– رأت عضو كتلة “المستقبل” النائبة رولا الطبش جارودي أن “دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون الى الحوار، في الشهور الأخيرة من عهده وبعدما “أوصلنا الى جهنم”، هي مجرد رشوة انتخابية وشعار لإلهاء الناس”. وأشارت الى أن الرئيس سعد الحريري “لم يعد لديه الثقة والامل من اداء الطبقة السياسية الحاكمة”.
وقالت في حديث الى برنامج “هنا بيروت” عبر محطة “الجديد” أمس “الحوار كلمة جميلة ومبدأ الحوار إيجابي. لكن السؤال: هل الوقت مناسب للحوار؟ ومع من الحوار؟ وهل الذي دعا للحوار هو أهل لهذا الحوار؟ نقول لفخامة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي دعا لهذا الحوار ونحن في الاشهر الأخيرة من عهده: هل يعتقد انه في ظل هذا الوضع المأسوي الذي نعيشه يجب ان نكون امام حوار؟ وحوار على ماذا؟ مع من نريد ان نجتمع، اذا المجتمعون أنفسهم غير قادرين على الاجتماع داخل الحكومة؟ اعتقد ان كل ما يشاع حول هذا الحوار مجرد رشوة إنتخابية او مجرد شعارات إنتخابية لنلهي بها الشعب… الحوار خلال الاشهر الاخيرة لم يعد ينفع بعد كل ما أوصلنا اليه هذا العهد والذي أخذنا باعترافه الى جهنم”.
ورأت أن “موقف الرئيس الحريري كان “واضحا جدا بأن لا داعي للحوار لان لا نفع من الحوار. كانت هناك حوارات لم ينفذ منها شيء. فما الذي نفذ من حوار حزب الله في بعبدا؟ وبالتالي لا رئيس الجمهورية ولا حزب الله مؤهلان اليوم لقيادة اي حوار، خصوصا ان هناك فريقا ما زال يضع السلاح على هذه الطاولة، فلا يمكن أن يكون هناك حوار وسلاح معا”.
وأكدت أن “المشكلة تكمن في أن رئيس الجمهورية تعاطى في كل هذه المرحلة بحقد ونكد وكره تجاه اتفاق الطائف الذي أمن هذه المساواة بين اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، فتسبب مع حليفه حزب الله بإنهيار البلد وإيصالنا الى ما وصلنا اليه اليوم”.
واعتبرت أن “أزمتنا الكبيرة هي أزمة داخلية تتعلق بسلاح حزب الله ووجوده بكل المنطقة العربية. فسلاح حزب الله يؤثر على العلاقات الداخلية، كما انه ورط لبنان بحروب المنطقة. والسؤال:الى اين؟ ولماذا مازال في اليمن والعراق وسوريا ولأجل من؟ بالتأكيد ليس من أجل لبنان اذ أنه عزلنا عن منطقتنا العربية. واذا كان من اجل إيران فهذا جريمة ستلاحقه لمدى التاريخ”.
وتابعت: “داخليا مازال حزب الله المسيطر على كل المرافق وكل الادارات والمؤسسات المشلولة بفعل هذا الضغط، وبفعل سلاح حزب الله، واخرها الحكومة المعطلة بسبب المطالبة برأس بيطار مقابل التحقيق وهذه جريمة بحق الضحايا وأهاليهم، واليوم نحن نقتل الضحية مرتين”.
وعن المرفأ والتحقيقات، قالت: “نحن كتيار مستقبل نقول ان التدخل بالقضاء جريمة وإقصاء اي قاض عن ملفه جريمة أيضا. لسنا ضد الرئيس بيطار بإكمال مهامه بل العكس، ولكن هناك تحفظ في ما يتعلق بمخالفة الدستور والنظام. وكل ما نطالب به هو تطبيق القوانين والأنظمة. ونحن طرحنا رفع الحصانات عن الجميع، من اكبر الهرم حتى اصغره، والجميع يحاكم امام القاضي بيطار لنصل الى الحقيقة، والا فلتكن لجنة دولية تكمل الموضوع”.
