“الأنباء” الإلكترونية
كُتب علينا أن نقرأ الفاتحة في المختارة، وفي بيروت في ساحة الشهداء كل عام، وكُتب علينا أن نصمد وسنصمد”، بهذه الكلمات القليلة وما تحمله من ألم ومعانٍ في التاريخ والسياسة، اكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالتصريح من أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في زمن اضمحلت فيه الدولة كما أحلام السيادة والاستقلال التي ضاعت في صراعات الأمم على أرضنا، وفي ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة حوّلت الشعب اللبناني من شعب ثائر باستمرار الى باحث عن لقمة عيشه بكل مرارة ووجع.
وقد خلت الذكرى 17 لاستشهاد الحريري ورفاقه من المهرجانات الخطابية واقتصرت على تلاوة الفاتحة في ساحة الشهداء، في مشهدية فيها الكثير من الدلالات والعبر وسط حضور شعبي لافت، لا سيما بعد اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وعدم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، ليكتفي بزيارة خاطفة في ذكرى 14 شباط ويعود بعدها مباشرة الى أبو ظبي، معمماً على تيار المستقبل بأن من يريد أن يترشح الى الانتخابات ومخالفة قرار القيادة عليه أولاً التقدم باستقالة خطية من التيار، ما يؤكد أن الحريري ليس بوارد التراجع عن قراره لا بل يستمر في خياره حتى النهاية.ad
في هذا السياق، أشار عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم في حديث مع “الانباء” الالكترونية إلى أن الذكرى 17 لاستشهاد الرئيس الحريري تحمل دلالات مختلفة عن سابقاتها انطلاقًا من أمرين، هما تزايد المخاطر التي تستهدف لبنان بعد انهياره وتدمير اقتصاده، وقرار الرئيس الحريري الجريء بتجميد العمل السياسي لأنه يملك معلومات لا تبشر بالخير أبداً بعد إطلاق يد إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن وربما في دول أخرى، مذكّرًا كيف ان الشعب العراقي تمكن من إلحاق الهزيمة بالفريق الموالي لإيران لكنه لم يتمكن من منع إيران من التدخل بشؤونه، وهذه حال لبنان وسورية. وأضاف نجم: “لقد حكي كثيرا عن انسحاب ايران وحزب الله من سورية، فماذا كانت النتيجة؟ والشيء نفسه في لبنان، سيبقى حزب الله ممسكا بمفاصل السياسة المحلية ولن يتمكن الحريري من الحكم طالما هناك فريق سياسي لا يحترم وعوده، وخير مثال التسوية الرئاسية’.
وأضاف نجم: “البلد ينهار امام أهل الحكم ولا أحد يحرك ساكنا. وخيارنا في المرحلة المقبلة البقاء الى جانب أهلنا وجمهورنا. أما بموضوع الانتخابات فالحريري ترك لنوابه حرية الخيار شرط ان من يريد ان يترشح عليه ان يستقيل من تيار المستقبل قبل أي شيء”.
وفي غضون كل ذلك، تتجه الأنظار الى جلسة مجلس الوزراء اليوم وعمّا اذا كانت ستضع حداً للجدل الحاصل حول ما سمي بتهريب الموازنة والتعيينات، وقد أكدت مصادر الثنائي أمل وحزب الله في اتصال مع “الانباء” الالكترونية ان اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالخليلين “أفضى لردم الهوة بين الطرفين وإلى نتيجة لا غالب ولا مغلوب، وأن تعيين نائب رئيس جهاز أمن الدولة سيتم في أول جلسة لمجلس الوزراء وأن الأمور سويت بين الطرفين، والثنائي ليس بوارد العودة الى مقاطعة جلسات الحكومة. أما بالنسبة للموازنة فتبقى الكلمة الفصل لمجلس النواب وهو أمّ السلطات”.
بدوره، أوضح عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة عبر “الانباء” الالكترونية ان انزعاج الرئيس نبيه بري “كان على الطريقة التي تمت فيها اقرار الموازنة من دون التصويت عليها وكيف انتهت الجلسة وتمت التعيينات بينما المفروض تخصيص جلسة لهذا الموضوع”، مشدداً على أن الموضوع دقيق ويتطلب جواً من التهدئة.