الراعي لا يزال مؤمناً بالمؤتمر الدولي لانقاذ لبنان: المشكلة ليست بالنظام إنمّا بالقفز فوقه

بشارة الراعي

Share to:

الديار – محمد علوش

منذ أيام قليلة أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار يشارة بطرس الراعي، “أنّ النقاط الخلافية يعالجها المسؤولون اللبنانيون اذا جلسوا على طاولة واحدة، لكن بما أنهم غير جاهزين للجلوس على طاولة واحدة، أنا دعيت إلى مؤتمر خاص بالدولة بإشراف الامم المتحدة لحل النقاط الخلافية”.

هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الراعي عن “مؤتمر دولي”، أو “لقاء دولي” أو “اجتماع دولي” يتعلق بالقضية اللبنانية، وبالطبع لن تكون الأخيرة بحسب مصادر مطّلعة على أجواء البطريركية المارونية، والتي تُشير الى أن الراعي يعلم أن سبب الأزمة خارجي، والحل لا يمكن أن يكون من الداخل أيضاً.

في شباط العام الماضي، تذكّر المصادر بأن البطريرك كان سبّاقاً برؤية الوضع الذي نعيشه اليوم من فراغ وخلافات وتوترات وعدم قدرة على الحوار والتشاور، وتمسك كل طرف بموقف ومرشح، مشيرة الى أن الراعي كان ولا يزال يعتبر أن استفحال الأزمة داخلياُ، وتطيير كل محاولات الحلول التي تُطرح، يدفعه للتمسك أكثر وأكثر بضرورة تدخل “الأمم المتحدة”، بشكل مباشر أو عبر أجهزتها، لتأمين انعقاد المؤتمر الذي من شأنه تثبيت الاستقرار في لبنان ومنع البلد من الانحدار نحو هاوية لا يخرج منها مجدداً.

لا يرى البطريرك الراعي أن أساس أزمة لبنان هي في دستوره أو نظامه، تقول المصادر، مشيرة الى أن أساس الأزمة هو عدم احترام الدستور، والقفز فوق النظام، وكأننا في مزرعة محاصصة، وبالتالي فإن الحل لا يكون بالدعوة الى تطيير النظام أو تعديل الدستور، إنما البداية يجب أن تكون من الاتفاق حول “أي لبنان نُريد”، لأن هذا التساؤل هو أصل الخلاف اليوم، واذا اتفقنا على لبنان واحد بجوهر موحد يمكن عندها البحث في الدستور والقوانين وشكل النظام.

تعلم بكركي أن ظروف مؤتمر دولي كهذا غير متوافرة بعد، لكنها لن تتوقف عن رفع الصوت للمطالبة له لكونه الملاذ الوحيد لانقاذ لبنان بعد أن ثبُت عدم قدرة السياسيين على ذلك، لكن بحسب المصادر فإن هذه القناعة لا تعني توقف الراعي عن مطالبة القوى السياسية والكتل النيابية بالتوجه الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية فوراً.

لا يهتمّ الراعي لاسم الرئيس بقدر اهتمامه بمواصفاته، فهو كان من أوائل الذين هاجموا فكرة “الرئيس القوي” لأنه يعلم دور رئيس الجمهورية الذي يجب أن يكون قادراً على الجمع لا أن يكون طرفاً بالصراعات لأن ذلك يُضعف موقع الرئاسة، فصلاحياته القليلة تجعله ضعيفاً بحال قرر المواجهة وتجعله قوياً للغاية بحال كان الجامع والضامن للحوارات والحلول، من هنا تؤكد المصادر أن الراعي بتواصله مع الجميع داخل وخارج لبنان يطالب بانتخاب الرئيس فوراً، وهو وإن كان لا يمانع الحوار بين القوى لانتاج رئيس، يفضل قيام النواب بدورهم الدستوري قبل أي أمر آخر.

لن تخرج فكرة المؤتمر الدولي من عقل الراعي، تقول المصادر، كاشفة أن البطريرك يطرح المسألة على كل ضيوفه الأجانب ويعمل بهدوء لتعزيز أهمية هذه الفكرة وإنضاجها، مع التشديد أن لا “أهداف مسبقة” يريد الوصول اليها من مؤتمر كهذا، سوى انقاذ لبنان، أما الطريقة فهي خاضعة للبحث.

Exit mobile version