التسول آفة اجتماعية منتشرة منذ القدم. ما انفك المتسولون على ممارستها على نطاق واسع واستغلال لأطفال، حتى أصبحت حرفة تدر مالا وعناصرها «أبو حديد» واخوانه.
في شوارع بيروت، الاشرفية، الجميزة مروراً بالحمرا عقر دار المتسوّلين وصولا الى برج حمود أطفال قصّر، نساء يحملن اطفالهن الرضّع يفترشن الأرصفة وتقاطعات المدن الرئيسية، منهم من يستثير عاطفة الناس بكلمات منمّقة مثيرة للإنسانية « من مال الله بدي اشتري منقوشة بدي آكول جوعان!!» بهذه الكلمات يستوقفك أطفال ما بين الخمس الى الثماني سنوات بيد شاحبة وهزيلة… ومنهم من يبيع الماء او يهجم بشراسة على السيارات لمسح الزجاج على أمل ان يحظى بكم 1000 ل.ل. او ما تجود به ايادي الكرام.
المتسول ليس فقير
في السنتين الأخيرتين أي ما بعد جائحة كورونا وثورة 17 تشرين والأزمات المتتالية وتفجير مرفأ بيروت الذي ضاعف من تردي الأوضاع في لبنان اقتصاديا واجتماعيا وصحيا، تكاثرت وتنوعت اعداد المتسولين والمتسولات ليصبح وجودهم على الطرقات والارصفة ظاهرة مريبة تارةً ومثيرة وملفتة تارةً أخرى.
في البداية التسول كان رد فعل على المعاناة التي عايشها كل من يقطن في هذا البلد بدافع العوز والفقر والبطالة وما آلت اليه الأوضاع على كافة الجبهات، الا انه وللأسف لم يعد الامر كذلك فقد تحولت ظاهرة التسول من الحاجة الى جمع المال تحت غطاء العوز وبحسب سلسلة تحقيقات تم نشرها في «الديار» تناولت فيها قضايا ما يسمى ب «النكّيشة» او الـ SCAVENGERS هؤلاء الأطفال أنفسهم يتنقلون ما بين «نبش وفلش» النفايات الى التسول. وبحسب رئيس بلدية بيروت د. جمال عيتاني ان هذه الظاهرة في تضاخم مخيف ونحاول الحد منها عن طريق التنسيق مع الجهات المعنية الا انه عبثاً، فهؤلاء بحسب عيتاني باتوا شبه عصابة منظمة وخطرة على المجتمع ولأسباب متنوعة سنذكرها في سياق هذا التحقيق.
مصادر أحد الجمعيات التي تعنى بالطفل وباللاجئين السوريين كشفت للديار، ان هؤلاء الأطفال معظمهم خارج القيد العائلي ويعملون في أكثر من عمل «كالنكاشة» والتسوّل ومنهم يتقاضون رواتب في الوقت نفسه من الأمم. ويضيف المصدر، للأسف بات الامر خارج نطاق جهودنا لعدم القدرة في السيطرة على هذه الظاهرة وما يزيد القضية تعقيدا هو ان الاهل غير متعلمين ويجدون ان ما يقوم به أطفالهم هو لمساعدتهم في تأمين ما يحتاجونه من ضروريات الحياة. أضف ان هذه الآفة القديمة الجديدة بدأت تتمدد الى المجتمع اللبناني وتنال من مستقبل أطفالنا وهنا تكمن الخطورة التي يجب ان يتحرك على أثرها كل الفعاليات السياسية والاجتماعية وحتى القضائية فقد أصبح الأطفال اللبنانيون يتسولون من اجل سد رمق يومهم والأخطر انهم تسرّبوا من المدارس لعدم قدرة ذويهم في دفع أقساط مدارسهم ووزارة التربية في «خبر كان». فهل من يسمع؟
التسول ظاهرة عالمية الابعاد لبنانية المعاناة
