تشكل “بالات” الالبسة والادوات المنزلية او ما يعرف بمحلات الـ OUTLETS احدى المصادر التجارية الرئيسة التي يعتمد عليها الناس لتلبية المتطلبات الضرورية. وهذه السلسلة توفر للعملاء مجموعة متنوعة من المنتجات كالملابس الجديدة او المستعملة او الادوات المنزلية ومستلزمات الحياة اليومية بجودة عالية واسعار مناسبة. وبات يمكن لجميع شرائح المجتمع الفقراء منهم والاغنياء الحصول على ما يحتاجون اليه بأسهل السبل. ويؤدي التبضّع دورا مهما في حياة اللبنانيين خاصة بعد ان أمسى هذا النوع من التجارة أساسيا في المجتمع المحلي.
الى جانب ذلك، شهدت حياكة الأزياء تطورا كبيرا على مر السنوات، ففي الماضي كانت هذه الاختراعات قليلة التشكيلات وبلا تميّز ورخيصة المستوى، ومتاحة بكميات محدودة، وبأسعار مرتفعة. لكن حديثا وبفضل التكنولوجيا، وتطور صناعة النسيج والمواد، صارت هذه المنتجات متوافرة بمعدلات كبيرة. لذلك تقدم الشركات المعنية بدورها تصاميم متنوعة من المصنوعات والعلامات التجارية المعروفة، الأمر الذي يسمح للزبائن باصطفاء المنتج الملائم لهم حسب الاكسسوارات والموديلات والقيمة. وقد شمل هذا التطور نوعية البضاعة بشكل يلبي حاجات وتطلعات الزبون بشكل أحسن وعملية تسويق أفضل للمنتجات المُسوّقة.
البالات ظاهرة!
وفي هذا الإطار، شرح السيد ناجي توما وهو صاحب بالة لـ “الديار” “ان تهافت الناس على محلات الـ OUTLETS، يعد حاليا حالة بارزة في أغلب الدول بسبب الحاجة الملحة إلى الشراء نتيجة ضعف القدرة على إنفاق الميزانيات، خصوصا في لبنان. لذلك فان الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة في البلد، دفعت الافراد الى البحث عن بدائل منخفضة التكلفة سواء على صعيد الملبوسات او حتى المستلزمات الاخرى”.
وأردف “برزت هذه المتاجر نتيجة لتغيرات في سوق التجزئة واحتياجات المستهلكين، كمكان لبيع البضائع التي تمتلكها الشركات وبالتالي تخفيض أسعار المنتجات المعروضة بشكل كبير، سواء بسبب نهاية الموسم، أو وجود عيوب طفيفة في المنتج، أو للتخلص من المخزون الزائد”.
وتطرق الى استراتيجية متاجر الـ outlet التي تعتمد على عدة جوانب:
1.تأمين سلع بأسعار مخفضة: تُقدم المنتجات بخصومات كبيرة مقارنة بالأسعار العادية، مما يجذب المستهلكين الذين يبحثون عن صفقات جيدة، على سبيل المثال: “اليوم اخر يوم تنزيلات، كيلو الشتوي بـ 300 ألف من أفخم الماركات الأوروبية”.
2. ترويج البضاعة السابقة: من خلال تقليص أسعارها بشكل كبير بسبب نهاية الموسم أو وجود عيوب طفيفة، ويكون ذلك بطرق تسويقية مبتكرة
3. الاعلانات الفريدة: تحاول متاجر الـ outlet توفير تجربة ترويج مميزة للعملاء عن طريق تقديم خدمة للزبائن جيدة وجو مناسب.
4. استخدام الإنترنت: باتت متاجر الـ outlet تعتمد في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي والعروض لتحفيز العميل المستهدف وجذب المزيد من المشترين.
