الحريري اخلّ باتفاقه مع بري…. هل انتهت “الحريرية السياسية”؟

Share to:

الديار:

اعتذر الحريري صحيح، وقد يكون رمى مسؤولية التعطيل عنه، ولكن ماذا بعد؟ هل انتهت «الحريرية السياسية» اقله مرحليا مع خروج الحريري من الحلبة الحكومية، وهو على قطيعة مع السعودية؟ وهل المملكة ستعود الى لبنان مع اعتذار الحريري ؟ وما السبيل لعودة سعودية، لا بد ان تقابل ايضا بالضوء الاخضر الحكومي من حزب الله؟

كل هذه الاسئلة مشرّعة على اكثر من جواب، ولعل الاجابات عليها تحتاج لوقت كي تتبلور الصورة، لكن الجديد الذي يمكن الانطلاق منه، ما اعلنه الحريري في مقابلته التلفزيونية بعدما حسم الامر قائلا: «لن نسمي كمستقبل احدا لرئاسة الحكومة المقبلة»! وهنا المشكلة الاساس! فاي سني سيرضى بتكليف بلا غطاء سني؟ وهل نكون امام تكرار لتجربة حكومة حسان دياب؟



على هذا السؤال، ترد مصادر مطلعة على جو الحريري بالقول: بعد كلام الحريري بان «المستقبل» لن يزكي احدا لرئاسة الحكومة، لا نعتقد ان ايا من الشخصيات السنية التي لها ثقلها في الساحة السنية مستعدة للقبول بالمهمة، وتضيف: كيف يمكن ان يقبل احد من «نادي رؤساء الحكومات السابقين» بما لم يقبل به الحريري وحتى لو قبل، فعندئذ يُواجه سنيا في الشارع الذي ينقلب ضده، وتشير المصادر الى انه يبدو حتى اللحظة ان اية حكومة ستتشكل حتى برئاسة اي نائب سني مستقل ستكون هزيلة على شاكلة حكومة حسان دياب.ad

ولكن ماذا عن هجوم الحريري التصعيدي على حزب الله؟ هنا، تعلق المصادر المطلعة على جو الحريري بالقول: بالامس خرج الحريري من المعادلات، وبالتالي لم يعد مضطرا لمهادنة حزب الله الذي لم ير منه ايجابية تسهّل مهمته.



بالمقابل، مصادر مطلعة على جو حزب الله، علقت على هجوم الحريري على الحزب بالقول : يظن الحريري بان بهجومه على حزب الله يُرضي السعودية، لكن السعودية تتفاوض اليوم مع سوريا وايران، اضافت : «ماشي الحال هاجمنا بالاعلام ونرد بالاعلام، لكن الاكيد ان العلاقة لن تنقطع ولو عبر وسطاء».

وفي هذا السياق؛ تكشف مصادر مطلعة على جو الثنائي الشيعي بان خطوة الاعتذار كانت طبعا منسقة مع رئيس مجلس النواب، الا ان الحريري اخلّ باتفاقه مع بري على وجوب تأمين البديل قبل الاعتذار، مؤكدة ان حزب الله وكل البلد كان في جو اعتذار الحريري، لكن لا التوقيت، وتوضح المصادر ان السيناريو التكتيكي الذي كان معدا هو ان يتأخر جواب رئيس الجمهورية للحريري على تشكيلته الاخيرة لامتصاص «قنبلة مقابلته واعتذاره»، الا ان ما حصل ان الرئيس عون لم يحتمل كلام الحريري باعطائه مهل، فاعطاه الجواب الرافض مباشرة.

وتشير المصادر الى انه كان واضحا ايضا، ان الحريري اراد ان يحسم تحايل الرئيس عون على الوقت، فطلب موعدا ليرمي الكرة بوجهه مع رسالة مبطنة مفادها: «روح شكل اذا فيك»!

الا ان اسراع الرئيس عون بحسم القرار، خلافا للسيناريو الذي كان معدا سلفا، ارجعته مصادر خاصة الى ما دار في اللقاء الذي جمعه بالسفيرتين الاميركية دوروثي شيا والفرنسية ان غريو قبيل لقاء الحريري، وهنا تكشف المصادر ان السفيرتين طلبتا موعدا من بعبدا، فاعطيتا موعدا في اليوم الثاني من زيارة الحريري التي كانت مرتقبة بعد ظهر الخميس، الا انهما اصرتا على ان يكون الموعد قبيل زيارة الحريري اي قبل ظهر الخميس وهذا ما حصل.

وتختم المصادر بالقول: قد يكون ما سمعه الرئيس عون من السفيرتين، هو الذي دفعه للتسريع باعطاء الجواب للحريري، علما ان اوساطا بارزة من خارج دائرة بعبدا تكشف ان السفيرتين طلبتا من الرئيس عون التوقيع على التشكيلة، الا ان طرفا آخر تدخل ليحسم الرئيس القرار باخراج الحريري من الحلبة الحكومية.

Exit mobile version