التهمة ثابتة على ضلوع “حزب الله” باغتيال الشهيد رفيق الحريري وبالثلاثة!..

Share to:

نضال العضايلة

مع صدور قرار غرفة الاستئناف في «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان» بإدانة عضوين جديدين في «حزب الله» هما حسين عنيسي وحسن مرعي، في قضية استشهاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ليضافا إلى العضو الثالث في الحزب سليم عياش، الذي سبق أن أصدرت المحكمة حكماً غيابياً بإدانته في أغسطس (آب) 2020 وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، لم يعد لقيادات حزب الله الحق في نفي علاقة الحزب بالجريمة البشعة التي هزت لبنان والعالم، فقد ثبت أن ثلاثة من عناصر الحزب ارتكبوا هذه الجريمة، وليس من المعقول أن لا يكون قرار تنفيذها فردي، بل من المؤكد أن القرار صدر عن مرجعية حزبية قد تكون ضيقة، ولكنها هي من أصدرت الأمر بتصفية الشهيد الحريري.

إن رفض «حزب الله» مراراً تسليم المتهمين أو حتى الاعتراف بالمحكمة، يعني أن هناك قيادات في الحزب متورطة في عملية الاغتيال، ولا يستبعد أن يكون أمر الإغتيال قد صدر عن السيد نفسه، فحزب الله عليه مسؤولية مباشرة عن عملية الإغتيال، وعن كل ما لحق بلبنان من خراب، فبسلاحه غير الشرعي الخارج عن إطار مؤسسات الدولة اللبنانية فهو يمارس بلطجة سياسية بترهيب كل من يعارضه.

إن بين من أعاد إعمار لبنان وساهم في إنهاء حربه الأهلية ومن أشرف على تحويل حزبه المسلح إلى قوة لها وزنها الإقليمي الذي يتعدى لبنان هوة كبيرة، إذ لم يكن يوما رفيق الحريري خطرا على لبنان، مثلما هو نصرالله اليوم.

كان للحريري مشروع اقتصادي كبير يرتكز على تنشيط السياحة بشكل أساسي تمهيدا لسلام في المنطقة لم يأت، كما كان يرغب في جعل بيروت مركزا ومنصة لانطلاق أعمال الشركات العالمية لمنطقة الشرق الأوسط، بينما يعمل حزب الله وبقيادة نصرالله على تخريب بيروت، وهدم كل مقومات الحياة فيها، وليس تفجير مرفأ بيروت الا حلقة في سلسلة الأعمال الهدامة التي يرتكبها الحزب.

لم يكن الحريري رحمه الله آيديولوجيا كما هو حزب الله، ولم تحكم علاقاته مع العديد من القادة العرب والعالميين، عقيدة ما طلب منه تطبيقها في لبنان، لم يشكل فصيلا عسكريا ولم يتوجه نحو العمل الأمني في مسيرته السياسية، لم يكن على أي لائحة عقوبات غربية، ولم يتهم بالإرهاب والقتل أو تبييض العملة أو تهريب المخدرات أو أية أعمال إجرامية أخرى، فجميع هذه الامور هي صفات تلازم الحزب، وكل ما يمثله رفيق الحريري من صفات حميدة، يمثل نصرالله عكسه، ومن أجل هذا كان من الضروري أن يلجأ الحزب إلى تصفية الرجل الذي كان سيجعل من لبنان دولة لها احترامها، لا بل دولة لها كلمتها على كل المستويات.

قد يعرف حزب الله، رفيق الحريري السياسي، ولا يعرف أيضاً رفيق الحريري الإنسان، ولكن لعله يعرف أن هذه هي الحريرية السياسية، ولهذا سيظل اغتياله نقطة تحوُّل في لبنان والمنطقة، وطاغياً على إرثه السياسي والإنساني الحقيقي.

Exit mobile version