تحقيق نضال العضايلة
في الخامس من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الزراعة الأردنية، إغلاق أسواق المواشي في محافظات المملكة لمدة 14 يوما بعد رصد إصابات بعترة جديدة لفيروس الحمى القلاعية.وعلى الفور قامت الوزارة بتحصين 4 ملايين رأس من الأغنام والأبقار ضمن حملة التحصين الوطنية لمرض الحمى القلاعية، قائله، إن المطعوم السابق “أثبت نجاحه”.
وأضافت الوزارة في ذلك الوقت إنه لم تسجل أي حاله من العترة السابقة في الأغنام والأبقار، إذ إن أغلب الحالات التي سجلت في الظليل هي من العترة (متحور جديد) التي عملت الوزارة حاليا على توفير المطعوم الخاص بها وتسجيلها والسماح للقطاع الخاص باستيرادها.إلى ذلك قررت الوزارة تعليق استيراد الأعلاف الخشنة من العراق مؤقتا، وإجراء المخاطبات اللازمة لتحمل الوزارة رسوم مكب النفايات لتخلص من الحيوانات النافقة، محاصرة البؤر في منطقة الإصابة وعدم انتقالها إلى المناطق المحيطة ضمن البروتوكول المرعي.
ومع إزدياد تفشي مرض الحمى القلاعية، تتجه الحكومة لتشكيل لجنة تحقيق تأخذ الصفة الدولية للوقوف على أسباب دخول المرض إلى الأراضي الأردنية وتسببه في خسائر كبيرة لقطاع الثروة الحيوانية.
وتصنف الحكومة الأردنية الحمى القلاعية بأنها مرض جديد على البلاد وغير مستوطن فيه قد يكون انتقل من العراق، وهو خطر على الحيوانات ولكن لا علاقة له بالبشر، ولا ينتقل إلى الإنسان لا عبر اللحوم ولا عبر المنتجات سواء الحليب أو الألبان أو غيره، وهو ليس من الأمراض المشتركة مع الإنسان.أصوات مربي الثروة الحيوانية وخاصة مزارع الأبقار إرتفعت تطالب الحكومة للإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مواشيهم ووقف حالات النقوق التي تشهدها منذ أكثر من شهر ونتجت عنها خسائر كبيرة وتؤثر على الأمن الغذائي، من خلال نقص اللحوم الموردة إلى السوق والحليب ومشتقاته.لبنان بالمباشر وقفت على تطورات وتداعيات هذه القضية التي باتت تؤرق الجميع حيث التقت وزير الزراعة الأردني خالد حنيفات الذي قال: أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على اسباب دخول العترة الجديدة من الحمى القلاعية إلى الأردن.وأضاف: إن الوزارة أمنت 4 ملايين جرعة لقاح ضد الحمى القلاعية منها 360 ألف جرعة من منظمة الفاو، والبقية على نفقة الوزارة.وأكد أن الوزارة بدأت باجراءات تعيين 50 طبيبيا بيطريا جديدا، مشيرا إلى أن المستشفيات البيطرية الثلاثة سترى النور خلال العام الحالي.وأشار إلى أن الوزارة بصدد إنشاء 3 مستشفيات بيطرية بكل من الطفيلة وجنوب عمان وجامعة العلوم والتكنولوجيا، كما سيتم تعيين 60 طبيبا بيطريا.وعقب إجتماع لجنة الزراعة في مجلس النواب الأردني صرح رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، إن اجتماع لجنة الزراعة لبحث قضية الحمى القلاعية “ليس رفع عتب”.
وأضاف الصفدي خلال الاجتماع الذي عقد، اليوم الأحد، أن مجلس النواب والحكومة يعملان على مدار الساعة للحد من آثار أزمة انتشار الحمى القلاعية في الأردن، مؤكدا أن مجلس النواب يسير بتوجيهات جلالة الملك المستمرة في تعزيز الأمن الغذائية للمملكة.من جانبه، قال رئيس لجنة الزراعة والمياه والبادية محمد العلاقمة، إن اللجنة ستوصي بتأجيل قروض مربي الثروة الحيوانية “الأبقار” لمدة عام على أن يعاد مراجعة القرار بعدها.ولفت إلى أن اللجنة ستعمل بالتشارك مع الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة على رفع بدل التعويض للمتضررين، مبينا أن قطاع الثروة الحيوانية من أهم القطاعات والتي من الواجب تقديم الدعم اللازم لهم ضمن الامكانيات.
رئيس جمعية مربي الأبقار علي غباني لـ”للبنان بالمباشر” إن البيانات المتاحة حتى الآن تشير إلى نفوق أكثر من ألف رأس من الأبقار والعجول بسبب مرض الحمى القلاعية، وإتلاف كميات كبيرة من الحليب تجاوزت 300 طن، لعدم سلامة بيعها واستخدامها، وأن الخسائر في ارتفاع يومي والمستثمرين في هذا القطاع وصغار المربين يعانون الأمرين.وأكد على غباني أهمية الإسراع في تأمين اللقاحات البيطرية للأبقار وخاصة المواشي، وكذلك العمل على تحديد الأسباب التي أدت إلى تفشي المرض ودخوله الأردن ومحاسبة المقصرين.إلى ذلك بين رئيس جمعية مربي الماشية المهندس زعل الكواليت في تصريح “للبنان بالمباشر”، انه وبخصوص تأثير الحمى القلاعية على أسعار اللحوم، قائلا “قد تنخفض أسعار لاعتماد الأردن على التصدير من ناحية الخراف البلدية، وكذلك الحال بالنسبة للحليب”.
وتابع إن خسائر مربي الأبقار نتيجة لمرض الحمى القلاعية قدرت نحو 25 مليون دينار لنقص الحليب ونفوق أعداد كبيرة منها.نقيب المهندسين الزراعيين علي أبو نقطة، في حديثه إن أزمة الحمى القلاعية التي أصابت الأبقار في منطقة الظليل ستنتهي قريبا.وأكد أبو نقطة أن أزمة الحمى القلاعية محصورة جغرافيا في منطقة واحدة “الضليل” لكنها كلفت وأرهقت مربي الأبقار.
ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة نبيل عساف، إلى أنه في إطار مكافحة مرض الحمى القلاعية واستجابة لطلب الحكومة الأردنية قامت المنظمة بتخصيص برنامج تعاون فني طارئ بقيمة 308 آلاف دولار في نهاية 2021 أنشطة مختلفة للمساهمة في تخفيف أثر هذا المرض، حيث باشرت المنظمة بالتعاون مع وزارة الزراعة بإرسال العينات التي تم جمعها من الميدان إلى مختبرات Pirbright المرجعية في المملكة المتحدة يخصها، وتحديد عترة الفيروس وإجراء فحص مطابقة اللقاح من خلال المفوضية روبية لمكافحة مرض الحمى القلاعية EUFMD التابعة للمنظمة.ووسط مخاوف من انتشار هذا المرض بين البشر بخاصة العاملين في تربية ورعاية المواشي، تتباين الآراء حيال خطورته وتأثيره على الإنسان، إذ تقول وزارة الزراعة إن فيروس الحمى القلاعية ذو تأثير لا يذكر على البشر، بينما تؤكد مؤسسة الغذاء والدواء أن أعراضه تظهر عند ملامسة الحيوان.