صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” البيان الآتي:إنّ الفريق الذي يقف وراء جريدة “الأخبار” هو فريق منعدم الأخلاق المهنية والشخصية، يفتقد للاستقامة، لا يُدرك معنى الحقيقة، وأبعد ما يكون عن المصداقية والمهنيّة. وقد طالعتنا اليوم، هذه الجريدة، كما درجت عادتها السّامة، بجملة من القُيوح والفبركات والدسائس، عبر استكتاب أحد أقلامها الصفراء، بنهجٍ معلّب ومكرّر، وسردٍ شيطانيّ كاذب، أبسط تعليقٍ عليه، وبكلّ أمانة وموضوعية ودقّة، بأنّ حرفًا واحدًا ممّا هو مكتوب بحقّ “القوات اللبنانية” ورئيسها في جريدة اليوم، ليس صحيحًا البتّة، ومن البديهي توصيف الهدف من هذا الأسلوب العار على الصحافة في لبنان، بأنّه محاولة يائسة بائسة، للنيل من “القوات”، محاولة أكل عليها الدهر وشرب.
وعليه، يهمّ الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية” استعراض بعض النقاط العريضة للدلالة على زيف المقال ونفاق كاتبه وخساسة الجريدة وانحطاط مَن يقف وراءها، في حين نترك للبنانيّين الحكم على ما تبقّى، هم الذين عانوا وما يزالون من المنطق الأعوج والاستراتيجيات الكارثية والايديولوجيات التدميرية لرعاة هذه الجريدة.
أوّلًا، مَن يُلاقي العدوّ الإسرائيلي، هو الذي أشار ودلَّ وحدَّد مكان السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين وقادة حزب الله من إبراهيم عقيل وأحمد وهبي وغيرهما، وهو مَن أخبَرَ إسرائيل من سنتين بنيّة حزب الله شراء مجموعة أجهزة “البايجر” و”الووكي توكي”، أمّا مواقف “القوات اللبنانية”، كلّ مواقفها، فهي هي، لم تتبدّل ولم تتغيّر، منذ 40 عامًا حتى اليوم، مواقف واضحة علنية شفّافة مباشرة، تُطالب بقيام دولة فعلية، وقد دفعت “القوات” الثمن غاليًا، في مطالبتها بتطبيق اتفاق الطائف، عبر تسليم سلاح كل الميليشيات، وتحديدًا سلاح حز ب الله الذي أصرّ ومازال على نسف الدستور، وبالتالي مواقف “القوات” لم تتبدّل مع أي أحداث، ولم ترتبط لا بخطط من هنا ولا بأجندات من هناك، في حين أنّ ما نعيشه اليوم، هو نتيجة ما آلت إليه نظريات ومعادلات وارتباطات وتجارة الأوهام لدى الآخرين.
ثانيًا، الكلام عن برنامج لرئيس “القوات” يقوم على “الاستعداد للتعامل مع حزب الله على أنّه تنظيم مثل داعش” وأنّ “جعجع يعتقد أنّه لن يكون صعبًا وضع استراتيجية تقول إنّ حزب الله يقف وراء كل الخراب”، هو افتراء وقح، فمن أين أتى الكاتب، الموبوء بالدسائس، بهذا الكلام؟ وأين سمع الدكتور سمير جعجع يتحدّث بهذا الأمر أو يُشبّه حزب الله بداعش أو يُروّج لهكذا استراتيجية؟ إنّ ما ورد هو جملة من الدَجَل، لا صحّة له، وفي كافة الأحوال نعيد صاحب هذا المقال، ولو أنّه لا فائدة من إعادته إلى أي حقيقة، نعيده إلى عدة تصاريح للدكتور جعجع يقول فيها “إن أقصى ما يتمناه هو أن يتحول حزب الله إلى حزب سياسي”.
ثالثا، إنّ ما ورد في المقال الأصفر نفسه ومفاده “بحسب معلومات الحكيم، فإنّ إسرائيل تُعدّ لهجوم ضخم وكبير يستهدف الوجود العسكري والأمني الإيراني في لبنان” وبأنّ “جعجع يعتقد بأنّ إسرائيل ستنفّذ إنزالًا بحريًا وجويًا كبيرًا في منطقة الجناح حيث مقر السفارة…”، هو كلام مفبرك جملة وتفصيلًا، فمن أين خرج الكاتب المخادع بهذه “التخبيصات” وكيف عرف بماذا يعتقد أو لا يعتقد رئيس “القوات”؟
إنّ للنّفاق حدود، إلّا مع الممانعة وأدواتها الإعلامية.أخيرًا، وبكافّة الأحوال، إنَّ مَن تسبّب بهذه الحرب العبثية، غير اللبنانية، لم يأخذ بعين الاعتبار ولو لحظة أيّ مصلحة لبنانية، وهو بذلك يؤكّد أنّه هو نفسه العميل المتعامل والمتواطئ على اللبنانيّين، وأنّه هو نفسه العدوّ الأكبر للشعب اللبناني كلّه.يكفي إلقاء نظرة واحدة على حالة جنوب لبنان، يكفي القيام بجولة واحدة على شوارع وأحياء البقاع وبيروت والجبل والشمال، لنتلمّس مدى الأسى والألم والوجع والأضرار الفادحة التي تسبّب بها مَن استجلب هذه الحرب، من دون أي سبب، ولا لشيء، سوى لإرضاء أسياده، وفقط لأنّ آخر همّ لديه لبنان واللبنانيّين.