المركزية
طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب القضاء بالقيام بمسؤولياته في محاسبة القاضي طارق البيطار ومن شارك في وصول باخرة النيترات وطمس الحقيقة.
وجه الشيخ الخطيب رسالة الجمعة قال فيها: ونحن نمر اليوم في لبنان بأوضاع صعبة وقاسية يمتحن الله فيها ايماننا يقول سبحانه وتعالى في ذلك (احسب الناس ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلكم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) صدق الله العلي العظيم.
ان الايمان الذي وعد الله عليه المؤمنين الاجر العظيم، ليس مجرد لقلقة لسان وانما هو عمل وفعل ايضاً، الى جانب انه اعتقاد، ولقد اقسم سبحانه وتعالى على ان الانسان لفي خسر، الا مع الايمان المكتمل بالعمل الصالح واعلاه شأناً التواصي بالحق والتواصي بالصبر الذي يزيد من فاعلية الايمان بالتذكير بما يقتضيه من التمسك بالحق والثبات عليه وحاجته الى الصبر.
ومع علمنا ان ما نمر به من صعوبات في العيش هو امر تكرر في حياة اللبنانيين خلال اقل من عقدين تخللهما حال من الانتعاش الاقتصادي والرفاه النسبي، ولكن الازمة كانت تتكرر ويعود اللبنانيون ليعيشوا حالة العوز والحاجة، وتتكرر المأساة مرة اخرى لديهم لعدم وجود نية حقيقية بالاعتماد على انفسهم في بناء بلدهم بالامكانيات التي يمتلكونها والاكتفاء بالاعتماد على فكرة ان العالم بحاجة اليهم لما يؤديه البعض من خدمات سياسية وامنية وبسبب ارتباطاتهم الخارجية التي يعتقدون انها تحميهم من مخاوف زرعها هذا الخارج في عقول بعضهم ليكون ذريعةً له للتدخل في شؤون بلادنا لتحقيق مصالحه، وهذا امر بات واضحاً لا ينكره الا من لا يريد الاعتراف بالحقيقة ويتلطى وراء خيال اصبعه، وهو يحاول دائماً ان يحيل اسباب تخلفه وازماته الى عوامل هي بالاحرى مكمن قوته واستقلاله التي تتيح له النهوض وبناء اقتصاده الذاتي دون اضطراره للجوء الى الاستدانة والتبعية الاقتصادية والسياسية لاحقاً كما يحصل الآن، وتحميل قوى المقاومة تبعات الازمات الاقتصادية والسياسية وهي سياسة متكررة يراد من خلالها دفع الشعب اللبناني الى الضغط عليها لتخرجها من دائرة الفعل وتسليمها بعد ذلك كما فُعل بالقضية الفلسطينية وقواها مع الفارق في الاداء والانجاز”.
وتابع “ان التدهور الاقتصادي والتردي المعيشي المترافق مع الخلافات السياسية وتعطيل العمل الحكومي يلقي باسوأ التبعات على المواطنين المنهكين اصلا بفعل التراكمات في الأداء السياسي والاقتصادي الفاشل الذي أغرق لبنان في الديون ليكون فريسة التآمر الدولي الذي تنسج فصوله الغرف الصهيو اميركية لاخضاع لبنان لنهج التطبيع والقبول بالتوطين وإيجاد شرخ بين المقاومة وشعبها. من هنا نؤكد ان الحصار والعقوبات المفروضة على لبنان وسوريا فصل جديد يستكمل عملية ضرب لبنان واضعاف مؤسساته من خلال رعاية المشروع الصهيو أميركي لادواته المتمثلة بالطبقة السياسية الفاسدة المسؤولة عن التدهور المتدحرج الذي ادى الى الانهيار الاقتصادي في لبنان، فهذه الطبقة التي تشتمل على رجال سياسة واعلام واعمال واقتصاد وقضاة تورطت عن عمد او غير قصد في خدمة المشروع الاسرائيلي ليس في لبنان وحسب انما في المنطقة العربية والاسلامية، ومما يؤسف له ان يكون بعض القضاء اللبناني شريكا في التآمر على لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه، فيما كان المطلوب ان يكافح القضاء الفساد المتفشي في جسم الدولة فيجتثه من الجذور ويمنع سقوط لبنان في الانهيار. لذلك فاننا نطالب القضاء اللبناني بالقيام بمسؤولياته الوظيفية والوطنية والاخلاقية في محاسبة القاضي البيطار وكل من شارك في وصول باخرة النيترات وتستر عليها وتاجر بها وطمس الحقيقة واسهم في وقوع جريمة العصر في مرفأ بيروت”.
واردف “واذا كانت هذه المعركة مستمرة ودائمة لكنها هي التي ستحسم في النهاية النتيجة لصالح الشعب اللبناني اولاً قبل ان تكون لصالح احد آخر، ولكننا لا نستطيع في خلال ذلك ان نقف نحن ابناء هذا الشعب الصابر والمضحي من دون ان نسهم في تقوية جبهتنا الداخلية، وان نطبق ما دعانا الله اليه ونشكل شبكة امان ورابطة ايمان بالعمل على تعاهد امورنا بالالتفات الى نقاط الضعف فينا فنعمل على تقويتها بما امكن مادياً ومعنوياً، فالعدو يعمل على الجبهتين معاً: الافقار المادي وقد اعانه على ذلك المفسدون من اهل الطمع والتسلط وسوء الادارة ساعد على ذلك فساد النظام الطائفي الذي يصر اهله على التمسك به رغم ما ينتجه من تكرار للحروب والفساد ، وعلى الافساد المعنوي بتفكيك قوانا وايجاد التناقضات بيننا للوصول الى مبتغاه وقلب المعادلات الداخلية، واعدين الناس بالمن والسلوى ولكن تذكروا ان هذا المن والسلوى لن يكون لنا وليس لنا الا الاعتماد على انفسنا وان الضعيف لن يحترمه احد ، لذلك ندعو اخواننا المقتدرين نسبياً وكل بمقدار ما يستطيع ان يمد يد العون للمحتاجين حتى نعبر هذه المرحلة ونحن مرفوعو الرأس بإذن الله واعلموا ان الله معكم ما دمتم معه وان الله مع الصابرين فهو نعم المولى ونعم النصير، اصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون”.