الرئاسة معلقة بـ”حوار” برّي و”مفاوضات” حـ.ـزب الله – باسيل

Share to:

المدن – منير الربيع

يواصل الرئيس نبيه برّي دعواته إلى عقد جلسات انتخابية، على الرغم من النتائج المعروفة سلفاً. يعتبر برّي أنه لا بد من إعطاء المجال أمام عقد هذه الجلسات، طالما أن قوى متعددة لا تزال رافضة للحوار. على الرغم من ذلك، هو لن يتخلى عن فكرة الحوار لكنه ينتظرها أن تتبلور في عقول الجميع، لأن هذا الحوار سيكون السبيل الوحيد للاتفاق أو لتحضير الأرضية لتسوية سياسية في المرحلة المقبلة، إما أن تكون بمخرجات لبنانية أو تكون متلاقية مع جو دولي تشير التقديرات إلى أنه سيبدأ بالتبلور مع مطلع السنة الجديدة. سيستمر برّي بدعواته المتواصلة إلى رأس السنة. وبعدها لا بد من العودة إلى التفكير جدياً بالتشاور بين القوى اللبنانية في حال استمر الخلاف على كلمة “حوار”.

مقاومة التطويق
حزب الله أيضاً، ينتظر بروز معطيات جديدة على الساحة كما هو الحال بالنسبة إلى كل القوى. لكن الحزب يرفض أن يتم التعاطي معه بطريقة التصعيد، كما هو الحال بالنسبة إلى نظرته المشتركة مع إيران، بأن هناك محاولات لتطويقهما لدفعهم نحو الذهاب إلى التسوية أو تقديم تنازلات، علماً أن هذا يرتد بشكل عكسي لدى الحزب الذي يواجه التصعيد بتصعيد. لا تخفي المعطيات أن الحزب لا يزال على استعداده للذهاب إلى حوار أو نقاش، أو حتى تفاوض في سبيل الوصول إلى تسوية، لا يكون فيها متمسكاً بأي من خياراته، إنما يكون منفتحاً على كل الخيارات.

الأيام الماضية شهدت بعض التوتر على خطّ العلاقة بين الحزب وجبران باسيل، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها خروج باسيل من لقائه مع أمين عام الحزب، والعمل على تسريب مجريات اللقاء وتسريب الجو الذي يفيد بأن اللقاء لم يكن ناجحاً. كما أن باسيل استكمل مساره من فرنسا عبر التصويب على سليمان فرنجية بشكل علني. وهذا ما أزعج الحزب أكثر. وقبل أيام، أبلغ باسيل حزب الله بشكل حاسم ونهائي أنه لن يوافق على ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، علماً ان حزب الله كان لا يزال يسعى إلى دفع باسيل للموافقة على هذا الخيار. وبالتالي، يتمكن الحزب في خوض المعركة بفرنجية. إذ يعتبر أنه حينها سيكون قادراً على إيصاله في حال وفّر له دعماً مسيحياً من قبل التيار الوطني الحرّ. الأسبوع المقبل سيشهد إعادة للتواصل بين باسيل والحزب، ويتم التحضير لعقد لقاء بينه وبين رئيس وحدة الإرتباط والتنسيق، وفيق صفا.

الداخل والخارج
كل ذلك يندرج في خانة تمرير الوقت، بانتظار ما يمكن أن يظهر خارجياً ويؤدي إلى دفع الساحة الداخلية نحو حراك سياسي متجدد وجدّي، يمكن له أن يؤدي إلى تحقيق نتائج. هذا بالأساس ما يركز عليه رئيس مجلس النواب، والذي يعتبر أنه لا بد من حوار داخلي يتقاطع مع التحركات الخارجية، ولا سيما على خطّ فرنسا والمملكة العربية السعودية بشكل يمكن البناء عليه، لتحقيق تقدم في المفاوضات، سعياً للوصول إلى التوافق.

يمسك نبيه برّي بخيوط كثيرة يمكنه من خلالها الإنطلاق في مساعيه، على صعيد العلاقات الداخلية بين القوى المختلفة، وثانياً على صعيد العلاقات مع الخارج، ولا سيما مع الدول العربية، من خلال توليه القيام بمسعى توافقي متضمناً الضمانات المطلوبة من الجميع، وتخفيف حدّة التوتر في المواقف.

Exit mobile version