بحسب د. سهير الغالي المتخصصة في قضايا الاسرة والتنمية، فإن التسّول ليس بموضوع جديد وهو عبارة عن إشكالية قائمة، تزداد او تقل لارتباطها بمواسم معينة. كما انها حالة عالمية وقائمة في دول العالم كافة وتختلف من منطقة الى أخرى بحكم التركيبة الديموغرافية والشعب الذي يقطن فيه. ازمة التسول تتأثر بالأوضاع المعيشية وتتضاعف عندما تجتاح البلد أزمات اقتصادية كبرى، او حروب او أوضاع معيشية قاسية او كحادثة تفجير المرفأ التي استغلها الكثيرون من المتسولين ليسوا من المتضررين او حتى من المنطقة المفجوعة حتى انهم تعدوا على رزق واموال المواطنين مستغلين النكبة والأهالي المصابين او المتضررين. لبنان عائم بهذه الازمات الامر الذي ضاعف هذه الحالة. الملفت في التسول اننا كنا نشاهد كبار يقومون به وبتنا اليوم نلحظ ان اغلب المتسولين على الطرقات هم أطفال أي ما دون الثامنة عشر سنة. وتتراوح نسبة هؤلاء من عمر الـ 6 سنوات وحتى 14 سنة وفي دراسة أجرتها دكتور الغالي مؤخرا مع أحد الجمعيات حول «عمالة الأطفال وليس التسول» تكشف ان جزء من العاملين أصلا هم متسولون أي يعملون ويتسولون في الوقت عينه. كما ان معظم اعمار هذه الفئة العمرية أي بحدود الـ 70% الى 80% أعمارهم بين الـ 5 والـ 6 وحتى الـ 14 سنة هذه الفئة الأكثر انتشارا في التسول والطرقات او العمل أي المتسربين من المدارس مع اشقائهم واقربائهم وقد لوحظ ان ذوي هؤلاء ينجبون بكثرة مما يدل على تدني المستوى الثقافي لهؤلاء وعدم تقدير ما قد يحدث لأطفالهم في المستقبل مع انهم يعيشون في خيم او على الطرقات او في بيوت غير مؤهلة لا لكثرة الانجاب ولا لحياة بأبسط مقوماتها لطفل سليم.
جنسيات متعددة
الفكرة السائدة في المجتمع اللبناني ان هؤلاء المتسولين ليسوا لبنانيين، الا ان الحقيقة المرّة بحسب الإحصاءات والدراسات الدقيقة التي قمنا بها وبمتابعتنا لهذه الظاهرة بحسب د. الغالي: وجدنا ان 45% من الأطفال العاملين بما فيهم جزء من المتسولين هم أطفال لبنانيون يأتي في المرتبة الثانية السوريين ويليهم مكتومي القيد وجنسيات أخرى من فلسطينيين وغيرهم… أي ان أكثر من الثلث هم متسولون لبنانيون ويمتلكون الجنسية والهوية اللبنانية ولدى سؤالنا لهؤلاء الأطفال لماذا تعملون او تتسولون؟ لتكن الإجابات على الشكل التالي: «انا عم ساعد اهلي» او «انا بدي ساعد امي» او « جوعانين» او «لان امي مريضة»….
مؤشرات دافعة لعمل الأطفال والتسول
بحسب د. الغالي هناك مؤشرات دافعة لعمل الأطفال والتسوّل، فالوضع الاسري هو اهم تلك العوامل واساسها لا بل يعد الدافع الرئيسي. فكلما زاد عدد الأطفال في البيت كلما تدنّى المستوى التعليمي عند الام والأب وبالتالي ارتفعت نسبة الأطفال في العمل او التسول او الشارع وهذا ليس تحليلا وانما مثبت بالإحصاءات والدراسات…
عدة إشكاليات…
عمالة الأطفال والتسول تضعهم في بيئة خطرة، الامر الذي قد يجعلهم عرضة للخطر. يوجد مبدأ أساسي وهو «حق من حقوق الأطفال ان ينشؤوا في بيئة آمنة ويحصلوا على كافة حقوقهم المعترف بها دوليا». أما على الصعيد الإنساني، هؤلاء يجب ان لا يتحملوا مسؤولية تفوق أعمارهم وبالتالي حقهم بالتعلم والصحة وان ينعموا بأسرة والرعايا المطلوبة، وهذه الأمور يجب ان تقدمها الاسرة والدولة التي يعيشون فيها.