أضافت: “مازلنا لليوم نسأل: من أتى بالنيترات؟ ومن فجر النيترتات ولمصلحة من؟ أين التحقيقات بملف النيترات؟ واليوم هناك تقارير تتحدث عن ارتباطها بالنظام السوري؟ يجب ان تسلك الامور نطاقها القانوني والدستوري. والحل المقدم من قبلنا يسهل الأمور ويضع الناس جميعها على مسافة واحدة وامام مرجعية واحدة لتظهر الحقيقة… صرخة اهالي الضحايا يجب ان تسمع، وهي محقة. ولم يعد بامكاننا المماطلة في الحقيقة اكثر”.
وأكدت أن “الرئيس الحريري لم يعد لديه الثقة والامل من اداء الطبقة السياسية الحاكمة، وخصومه أخذوا البلد للخراب. وهو يفكر جديا بالعزوف عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، لكن لم يحسم قراره النهائي. لديه إستياء عام، واليوم الامور توضح من يعمل المزايدات ومن يهمه الكرسي، لا احد يريد لبنان. الرئيس الحريري قدم الكثير من الدم والتضحيات وفي المقابل هناك مزايدات من أجل الكرسي”.
وقالت: “نحن كتيار مستقبل جاهزون للانتخابات منذ اللحظة الأولى. وقريبا سيكون موجودا الرئيس الحريري في لبنان، وسيصارح جمهوره عن موقفه من الانتخابات والمرحلة المقبلة. وكل من يرغب برؤية انتهاء الحريرية السياسية وكل من يروج لهذه الفكرة إنما تراوده أحلام مستحيلة… التيار والحريرية والرئيس الحريري باقون”.
وأكدت أن “مشكلة السعودية ليست مشكلة شخصية مع الرئيس الحريري، انما مشكلة اساسية مع لبنان ومشكلة حزب الله. وعلى حزب الله ان يترك الدول العربية ويسلم السلاح للدولة ويعود للبنانيته”.
في الشق الاقتصادي، قالت الطبش: “الامر مضحك، قطاع كهرباء لم يستطيعوا العمل عليه، فهل سيتمكنون من العمل على الشق الاقتصادي؟ وهنا من الأجدر بدلا من الاجتماع والحوار ان تعمل الحكومة كي تتمكن من النهوض بخطة اقتصادية لتعافي للبلد”.
أضافت: “لا يجب ان ننسى ان الحكومة ولدت معطلة، وهذا نتيجة المحاصصة والضغط الممارس من قبل رئاسة الجمهورية ومن فريقه.
فالرئيس ميقاتي غير قادر على دعوة مجلس الوزارء، لان عقد جلسة الحكومة للأسف مرتبط بموضوع تنحي القاضي بيطار، وسبب التعطيل حلفاء الرئيس عون وهم سبب رئيسي لأزماتنا”.
وعن الانتخابات قالت: “من المستحيل التحالف انتخابيا مع التيار الوطني الحر ومع جبران باسيل، رأيناه تيارا طائفيا بإمتياز وتهمه المحاصصة…
علاقتنا مع القوات اللبنانية مختلفة واختلفنا معهم في العديد من المحطات وهناك امور يجب ان تتوضح بشكل أفضل. على القوات اللبنانية أن تراجع نفسها في علاقتها بالحريري وتيار المستقبل. واذا كان تعاملها وفقا للتصريح الاخير للحكيم فانه لن يحسن الوضع. واعتقد ان ما قاله الحكيم لم يكن حكيما ذاك اليوم بل زاد الطين بلة”.
وأكدت أن “البيارتة لا بينباعو ولا بينشرو… واهل بيروت اكبر من ذلك وهم اصحاب فكر وعلم ووفاء. وجمهور تيار المستقبل ثابت واهل بيروت اوفياء. اعتقد ان شعبية الرئيس الحريري وتيار المستقبل مازالت ثابتة”.