الثنائي يشكك في جدية مرشح المعارضة والوطني الحر… ومصدر مقرب من بري: ان غدا لناظره قريب

Share to:

الديار – محمد بلوط

الاجواء الملبدة في سماء الاستحقاق الرئاسي تحجب رؤية مساره ومصيره في المدى القريب، ولا تؤشر الى اننا اصبحنا على مقربة من حسمه وانتخاب رئيس للجمهورية.

ويبدو من المعلومات المتوافرة من الداخل والخارج، ان الايام المقبلة حافلة بالمواقف والمستجدات في ظل ارتفاع سخونة المعركة الرئاسية التي دخلت مرحلة دقيقة وصعبة في ظل التعقيدات المتزايدة في وجه تسريع انتخاب رئيس الجمهورية.

وتشهد الساحة الداخلية اليوم كباشا صعبا وعملية خلط اوراق على وقع تبادل السجالات مع لجوء المعارضة التي تقودها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الى استخدام ورقة ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور في مواجهة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي الشيعي وكتل اخرى.

باسيل: تقاطعنا مع كتل نيابية أخرى حول اسم جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه تم الوصول الى «تقاطع مع كتل نيابية أخرى على اسم جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية»، مضيفاً «اننا نريد رئيساً لا احد يفرضه علينا ونحن لا نفرض رئيساً على أحد».

ولفت باسيل، خلال كلمة ألقاها في عشاء هيئة قضاء جبيل في التيار الوطني الحر، إلى «أننا كنا وسنبقى من تاريخ لبنان ومستقبله»، موضحًا أنّ «كرامتنا لا نسمح أن يمسّ بها».

وقال: «اذا هناك حل مناسب للبلد سنشارك فيه ونحن مهتمون بالخروج من الفراغ وهمنا إيصال رئيس جمهورية وندعمه لكي يتمكن من جمع كل اللبنانيين حول مشروع سيادي انقاذي».

واضاف: «الظروف الحالية لا تسمح بوصول أحد من التيار الى رئاسة الجمهورية، وانا لم أترشح لكي أجنب التيار المزيد من العذاب والقهر، وهذا الأمر لا يجعلنا نستقيل من دورنا».

وتابع: «صوت التيار هو أعلى وأقوى من الجميع، ومشروعنا هو بناء الدولة والجمهورية، ومبرر وجود الأحزاب هو الوصول الى الحكم، ونحن لسنا عبيد السلطة بل في خدمة المشروع».

ولفت إلى «أنني كرئيس للتيار مؤتمن على المشروع ونظام التيار، وأنا مسؤول عن تطبيقه وعن محاسبة كل شخص يخرج عنه، وهذا التيار نظامه رئاسي، والرئيس لديه صلاحيات واسعة وأنا اتنازل عنها من أجل التشاور، ونحن نؤمن بالديموقراطية»، مشيرًا إلى أنّ «الحوار داخل التيار يرونه ضعفًا، وحق الخلاف مقدس في التيار، ولكن لا إكراه في السياسة، والاقلية لا تستطيع فرض رأيها على الاكثرية».

وأوضح أنّه «حين نأخد قرارنا في التيار، نصبح كلّنا مسؤولين عن نجاحه وتنفيذه، والذي يشعر أنه على تناقض مع القرار ولا يمكنه أنّ يلتزم به، الحريّة بتفتحله الباب؛ ولكن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، قال إن الاصوات ليست ملكًا لأحد بل التيار».

وذكر باسيل، «أنني كرئيس للتيار مؤتمن على المشروع وهو بناء الدولة، ولا توجد جمهورية من دون رئيس، ومبرر وجود الأحزاب وغاية العمل السياسي هو الوصول الى الحكم، ونحن لسنا عبيدا للسلطة».

تأخير «لوجستي» لاعلان ترشيح ازعور

وفي شان اخراج ترشيح جهاد ازعور، ارجأت المعارضة اعلان ترشيحه لاسباب وصفتها باللوجستية، حيث من المقرر ان تعلن هذه الخطوة في مؤتمر صحافي في حضور اطرافها عند السادسة من مساء اليوم من دارة النائب ميشال معوض.

وصار معلوما وفق مصادرها، ان النائب معوض سيعلن اولا انسحابه لمصلحة ازعور قبل اعلان ترشيح الثاني من قبل المعارضة المشكلة من: القوات اللبنانية، والكتائب، وتجدد، ومستقلين وبعض النواب التغييريين.

مصدر محايد: سلاح تعطيل النصاب بيد الفريقين

وفيما اكدت اوساط المعارضة ان ترشيح ازعور هو جدي وليس مناورة رافضة التشكيك في هذا الخيار، قال مصدر نيابي محايد لـ «الديار»: «ان ترشيح ازعور سيكون مجرد اسم في ظل قدرة اي طرف من الطرفين على تعطيل النصاب في الدورة الثانية، وهذا سينطبق على فرنجية ايضا في حال لم تنجح الجهود لزيادة رصيده فوق ال٦٤ـ صوتا، وهو الامر الذي ينطبق اليوم على المرشحين».

