الازمة اللبنانية – الخليجية وخصوصا اللبنانية – السعودية المُثارة حاليًّا حول إقالة الوزير جورج قرداحي ليست الا “قنبلة دُخان” فقط، تأتي في إطار خطّة أمريكيّة إسرائيليّة لترهيب إيران وأذرعها” ولماذا فرنسا قامت بالوساطة في وقت متأخر جداً؟!
السعودية التي تريد ان تعود الى لبنان من خلال محور قوي، هل استطاعت؟ ام ان لبنان سيبقى محورا للتجاذبات والمناكدات السياسية الدولية والإقليمية!!
وجود حزب الله في اليمن أليس عبثيّا يا حضرة الوزير المستقيل؟ حزب الله محتلٌ لبنان في الشكل والاصل…
محمد بن سلمان شخصية قوية لا يمكن تجاوزها هو “الرابح الأقوى”، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يخوض استحقاقاً رئاسياً مقبلاً “رابح” ايضاً اما رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لا يملك تأثيراً على حزب الله ومن هنا فإن البيان الذي صدر عن الديوان الملكي السعودي نسف المبادرة الفرنسية وإنما بلباقة وفذّة أيضاً.
الرئيس ماكرون وسيط “لا خير” فيه
من بعد المبادرة التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والتي حاول ان يظهر فيها وسيط خير لم تكن على قدر من الاستيعاب السعودي لا بل انها لم تبال حتى! فالمملكة وبإصرارها على تصحيح العلاقات اللبنانية-السعودية من خلال “نزع سلاح حزب الله الإيراني” جاء برد من الديوان الملكي السعودي والذي نسَفَ الأجواء الإيجابية والتي كانت ملبّدة اصلاً والتي حاول ماكرون وميقاتي تسويقها لكي لا يقال بأنها باءت بالفشل موضحاً ان موقف السعودية من لبنان لم يتغيّر لأنه يرتبط بتدخّل “حزب الله” في اليمن والنفوذ الإيراني في لبنان من خلال احتلال “حزب الله” فجاء في بيان الديوان الملكي السعودي: ” اعلن الديوان الملكي السعودي عن اتصال هاتفي ضمّ كل من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، حيث أبدى الأخير تقدير لبنان لما تقوم به المملكة العربية السعودية وفرنسا من جهود كبيرة للوقوف الى جانب الشعب اللبناني والتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل ما من شأنه تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون، ورفض كل من شأنه الإساءة الى أمنها واستقرارها.
السعودية تعي من يغطّي “حزب الله”
بطبيعة الحال فإن السعودية تعي ان رئيس الجمهورية يُغَطّي “حزب الله” ومن ورائه “إيران”. “وحزب الله” الساعي الى الفراغ والذي سيكون حارسا “للجمهورية”، ف “حزب الله” هو القوة الرئيسية المسيطرة في لبنان والتخلص منه يكون من خلال حل هذه “المقاومة” اما بواسطة التفاهم الداخلي او من خلال اتفاقٍ دولي من ضمن الاتفاق النووي الإيراني. وبطبيعة الحال نحن نحاول استخدام تعبير ان “الحزب” هو القوة المسيطرة، والواقع ان الحزب هو “محتل لبنان” عبر “إيران” في الشكل والاساس. هذا الاحتلال تراه السعودية لا ينقصه الا الإفصاح العلني عنه ولربما يكون بعد مفاوضات فيينا التي استؤنفت في جولة جديدة، فإما يعلن وضع يد “حزب الله “على لبنان وعزله بالتالي عن واقعه وهويته العربيتين او يكمل بمشروع آخر ولعل التأخير الإيجابي في هذه النقطة هو لبنان التعددي بحيث لا يمكن ان يسمح ل”حزب الله” في اعلان الاحتلال بشكل واضح وصريح وقد رأينا ان حزب الله استخدم سلاحه في الداخل بوجه اللبنانيين في 7 أيار وشويّا واحداث خلدة وآخرها احداث الطيونة وعين الرمانة لا بل اكثر حتى بوجه الشيعة الذين هم ضد حزب الله في السياسة وفي العقيدة الإيرانية وتمثّل بإجبار الناطق باسم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وهو إبراهيم حطيط الشيعي المحسوب كما قيل على حركة أمل بمهاجمة القاضي طارق البيطار بعد ان كان حطيط من المهلّلين للبيطار والواثق فيه ثقة عمياء. ومن هنا فإن حزب الله هو محتل لبنان وان إيران فعلياً احتلّت لبنان وعلينا ان لا ننسى المازوت الإيراني الذي ارسلته إيران الى حزب الله منذ وقت قصير.
