الرياض فتحت الباب… فهل يُقدم الحريري؟

Share to:

الديار – ميشال نصر

ثلاثة مواقع استقطبت اهتمامات اللبنانيين امس، “بيت الوسط” الذي غادره سيده حاسما كل الكلام والتحاليل، بعدما تحوّل محجاً للسياسيين والوفود الشعبية، السراي الحكومي للوقوف على نتائج لقاءات رئيس حكومة تصريف الاعمال في ميونيخ، واهمها مع الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين والاجواء غير المريحة التي ظهرت، والجبهة الجنوبية حيث الترقب سيد الموقف انتظارا للرد وشكله، الذي وعد به امين عام حزب الله انتقاما لضحايا ضربات العدو الاسرائيلي من المدنيين.

فمع مغادرته بيروت، بعد “اجازة قصرية” حتمتها ظروف ذكرى الرابع عشر من شباط، حيث مر في امتحان صعب، حسم رئيس الحكومة السابق الشيخ سعد الحريري الامور، مؤكدا ان ظروف العودة السياسية وشروطها لم تكتمل، رغم نجاحه في اثبات حضوره وشعبيته وزعامته السنية، التي قد تكون فتحت له بابا بقي موصودا في العام 2023.

ولعل ابرز ما خلصت اليه الزيارة ما ورد على لسان الشيخ سعد امام حلقة ضيقة من المقربين منه، وفقا لاحد الحاضرين، حيث جزم ان لا رئاسة في المدى المنظور، رغم ان قرارا دوليا مبرما اتخذ بان لا تسلّم بعبدا مجددا للثنائي الشيعي، وان هوية الرئيس القادم تسووية، وبالتالي فان عودته عن قرار تعليق العمل السياسي لا تعني حكما عودته الى السراي، معتبرا ان الاجواء مع المملكة العربية السعودية ايجابية والعلاقة الى مزيد من التطور، وهو ما سيكون له انعكاس كبير على الساحة اللبنانية وعلى الوضع السياسي العام.في كل الاحوال وان بدا لافتا، المقاطعة البرتقالية التي لم يخفف وطأتها اتصال “الجنرال”، كما “الاشتراكية” التي اصر “بيكها” على حرده لبيت الوسط، رغم منطلقاتهما المختلفة، في ظل ردم مستمر للهوة بين “الحكيم” و “الشيخ”، كشف احد الديبلوماسيين في جلسة ضمته الى زملاء له، عن ان زيارة الحريري الى بيروت استكملت خلط الاوراق السياسية، التي بدأ مع معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، معتبرا ان صورة لقاءاته وما رافقها من معلومات رسمية دلت الى مجموعة من النقاط:

– الحريري دخل بيروت على متن عربة جرها ثلاثة احصنة: الاول روسي اذ تزامنت العودة مع وجود ممثله في موسكو حيث تلقى دعوة لزيارة الشيخ الى روسيا، والثاني اميركي تمثل في ان الزيارة الاولى الى بيت الوسط كانت للسفيرة الاميركية وما اعلنته من مواقف، والثالث سعودي، من خلال اطلالته الحصرية عبر قناة “العربية-الحدث”.

تمايزه الواضح عن الاطراف في ما خص الحرب الدائرة على الساحة الجنوبية، حيث انه لم يتطرق الى موضوع حزب الله من هذه البوابة، انما ابدى عطفه وتضامنه مع غزة، ممسكا العصا من الوسط، حيث لمس زواره ومَن ناقشه، انه يميل الى الجبهة التي تسعى الى حصول تسويات كبرى في المنطقة بعيدا عن منطق الحرب والدمار، وهو يؤيد الحلول الديبلوماسية جنوبيا.- نجاحه في اعادة الروح والتوازن الى الشارع السني، واخراجه من الاحباط الذي كان يعاني منه، وما سيترجم قريبا بكتلة نيابية وازنة، الى جانب الكتل الاساسية لـ “التيار الوطني الحر”، “القوات اللبنانية”، “الثنائي الشيعي”، “التقدمي الاشتراكي”، في اطار التحضيرات الجارية للتمهيد لانتخابات رئاسة الجمهورية متى حانت اللحظة.وختم المصدر بان الامور ما زالت في بداياتها، الا انها بالتأكيد تصب كلها في مصلحة اعادة التوازن السياسي الى الساحة اللبنانية، والذي كسر عام 2017 تاركا تداعيات كبيرة اوصلت الى ما اوصلت اليه من انهيار وازمات وشبه عزلة دولية فرضت على لبنان، مستدركة ان العقبات كبيرة والمعرقلين كثر.

لمتابعة أهم الأخبار إنضموا إلى قناة “لبنان بالمباشر” عبر هذا الرابط 👇:*https://whatsapp.com/channel/0029VaBBRZZ1noz12Wlsbk0M

Exit mobile version