“الخماسية” حدّدت مواصفات الرئيس وتركت اختياره للبرلمان

Share to:

“الأنباء” الكويتية – منصور شعبان وخلدون قواص وداود رمال

أكدت معلومات خاصــة لـ«الأنباء» أن الأجواء والبوادر والبشائر الإيجابية التي تم التحدث عنها في الآونة الأخيرة بخصوص انتخاب الرئيس أنهت عمليا مواصفات الرئيس المقبل، بحيث تم التوافق عليها من قبل جميع الأطراف السياسية اللبنانية مع اللجنة الخماسية.

وأشارت مصادر إلى أن البحث يجري حاليا بين الأطراف السياسية المعنية بالانتخاب مع اللجنة الخماسية على من تقع عليه هذه المواصفات المتفق عليها، وبدأت الدخول في التفاصيل المحيطة بعملية الانتخاب والتحضير للمناخات والأجواء والخطوات الحاسمة لإنجاز الاستحقاق بعيدا عما يحصل في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية.

وشددت على أن اللجنة الخماسية خلال جولاتها على القوى والقيادات السياسية اللبنانية تركت لها أن تقدم ما لديها من أسماء تنطبق عليها هذه المواصفات، وأن اللجنة الخماسية لن تدخل في لعبة اختيار الأسماء وليس لديها أي مرشح وإنما لديها مواصفات متفق عليها وهي الخطوة الأولى نحو إجراء الانتخابات، وهذا الأمر متروك للعبة الديموقراطية في المجلس النيابي بعقد جلسة أو جلسات لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولفتت إلى أن الكتل النيابية التي ما زالت حتى الآن غير متفقة على اسم، وهذا يعني أن اسم الرئيس ما زال مجهولا رغم طرح العديد من الأسماء في التداول، وتؤكد المصادر المتابعة أن اللجنة الخماسية لن تدخل في بازار الأسماء، وهذا الأمر متروك للكتل النيابية اللبنانية للتوافق والاتفاق على اسم أو اسمين أو اكثر لخوض الانتخابات الرئاسية في المجلس النيابي بعقد جلسة أو جلسات متلاحقة.

وأشارت المعلومات الى أنه من شبه المؤكد أن انتخاب الرئيس تم تأجيله إلى ما بعد عيدي الفصح والفطر لاستكمال الخطوات العملية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وأكدت أنه لا ربط بين الانتخابات الرئاسية في لبنان وما يجري من عدوان إسرائيلي على غزة وعلى جنوب لبنان وما يحكى عن هدنة هو شأن فلسطيني ويتأثر به لبنان.

في السياق، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في مستهل جلسة مجلس الوزراء، «انشغالاتنا الداخلية لا تنسينا أهوال الحرب على غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وسقوط الشهداء وتدمير البلدات والمنازل وحرق المحاصيل وتهجير الأهالي، وسنظل نعمل للاتفاق على هدنة وإيقاف حرب التدمير والإبادة وعودة أبناء الجنوب إلى بلداتهم وقراهم رغم كل ما يحصل، وإننا على ثقة بأن الهدنة التي يجري العمل عليها في غزة ورغم نبرة التهديدات العالية التي تطلقها إسرائيل، ستشمل دول المنطقة ونشهد استقرارا طويل الأمد».

وحول الملف الرئاسي، قال: نشهد حاليا تحركا لـ «كتلة الاعتدال» و«اللجنة الخماسية»، وبمثل ما نقدر اهتمام اللجنة الخماسية من السفراء وأصدقاء لبنان بالحرص على إنجاز الاستحقاق الدستوري وبانتخاب رئيس للجمهورية، فإني «أؤكد باسمي وباسم مجلس الوزراء وجوب الإسراع باستكمال عقد المؤسسات الدستورية. والمسؤولية الأولى والأساسية في هذا الاستحقاق تبقى علينا نحن اللبنانيين ولا يجوز ان تعيق الخلافات الداخلية أولوية العمل على اكتمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس جديد للبنان».

ويسود الترقب لزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية ومصر لبحث الجهود الآيلة إلى اتفاق هدنة في غزة، عله يبرد الجبهة الجنوبية، ناهيك عن كون الولايات المتحدة عضو «المجموعة الخماسية» العربية- الغربية التي تبحث حل أزمة انتخاب رئيس للبنان.