التناقض ما بين الرئيس ايمانويل ماكرون والرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران…
الاحتلال الإيراني في لبنان المتمثّل بحزب الله واقعٌ فعلاً، هذه الحقيقة المُرّة وان كانت فرنسا فعلاً تريد مصلحة لبنان فلماذا لم يفصح عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما جاء الى لبنان بعيد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، ولماذا لم يتحدث عن موضوع السلاح غير الشرعي بلسان واضح بعيدا عن اللفلافات وعن المصالح الفرنسية-الإيرانية، في حين ان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران يرى “أن أي سلاح في دولة مستقلّة خارج سلطة الدولة له تصنيفان فقط، اما سلاح ثورة على النظام او سلاح احتلال… فزمن المقاومة انتهى والحزب اليوم لا يقوم بثورة على لبنان وانما اصبح هو الحاكم والآمر الناهي والمعطّل الأول والأخير للحكومة، فحزب الله ينقل أسلحته بارتياح كبير ويختصر مؤسسات الدولة من القصر الجمهوري مروراً بالرئاستين الثانية والثالثة ويسيطر على المرافق الحيوية من المطار ومرفأ بيروت ووزارة الدفاع والمحكمة العسكرية ويقوّد القضاء لكف يد القاضي طارق البيطار في قضية تفجير مرفأ بيروت. هذا الاحتلال الرسمي لحزب الله هو ينتظرالوقت لإعلانه وربما ينتظر ظروفاً سياسيةً واجتماعيةً واقتصادية مناسبة للقيام بخطوة اعلان “الاحتلال” وما ساعد الحزب في الوصول لما هو عليه هو دعمه من قبل حزب مسيحي. والسؤال الذي قد يطرح نفسه لماذا الرئيس ايمانويل ماكرون لم يتطرق الى سلاح وهيمنة حزب الله وهو الشرط الرئيسي لعودة المياه الى مجاريها بين لبنان-السعودية؟ بالطبع الإجابة ان التواطؤ الفرنسي-الإيراني سبباً كافياً ليتجاهل اهم شرط لعودة العلاقات ما بين لبنان-السعودية وهو “السلاح غير الشرعي” داخل الدولة.
الحرب العبثية في اليمن هي من صنع حزب الله-إيران
عندما تحدث جورج قرداحي عن الحرب العبثية على اليمن لماذا لم يتحدث عن وجود حزب الله في اليمن وسوريا والعراق؟ أليس هذا ايضاً حرباً عبثية وتدخلاً في شؤون دولة حرة مستقلة ذات سيادة! وماذا عن الخلية التي وجدت في الكويت والتي تعود لحزب الله؟ ماذا عن الكابتغون مثلاً؟
على اية حال الجواب معروف فجورج قرداحي محسوب على الوزير السابق سليمان فرنجية والذي هو حليف قوي لسوريا وحزب الله!؟ اذن المصالح تجعل لبنان بؤرة للتجاذبات والمصالح الدولية والأوروبية والإقليمية وكل الشعارات ” لبنان اهم مني وغيرها” كانت لتقال في بداية الازمة وليس في أوّج الازمة هؤلاء الذين استقالوا وافتعلوا الازمة او حتى يحتلون لبنان هم من جعلوا لبنان في قلب التجاذبات…
نحن لسنا حزباً.. نحن امة حزب الله
اميركا سلّمت العراق الى إيران وفرنسا اليوم تسلّم لبنان الى إيران وحزب الله الذي انطلق منذ بداية تأسيسه عبر وثيقة ذكر فيها “نحن لسنا حزباً، نحن امة “حزب الله” أي دولة الإسلام في العالم وفي طليعتها إيران وهو القائل بلا مستحاً نحن جزء من هذه الامة أي من “الحرس الثوري” ففي مقدمة الدستور الإيراني نصّ يقول “ليست مهمة الحرس الثوري حفظ نظام الثورة الإسلامية في إيران فحسب وانما في فلسطين واليمن والعراق، وحزب الله جزء من هذه التفرعات الإيرانية وهو فرع من الحرس الثوري الإيراني.