المدن فرصة للحصول على المال
عادة المتسولون لا يتسولون في الأماكن القريبة من سكنهم فينتقلون من القرى الى المدن. فمثلا في طرابلس نسبة من هؤلاء في المحافظة أي عكار، وهناك متسولون في بيروت والشمال اما في صيدا نجد الكثير من المناطق الجنوبية والنبطية ينزلون ليتسولوا فيها. باعتبار ان المدن فيها اكتظاظ سكاني ما يعني الفرص في الحصول على المال أكبر. والسؤال: مسؤولية مَنْ الحفاظ على هؤلاء الأطفال؟
-أولا: بالطبع العائلة التي من واجباتها ان تحتضنهم وان يكون لدينا سياسة اجتماعية فعالة لحمايتهم، الا انها غائبة في الكثير من الدراسات والاستراتيجيات والإحصاءات.
-ثانيا: على صعيد الحكومة ليس لدينا سياسة لحماية الأطفال او إجراءات واضحة وقوانين ملزمة للعاملين في هذا المجال وتقديم الدعم لذويهم. وفي ظل الشّدّة الاقتصادية الاستثنائية القاهرة في شتى جوانب الحياة، تبقى التقديمات والتدخلات عاجزة عن معالجة هذه الوقائع وافرازاتها. ومسؤولية الحكومة على وجه العموم التي تعاني هذا النوع من القضايا غائبة ولا وجود للجنة طارئة للتعامل مع هذه المعضلة، كما ان المنظمات الدولية التي تعنى بالطفولة كمنظمة اليونيسف ومنظمة العمل الدولية وغيرها من المنظمات التي من الممكن ان تكون داعمة للأطفال ومدافعة عن حقوقهم بات عملها اما محصورا او محدودا. وكشف محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود «للديار» انهم قاموا بتقديم مبنى لليونيسف من اجل هؤلاء الأطفال والنكيشة الذين بأغلبيتهم بحسب عبود من القصّر اللاجئين السوريين.
ثالثا: البلديات والتي لها دور أساسي في كيفية التنبه للمواطنين والافراد لا سيما القصّر يجب ان تفعّل لجان الاحياء واللجان الاجتماعية والتنموية ولديها فرص جمع بعض الأموال لمكافحة هذه الحالة المركبة والتدخل من كافة الجوانب وعلى عدة اصعدة فلا يكفي الحديث عن سحب طفل من الشارع او إيقافه عن التسول.
رابعا: يجب ان يكون التدخل على مستوى وزارة الشؤون الاجتماعية وكل من الوزارات، الصحة والعدل والتربية ويتضمن المقاربة والشمولية للأمور في معالجة هذه المعضلة من خلال ضمان حق هذا الطفل في الطبابة وادخاله الى المدرسة وتقديم العون لذويه لأنه اذا لم يصار الى مساعدتهم بالتأكيد سيقومون بإعادته الى التسول باعتبار انه مصدر اعالتهم، ومن هنا يجب خلق خطة للتدخل لإخراج الاسر من هذا المستنقع تدريجيا ومساعدتها وتمكينها عن طريق مهارات او انشاء مشاريع عمل معينة تعود عليهم بالفائدة المادية.
والسؤال: هل القيام بهذا العمل مستحيل؟ الإجابة بالطبع لا، يمكن تطبيقه ويمكننا التعلم من تجارب مشابهة التي من خلالها استطاعوا حصر ظاهرة التسول ببعض الفئات او التخفيف منها تدريجيا والمؤكد اننا بحاجة الى سياسة اجتماعية ورؤيا وإرادة وتمويل وبحاجة الى عدة أطراف يتعاون الجميع فيها من اجل مصلحة الطفولة.
هؤلاء الأطفال ضمن هذ الفئة العمرية معرضون للخطر بتواجدهم في الشوارع من الناحية الجسدية لاحتمال تعرضهم لأمراض ولنشاف في أجسادهم جراء الوقوف لساعات في الشمس. كما ان التعرض لأي من هذه الحوادث او الامراض لا يمكن معالجته لغياب الخدمة الصحية.