وقال ردا على سؤال انه اذا ما دعا الرئيس بري الى جلسة انتخاب في ظل هذا الواقع فان كل طرف يمكن ان يلجأ الى تطيير النصاب، وقد أعلن رئيس حزب القوات اللبناني سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل مؤخرا انهما سيلجأان الى هذا الخيار لقطع الطريق على فرنجية. ولم تستبعد اوساط الثنائي الشيعي اللجوء الى هذا الخيار ايضا».

ووفقا للمصدر المحايد، فان فرصة فوز ازعور او وصوله الى الرئاسة تكاد تكون معدومة، كما ان فرصة فرنجية غير مؤمنة حتى الان».

وفي ظل هذا الكباش الحاد يسعى كل فريق من الفريقين الى تسريب معلومات رقمية اولية لرصيد كل مرشح من المرشحين، لكن المؤكد حتى الان ان ايا منهما لم يقترب من الـ٦٥ صوتا وانهما يدوران في فلك متقارب لا يزيد على ال٥٥ صوتا، والعدد الباقي ما زال في خانة التريث والانتظار.

التدخل الاميركي: «قوطبة» على السعودي والفرنسي؟

وفي ظل هذا المشهد المتأزم، برز في الايام الاخيرة تدخل اميركي واضح من خلال التلويح بفرض عقوبات على الاشخاص والمسؤولين عن تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية .

وتوقف مصدر سياسي بارز امام هذا التدخل وتوقيته، وقال لـ» الديار» امس: «هذا التدخل وتوقيته ليس بريئا بطبيعة الحال، ولا يصح وضعه في خانة المساعدة على تسهيل انتخاب الرئيس في ضوء التجارب مع سياسة واشنطن تجاه لبنان، بقدر ما يمكن وضعه في خانة اخرى».

واضاف « حتى الان سمعنا تصريحا مقتضبا عن مسؤولة في الخارجية الاميركية في هذا الشأن من دون توضيحات او تفسيرات، لكن يخشى ان يكون هذا الموقف هو محاولة للتشويش و «القوطبة» على التحرك السعودي الاخير تجاه لبنان بعد التطورات العربية والاقليمية التي لم تحظ بارتياح اميركي، ولقطع الطريق امام مزيد من التفاهم السعودي الفرنسي الذي سجل بعض التقدم برفع الفيتو السعودي عن فرنجية وعدم ممانعتها انتخابه».

ومن المرتقب ان يكون الملف اللبناني والرئاسي خصوصا على جدول التحرك الخارجي المنتظر في الايام القليلة المقبلة، اكان على المستوى الفرنسي السعودي ام على المستوى السعودي الايراني، حيث يتوقع ان يستقبل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وزيرة الخارجية الفرنسية يوم الخميس المقبل.

وتحدثت وسائل اعلام امس عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي الى طهران الاسبوع المقبل ايضا، بعد لقاء جمعه مع نظيره الايراني على هامش اجتماع وزراء خارجية دول البريكس.

مصدر مقرب من بري لـ «الديار»: ان غدا لناظره قريب

وعلى الصعيد الداخلي، جدد مصدر مقرب من الرئيس بري امس تاكيده لـ «الديار» ما كان اكده مكتب رئيس المجلس، ثم ما صرح به امس بان دعوته الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية مرتبطة بتاكيد وجود مرشحين جديين او اكثر.

وعن الموقف في حال اعلان ترشيح جهاد ازعور رسميا، اكتفى بالقول « بس يصير في مرشحين جديين او اكثر سيدعو دولة الرئيس بري الى جلسة». لكنه اضاف «حتى الان لم ينجحوا في تحويل ازعور الى مرشح جدي».

وحول الهجمة القائمة على الرئيس بري قال «انها محاولة تضليل واضحة لتغطية عجزهم وتغطية فشل ترشيحهم الاول للنائب ميشال معوض ومرشحهم الثاني الذي يتحدثون عنه».

وقال «عندما ينجحون في تحويل ازعور الى مرشح جدي، عندئذ ان غدا لناظره قريب».

خواجة لـ «الديار»: الرئيس بري لا يخضع للابتزاز والتهديد

وردا على حملة التهويل والتهديد التي يتعرض لها الرئيس بري قال النائب محمد خواجة: «يشير تاريخ دولة الرئيس بري الى انه شخصية لا تخضع للابتزاز او التهديد بمعزل عن نوع التهديد او من يقف خلفه اكان من الداخل او الخارج».

وحول اتهام البعض له باقفال المجلس ومطالبتهم بان يدعو الى جلسة انتخاب الرئيس، قال» ان الدعوة هي اولا من الصلاحيات الدستورية لرئيس المجلس، وثانيا انه اذا ما شعر دولته بان هناك متغيرا جديا لعقد جلسة منتجة تختلف عن الجلسات السابقة ووجود مرشحين جديين او اكثر سيدعو الى جلسة، لان الرئيس بري حريص على موقع رئاسة الجمهورية وعلى انهاء الشغور الرئاسي اليوم قبل الغد».

Exit mobile version