على ماذا يقوم مبدأ بيع الثياب والالبسة بالكيلو؟
من جانبه أوضح السيد طارق الحلو وهو مدير احدى “البالات” في منطقة فرن الشباك لـ “الديار” “ان عملية بيع الملابس بالكيلو طريقة تجارية تقوم على عرض الثياب والالبسة للبيع وفقاً لوزنها بالكيلوغرام. وفي هذا النوع من التسويق، يتم تحديد سعر الثوب أو القطعة على أساس الوزن، بدلاً من استخدام الأسعار التقليدية للوحدات المفردة، وبالتالي تمكين الزبائن من شراء الملابس بأسعار أقل وتوفير المزيد من الخيارات لهم”.
نفقات اقل!
وأضاف “يعود ظهور عملية بيع الازياء بالكيلو في السوق إلى تيسير إمكانية شراء الملابس بأسعار أدنى من تلك التقليدية، وتعتبر هذه العملية بديلا اقتصاديا جيدا للزبائن الذين يبحثون عن خدمات او صفقات بأثمان أقل. علاوة على ذلك هذه الالية توفر مزيدا من الخيارات للزبائن، حيث يمكنهم انتقاء كمية محددة من الكسوة بناءً على مقتضياتهم وميزانيتهم”.
الاقتصاد انتعش خلال فترة الاعياد
وأكد “ان البالات حاليا ازدهرت في لبنان خلال فترة الأعياد المجيدة عند الطوائف المسيحية والاسلامية، مشيرا الى ان الكثير من العائلات تفضل هذا النوع من المحلات التجارية لتلبية احتياجاتها الأساسية، كونها وسيلة زهيدة وشائعة هذه الأيام في الأسواق، وهذا يجعلها خيارا ذائعا للمستهلكين في لبنان. وتعتبر الظروف المعيشية الراهنة المحلية عاملًا مؤثرا في تفضيل البالات، حيث يسعى المواطنون إلى تحقيق الادخار وإيجاد بدائل اقتصادية لتلبية احتياجاتهم خلال فترة الاحتفالات”.
الـ “بريستيج” أولوية!
وقال الحلو: “لقد زاد الطلب على قطاع الـ OUTLETS نتيجة الأحوال المالية الصعبة التي يمر بها المواطن الذي يميل إلى اختيار البالات كوسيلة لتوفير المال وتلبية متطلباته بأسعار معقولة، حتى انه يفضلها على المحلات التجارية التقليدية حيث اسعار المنتجات تكون أعلى. لذلك، تحظى البالات بشعبية كبيرة بين الشرائح الاجتماعية التي تعاني من الشظف، كونها توفر لهم فرصة الشراء بأسعار معقولة وبجودة قابلة للقبول”.
وفي هذا المجال، قالت ديما لـ “الديار” “قضيت أسابيع وانا ابحث عن فستان لمناسبة خاصة في المحلات التجارية التقليدية في كل من الزلقا وبرج حمود والحمرا؛ لكن سعر القطعة كان خياليا ويتجاوز راتبي الشهري، لذلك وجدت فستانا مغريا في الـ outlet، وحصلت عليه بسعر ممتاز ومناسب لميزانيتي”.
اما السيدة حنان فقالت “استمتع كثيرا عندما اقوم بزيارة الـ outlet مع عائلتي، بحيث يوجد العديد من العروض الجيدة على الملابس والأحذية للأطفال، واشتريت لأولادي كل ما يحتاجون اليه من قمصان وتيشيرت وسراويل جينز بأسعار مقبولة. وأشارت الى ان الملابس الجديدة من أبرز مظاهر احتفالات الأطفال بالعيد، والتي تشتمل على الفساتين المزركشة ذات اللون الزهري للبنات والبدل الرسمية للصبيان والاهم انني جعلت صغاري سعداء ولن يشعروا بأنهم اقل شأنا من اصدقائهم يوم العيد “.
من جانبها قالت السيدة هيلين “لقد كنت بحاجة إلى شراء بعض القطع الضرورية اليومية الـ “BASICS”، وبصراحة وجدت الكثير من الثياب الأنيقة بأسعار مخفضة ومغرية في البالة، والجودة جيدة. وأضافت يوجد افراد من الطبقة المخملية أيضا يبتاعون الثياب من هذه المتاجر، لان العديد من المنتجات جيدة وبأسعار تنافسية، ويمكن للجميع الاستفادة دون إنفاق الكثير من الاموال”.