ولهذه الغاية، استأنف سفراء الدول الأعضاء في اللجنة نشاطهم، بداية من الاجتماع برئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي أمس الأول، ثم مع الرئيس اللبناني السابق ميشال عون فالرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط  ورئيس «حزب القوات اللبنانية» د.سمير جعجع أمس.

الرئيس العماد ميشال عون استقبل السفراء في دارته في الرابية، وأطلعوه على خلاصة لقاءاتهم وخطة تحركهم الهادفة لإتمام الاستحقاق الرئاسي.

وشدد الرئيس عون على ضرورة ان تتوافر لدى المرشح الرئاسي النية والقدرة على معالجة الأزمات التي يعاني منها لبنان وبخاصة ما يطول الاقتصاد والأمن، ومتابعة التحقيقات في الجرائم المالية.

وقال سفير مصر في تصريح بعد اللقاء «تشرفنا باستقبال الرئيس عون لنا، وفي الحقيقة كنا حريصين على لقائه لأمرين هامين، أولا لرمزيته السياسية، والأمر الآخر لخبرته وتجربته الطويلة. وفي الحقيقة حرصنا على الاستماع إلى نصائحه وعرضنا عليه خطتنا للتحرك في الفترة القادمة، وما تتصور له الخماسية من مسار يمكن انتهاجه في الايام القليلة القادمة وصولا إلى انتخاب الرئيس. وقدم لنا نصائح كثيرة وهامة وأعتقد ان هذه النصائح ستفيد كثيرا عمل اللجنة في لقاءاتها القادمة مع مختلف القوى السياسية ولدينا يوم حافل باللقاءات وننتهي، وتستكمل ان شاء الله في مطلع الشهر القادم مع باقي الكتل السياسية وصولا إلى الحصول على ارضية مشتركة تسمح لنا بأن نحدث اختراقا في هذا الملف الصعب، وهذه الجهود جميعا نرجو ان تصب في ان ننتهي من هذا الملف في أسرع وقت ممكن».

من جهته، قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، خلال قداس بعيد القديس يوسف: «زارتنا لجنة السفراء الخماسية، وأطلعتنا على نشاطاتها وتطلعاتها وخريطة عملها. فقدرنا تعبها وجهودها وتمنينا لها النجاح وأعربنا عن استعدادنا لمؤازرتها. وقلنا للسادة سفراء هذه الدول الصديقة والفاعلة بجدية لخلاص لبنان: ست سنوات مضت في عهد الرئيس العماد ميشال عون، ألم تكن كافية للتوافق على شخص خلفه؟ وها هي الجمهورية من دون رئيس وتعيش في حال من الفوضى منذ سنة ونصف، فماذا فعلوا من أجل التوافق على شخص الرئيس؟ وصارحت السادة السفراء، أن طريق الحل مرسوم في الدستور، وأن التوافق على شخص، على الرغم من جمال الكلمة، مناف للدستور وللديموقراطية وللمنطق في جو الانقسام السائد في البلاد. فالتوافق كما نرى يعطي حق الڤيتو على الأشخاص، ويخلق العداوات مجانا في عائلتنا اللبنانية. هناك فرق كبير بين وضع ڤيتو على هذا أو ذاك من الأشخاص وعدم التصويت له. الحل في الذهاب إلى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس وفقا للمادة 95 من الدستور، من بين الأشخاص المطروحة أسماؤهم أو غيرهم وكلهم جديرون، وذلك في جلسات متتالية. وبنتيجة الاقتراعات يتوافق النواب على اختيار الرئيس الذي تحتاج إليه البلاد في الظروف الراهنة، والذي يحصل على العدد المطلوب من الناخبين يكون هو الذي يتوافقون عليه».

بدوره، قال رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد استقباله سفراء «اللجنة الخماسية»: «هذه دول صديقة للبنان وتحاول أن تساعد في انتخاب رئيس الجمهورية ولذلك كنت صريحا معهم بأن المشكلة هي لدى محور الممانعة لأنه لا يريد انتخابات أو يريدها على قياسه».

وأضاف: «جوهر المشكلة محور الممانعة وعليهم البحث هناك ولم نطرح خلال اللقاء أسماء». واعتبر ان الرئيس بري «عامل Babysitter لمحور الممانعة وهوي فخوت طرح الاعتدال». وتابع: «ما شفت أشطر منو للرئيس بري بتضييع الشنكاش».

Exit mobile version