الراعي متخوّف: الموقع المسيحي الأول بخطر

بشارة الراعي

Share to:

الديار – صونيا رزق

قالها البطريرك الماروني بشارة الراعي يوم امس في عظة الاحد، وبالفم الملآن لإفهام البعض ما قصده حين طالب برئيس توافقي، أي ان يكون قادراً على وقف النزاعات وشدّ أواصر الوحدة الداخلية، وان يكون صاحب خيارات سيادية لا يساوم عليها أمام الأقوياء ولا أمام الضعفاء لا في الداخل ولا في الخارج، وان يظل فوق الانتماءات الفئوية والحزبية، ولا رئيس تحد يفرضه فريقه على الآخرين تحت ستار التسويات والمساومات، أو يأتون ببديل يتبع سياسة الأصيل نفسها، فيتلاعبون به ويسيطرون على صلاحياته ومواقفه ويخرجونه عن ثوابت لبنان التاريخية ويدفعونه الى رمي البلد في لهيب المحاور.

الراعي توجّه الى المعنيين بالاستحقاق الرئاسي، والى بعض من يقوم بالبدع والفذلكات للتحكّم بمسار العملية الانتخابية ونتائجها على حساب الديموقراطية، الامر الذي ادى الى عملية فشل ذريع بالعملية الانتخابية على مدى خمس جلسات لانتخاب الرئيس، واصفاً ذلك بالمسرحية الهزلية التي أطاحت كرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد، ويحطّون من قيمة الرئيس المسيحي- الماروني، الامر الذي وصفه نائب معارض بالموقف الناري جداً، لانه تطرّق الى ما كان يُعتبر ضمن خانة الحظر السياسي والطائفي والمذهبي، لكن في الامس قالها البطريرك والصوت الصارخ لانّ الكيل قد طفح، لانه يشعر بوجود مخاوف من بعض مَن يريد سحب هذا المركز من ايدي المسيحيين وتحديداً الموارنة، لذا وانطلاقاً من هنا طالب وبعد فشل كل طاولات الحوار، بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل، والكيان والنظام الديموقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها، استنادا الى دستورها أولا، ثم الى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان، معتبراً أنّ أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي، من شأنه توريط لبنان في الأخطار.

وتابع المصدر المعارض: “لأول مرة اشعر انّ البطريرك مستاء بقوة ولهذه الدرجة، اذ لا احد يسمع صرخاته ومطالباته المستمرة بالاسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية، لانّ الظروف لا تحتمل بالتزامن مع المواقف الدولية، التي تحذر يومياً من ضياع لبنان وغيابه عن الخارطة، حتى انّ البعض حذر من انهيار مؤسسات لبنان نهائياً خلال عام، وهذا يعني انه لم يعد لدينا ترف الوقت، فيما النواب يماطلون وخصوصاً مَن أطلقوا على أنفسهم تسمية “نواب التغيير”، فيما هم بعيدون كل البعد عن هذا المسار، لانهم ساهموا في المزيد من الانشقاقات داخل المعارضة، ولا احد يعرف نياتهم الحقيقة سوى انهم يتخبطون، من دون ان يعرفوا حقيقة اسباب ذلك التخبط بسبب تشتتهم المستمر”.

واشار المصدر عينه، الى انّ الاصوات المعارضة للراعي، ستعلو كثيراً في الساعلت القليلة المقبلة، وبطريقة غير مباشرة أي من دون تسميته، لانّ ما طلبه لن يوافق عليه البعض، لذا ستبدأ “اللطشات” والسهام من بعض المحاور السياسية الرافضة لدعوته بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، وستبدأ الاقاويل والتفسيرات الخاطئة، والاتهامات التي ستوجّه قريباً وتصّب في خانات مختلفة، فيما هو من خلال ذلك يجدّد مطالبته باعتماد حياد لبنان، الذي يُعتبر الحل الانسب للابتعاد عن المخاطر القريبة والبعيدة، وبذلك نتجنّب كل ما يطوقنا من مشاكل المنطقة، ومما هو أبعد من المنطقة، لانّ لبنان كان وما زال يدفع الاثمان الباهظة عن غيره، وما جرى ويجري منذ عقود اكد انّ مبدأ الحياد هو المَطلب الصائب المحتاج الى ضرورة التنفيذ بأقرب وقت ممكن، ناقلاً عن بكركي خوفها الكبير على لبنان في هذه المرحلة بالذات، خصوصاً بعد تلقيها معلومات بأنّ الوضع لا يطمئن، وبأنّ الموقع المسيحي الاول بخطر في حال لم تتفق المراجع والاحزاب المسيحية وتوحّد كلمتها الان، وفي كل القضايا المصيرية الهامة، مشدّداً على ضرورة ان تقف كلها ومن دون إستثناء الى جانب بكركي، لا ان تكتفي بإصدار البيانات والكلام المعسول الفضفاض، لانّ كل هذا لا يفيد، خصوصاً من ناحية الاتفاق على اسم الرئيس المرتقب، وعدم ترك هذه المهمة لأفرقاء آخرين.

Exit mobile version