خطر التحرش والاغتصاب…
هؤلاء الأطفال عرضة للتحرش والاغتصاب والتنمر، وهذا تكشّف من خلال الدراسة التي تحدثنا عنها والمقابلات التي اجريت مع الأطفال تمحورت الأسئلة حول الى ماذا تتعرضون؟ وما الذي تعانون منه اثناء تواجدكم في العمل؟ الإجابات أتت على الشكل التالي: نتعرض للسخرية والاستهزاء والعنف الجسدي والمعنوي، أضف ان بعض الأطفال يتنمرون بعضهم على الآخر أي ان مجموعة تقوم بالهجوم على أخرى مما يدل على ان العنف قائم بين هؤلاء الأطفال أنفسهم.
احباط.. واقع ظالم.. أحلام مبعثرة…
التنمر، العنف الجسدي والمعنوي هذا ليس كل شيء، فالإحباط والاكتئاب نتيجة المقارنة وعدم حصولهم على ابسط حقوقهم بالمقارنة يقول هؤلاء الأطفال انهم راضون في عملهم هذا فقط لأنهم يساعدون ذويهم … وعندما سئلوا ماذا يتمنون ان يصبحوا في المستقبل؟ تبين ان لهؤلاء الأطفال الكثير من الاحلام منهم تمنى ان يصبح طبيبا وآخر مديرا ومنهم تمنى مساعدة الاخرين فأحلام هؤلاء مسروقة ومبعثرة والمؤكد انهم يتوقون لان يكون لديهم مستقبل وعائلة والواقع القاسي يبدد هذه الاحلام البريئة والتمنيات الصادقة والمحقة.
في المقابل تم توجيه أسئلة الى هؤلاء الأطفال ما إذا كانوا يرغبون بالعودة الى المدرسة؟ الإجابات كانت بالطبع نعم. فالتمني بالعودة الى مقاعد الدراسة والتخصص المهني او الجامعي هو ربما حلم لهؤلاء الأطفال وحق مقدس. ولدى سؤالهم لماذا تسربتم من المدرسة؟ الأغلبية اجابوا انهم تركوا المدرسة بإرادتهم ولم يجبروا على تركها لتتكشّف مشاكل أخرى تعرضوا لها في المدارس منها: عدم التفاعل او التقليع في الدرس، وفي نسب رسوب عالية وغياب من يساعدهم، كما ان المدرسة لا تقوم بمواكبتهم او ملاحقة الأسباب التي جعلتهم يرسبون مما يدل على التقصير من الناحية التربوية كما انها لم تواكب الأطفال المتسربين ولم تحقق في الأسباب، فغاب الدعم المدرسي ومتابعة الاختصاصيين الاجتماعيين ولم تعالج مشاكلهم النفسية والتربوية الامر الذي دفعهم الى ترك مدارسهم.
ويبرز العامل الآخر وهو الضغط المعيشي والاهل الذين دفعوا بأطفالهم الى التسرب من المدارس لمساعدتهم في اعالة البيت.
هذه الأسباب مجتمعة بغض النظر عن الأطفال وجنسياتهم تخلق إشكالية تعرضهم للخطر صحيا ونفسيا وجسديا. أضف ان كل هذا سينمّي الغضب والكره لديهم كما ان صورهم في الهوية الشخصية ستكون مضطربة، ونظرتهم للآخر كذلك بسبب الشعور بالدونيّة وسيولد نقمة على المجتمع وسيخلق مشاكل اجتماعية إجرامية عن طريق تكوين عصابات مجتمعية. هذا للأسف ما دفع ببعض المقتدرين الى استغلال الأطفال وتشغيلهم في التسول. والمكافأة تكون المال مقابل حقنة مخدرة يتم حقن الأطفال بها وابتزازهم، وهذا ما قاله لنا أحد العاملين في هذه المجموعات يتم إعطاءهم مواد غير معروفة تمكّنهم من الوقوف لساعات متأخرة من الليل للتسول، ومال أكثر مكافأة أكبر يتم ايهامهم بجمع المال مقابل هذه المادة المخدرة التي تجعلهم رهينة ينفذون ما يطلب منهم.
