الخارجية الاميركية تكشف سبب اعفاء ايران من العقوبات..

Share to:

بعد ثماني جولات من المفاوضات في فيينا، دخلت أمس القوى الكبرى في جولة ثامنة حاسمة مفترضة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 الذي فقد الكثير من قيمته، وباتت آجال القيود التي يفرضها على وشك الانتهاء. لذا، يبدو المفاوضون عند منعطف، فإما تحقيق الاختراق وإعادة تفعيل الاتفاق النووي، أو الإخفاق وطي صفحة فيينا والاتفاق معاً.

ويظهر المسؤولون الأميركيون حماسة لافتة لاحتمال التوصل إلى اتفاق. وفي إشارة إلى حسن النية، أعلنت واشنطن، الأسبوع الماضي، رفع بعض العقوبات عن طهران، وقالت إنه بإمكان الروس والصينيين والشركات الأوروبية الحصول على استثناءات من العقوبات الأميركية، للانخراط في نشاطات مع بعض النواحي المدنية للبرنامج النووي الإيراني السلمي.

وأثار رفع العقوبات مخاوف من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لاتفاق ضعيف مع إيران، وخصوصاً بعد التقارير عن انقسام في فريق التفاوض الأميركي.

ويصر معارضو الاتفاق النووي على أن العقوبات هي الرافعة الأقوى في يد واشنطن، ويحذرون من أنه إذا شرعت في رفع العقوبات من دون أن تقدم إيران أي شيء في المقابل، فلن يكون في يدها أي “سلاح” للضغط.

الناطق الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ شرح لـ”النهار العربي” حيثيات رفع العقوبات الأميركية عن طهران والتوقعات من الجولة الراهنة.

وحرص وربيرغ على توضيح طبيعة الإعفاءات التي تمت أخيراً، مؤكداً أن واشنطن لم ولن ترفع العقوبات المتعلقة بأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم، أو تلك المتعلقة بتمويل شبكات إرهابية.

وذكر أن الولايات المتحدة أعادت الإعفاء من العقوبات لتمكين أطراف ثالثة من المشاركة في مشاريع عدم انتشار الأسلحة النووية والسلامة في إيران، لا سيما في ما يتعلق بزيادة مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران. وقال: “إذاً بوجود هذه الإعفاءات يمكن إجراء مناقشات فنية مفصلة مع أطراف ثالثة بشأن التخلص من مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران. وبالتالي تسمح الإعفاءات لهذه الأطراف بضمان تقييد برنامج إيران النووي”.

وذكّر الناطق بتقديم واشنطن إعفاءات مماثلة حتى بعد انسحابها من الاتفاق النووي لضمان عدم انتشار الأسلحة النووية.

إلى ذلك، شرح أن المناقشات الفنية التي تتيحها هذه الإعفاءات ضرورية في الأسابيع الأخيرة من محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة، “وسيكون الإعفاء بحد ذاته ضرورياً لضمان الامتثال السريع من إيران لالتزاماتها النووية. وحتى إن لم تنجح المحادثات في فيينا، فإن هذه المناقشات التقنية قد تسهم إيجاباً في تحقيق أهدافنا بعدم انتشار الأسلحة النووية. لأن الهدف الأساسي وراء كل هذه المناقشات والعمل الجاد، أن لا تتمكن إيران من امتلاك أسلحة نووية، وهذا هو الموقف الأميركي الأساسي”.
“الوقت هو الآن”

وعن توقعات واشنطن للجولة الثامنة، قال إن إدارة الرئيس جو بايدن “كانت صادقة وثابتة في اتباعها مسار الدبلوماسية الهادفة لتحقيق عودة متبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، ومعالجة مجموعة كاملة من مخاوفنا مع إيران منذ اليوم الأول”، معتبراً أن الكرة صارت في ملعب إيران لتثبت جديتها.

وجدد وربيرغ تأكيد واشنطن أن العودة إلى الاتفاق المتبادل هي أفضل خيار لتقييد برنامج إيران النووي، “بالتالي نود أن نرى إيران جدية في هذا الأمر، لأن الوقت للعودة للاتفاق هو الآن، وقد يصير الأمر أصعب مع مرور الوقت، وإذا قامت إيران بتطوير برنامجها أكثر”. وبدا واثقاً من إمكان الوصول والتنفيذ والتفاهم بسرعة بشأن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، إذا تعاملت إيران مع المحادثات في فيينا بجدية وإلحاح. وكرر أن باب المفاوضات لن يبقى مفتوحاً إلى أجل غير مسمى، مع استمرار اتخاذ إيران خطوات نووية استفزازية.

Exit mobile version