كل الاوساط السياسية والحكومية والحزبية متفاجئة الى درجة “الذهول”، بالانقلاب السعودي المفاجىء تجاه لبنان، وما تبعه من تحذيرات خليجية لرعايا دول مجلس التعاون والتحذير من الاقتراب من لبنان والمناطق الساخنة فيه.
ويكشف مسؤول رسمي كبير من فريق 8 آذار، ان حكومة تصريف الاعمال والمشاركين فيها كانوا في جو بيان سعودي سيصدر مساء الاحد الماضي او صباح الاثنين، وبعد ساعات على بداية الاحداث في عين الحلوة (السبت) وتطورها الاحد الى اغتيال اللواء العرموشي ومرافقيه. وكان البيان السعودي ووفق المسؤول نفسه، محصوراً برفض الاشتباكات في عين الحلوة، وتحذير الرعايا السعوديين من الاقتراب من عين الحلوة لخطورة المنطقة بسبب الاشتباكات.
ويشير المسؤول الى ان تأخر البيان السعودي ما يقارب الاسبوع وخروجه بلهجة تحذيرية اشبه بالطلب من الرعايا السعوديين مغادرة لبنان، ومنع الرعايا الذين يفكرون بالمجيء الى لبنان لقضاء ما تبقى من فصل الصيف وشهر آب، جعل حكومة تصريف الاعمال والوزارات المعنية وكل الدوائر الديبلوماسية والحزبية والسياسية تتقصى حقيقة ما يجري، واسباب التبدل السعودي المفاجىء والتصعيد، بعد انفتاح على لبنان لجهة السفارات وعودة العمل الديبلوماسي، الى تسهيل عودة السياح الخليجيين والسعوديين الى لبنان، وليس انتهاءً بحركة ديبلوماسية ولقاءات قام بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في الاسبوعين الماضيين.
ومع حذو معظم دول مجلس التعاون الخليجي حذو السعودي في التحذير من خطورة الاوضاع اللبنانية، رغم عدم وجود معلومات “صلبة” تفيد بمخططات، يؤكد المسؤول اللبناني تبلغه في عدد من اللقاءات الديبلوماسية جنوح واشنطن نحو الضغط على دول الخليج عموماً، والسعودية خصوصاً، عبر الاستمرار في سياسة تصعيدية في المنطقة، وفرملة الحلول من اليمن الى تجميد التقارب السعودي- الايراني، والتقارب السعودي- السوري الذي ترجم بوقف المساعي ولو موقتاً، لإعادة فتح السفارات بشكل متبادل في العواصم الثلاث (طهران والرياض ودمشق).
ويكشف المسؤول ان الضغوط الاميركية والعقوبات، التي اعلن نواب اميركيون انها ستتناول مسؤولين لبنانيين وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري، تندرج في سياق رفع واشنطن لـ “دوز” العقوبات والحصار والتضييق على الحكومة والبرلمان، والضغط على حزب الله وحلفائه لفرض سيناريوهات باتت معروفة، من انتخاب رئيس للجمهورية موال لواشنطن، الى فرض اجندات مشبوهة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، وصولاً الى فرض “خيارات” حدودية تلائم العدو الاسرائيلي في الجانب البري، بعد تحقيق جزء من الترسيم البحري.