلاد من متغيرات بعد انتهاء عهد الرئيس عون؟ وحول عودة الامور الى مسارها قبل ستة اعوام؟
وفي هذا المجال، اكدت اوساط شمالية متابعة ان فرحة المواطنين في الشارع الطرابلسي بمغادرة الرئيس عون القصر الجمهوري وانتهاء عهده يعبر عن مدى استياء الشعب برمته من الحالة الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي ادت الى ركود لا مثيل له في تاريخ لبنان الحديث، ظنا منهم انه بمجرد مغادرة الرئيس عون الحكم فان الامور تعود الى نصابها، لكن الحقيقة عكس ذلك لان البلاد باتجاه المزيد من الخلافات السياسية، اضافة الى اي مدى ممكن ان يكون للفراغ تأثيرا في المفاوضات مع الجهات الغربية، خصوصا بما يتعلق بصندوق الدعم الدولي واستثمارات النفط.
وتشير الاوساط انه ما دامت البلاد مقبلة على مزيد من اشتداد المعارك السياسية بين الكتل النيابية، فان انقاذ لبنان في هذه الفترة القصيرة ما يزال يواجه صعوبة كبيرة، لذلك فان المواطنين خلال الايام المقبلة لن يلمسوا اي متغيرات، والوضع سيكون على ما هو عليه باستثناء المفاجآت، مع مخاوف من اتجاه البلاد الى مزيد من الفوضى الامنية. وكل التوقعات تشير الى ان الاوضاع الى مزيد من التأزم ومخاوف محلية وخارجية من انفلات هذا الوضع على مصراعيه بين الكتل والاحزاب المتناحرة.
وتشير الاوساط انه بعد انتهاء الاحتفالات المؤيدة والمعارضة سيعود المواطنين الى مسلسل الهموم اليومي، والوقوف ساعات طويلة في طوابير الذل لتأمين الخبز والمازوت والبنزين والدواء وكل مقومات الحياة.
غدا، تنتهي كل هذه المشاهد ويعود المواطنين للوقوف امام أبواب المستشفيات بانتظار مريض او عزيز فقد حياته بسبب وباء الكوليرا الذي حط بقوة في اقضية وقرى الشمال، بسبب تخاذل الوزارات والمعنيين في توفير مياه صالحة للشرب وتوفير الطاقة، كما سيستمر اذلال المواطنين من اصحاب المولدات الخاصة الذين حولوا المولدات الى وزارة خاصة توفر الطاقة لمن يدفع بالدولار الاميركي.
غدا يعود المواطنون الى الاسواق لشراء البسة لاولادهم بارخص الاسعار مع اقتراب فصل الشتاء البارد ، حتى لو لم تقاوم البرد القارس فانها تقضي حاجة بعد تبدل احوال الناس التي كانت قبل ست سنوات تعيش في بحبوبة، يبدو انها لن تعود في الوقت القريب.