كما ان د. الغالي كشفت للديار بأنها سمعت هكذا اخبار، اي إعطاء هؤلاء مادة مخدرة ليبقى الطفل بنشاطه ومن هنا الوقائع ترصد ان التسول لم يعد مرتبطا بالواقع المعيشي او بالأزمات او بالحروب بل امست وسيلة لجمع الأموال ومن مال الله الى جيب مجموعات منظمة ليست بحاجة للمال من باب العوز وانما من باب جمع ثروة وخلق مصالح تدر عليهم أموالا طائلة ادواتها أطفال. هذه المجموعات تقوم بتوزيعهم على تقاطع غاليري سمعان وفي بيروت والحمرا بشكل خاص حيث يوجد مغتربين او سواح او مطاعم ورواد.
«أبو حديد» والمتسولون نقضوا الدراسات والإحصاءات كيف؟
«أبو حديد» يتقمّص دور الاب المقهور على ابنه الذي يضعه على كرسي نقّال يكشف للديار، انه يقوم بهذا العمل منذ سنوات طوال حتى باتت عادة أكثر من حاجة، ويضيف ربما أصبحت بعمر غير قادر فيه على العمل وصحيح انني اوظف ابني المصاب بشلل لاستثارة شفقة الناس الا انني كأب مقهورعليه فمصاريف اليوم ليست كالبارح كل شيء أصبح مضاعفا ويبرر «أبو حديد» انه يقوم بممارسة التسول لعدم وجود خيار اخر كما ان قدرته الجسدية باتت تخونه فليس باستطاعته العمل او اقله الحصول عليه مع الإشارة ان أبو حديد جذوره سورية.
علم الاجتماع يقول ان التسول يتضاعف لأسباب وعوامل مختلفة ومتعددة الا ان الثابت في هذا الموضوع ان ظاهرة التسول من وجهة نظر علم الاجتماع باتت حرفة تدر دخلا هاما لا يتطلب شهادات او جهدا. وهذا يدل على ان المتسول ليس بفقير وانما بعضهم يعانون من جشع وعقد وامراض نفسية تدفع بهم الى ممارسة حرفة او هواية التسول ضاربين عرض الحائط ما قد يؤذي عائلاتهم او المجتمع الذي يعيشون فيه حتى تطبق عليهم مقولة «التمسحة» لما تخلّفه هذه العادة من اضرار أخلاقية وسلوكية واجتماعية وامنية ومن سرقات ونشل وفساد اخلاق وترويج للمخدرات وللفسوق والدعارة تحت عباءة «التسوّل» ناهيكم عن تشوه صورة المجتمع الحضارية. وماذا عن صورة لبنان السياحة والطبيعة الخلابة ولبنان قطعة من السماء تحولت الى قطعة من المتسولين اليس هذا من عمل الأجهزة الأمنية المعنية؟!. مصدر أمنى للديار اعتبر ان هذه الظاهرة يتم التعامل معها وفقا لظروف معينة نتيجة الأوضاع المعيشية القاسية وهم يتابعون الامر! الا ان المتابعة على ما يبدو على نطاق جدا ضيق.
«الديار» رصدت متسولات ومتسولين يقومون بالتدخين خفاء لكيلا يثيروا نقمة المجتمع، ليتبين ان علم الاجتماع والجمعيات هو ربما ليس كاف فالنزول على الأرض يبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وليتكشف ان معظم هؤلاء يتسولون اما جشعا واما يعملون لصالح «سي السيد» كما قالت احدى المتسولات التي تقدمت وسألتها ما الدافع الذي يجعلك تقفين في منتصف الأوتوستراد الا تخافين على حياتك؟ ومن ثم قلت لها إذا جائعة فسأشتري لك طعاما فأجابتني بكل صراحة «بدي مصاري» فسألتها لماذا الا تريدين شراء الطعام؟ لتجبني «جوزي يضربني إذا ما جبتلو مصاري». مع الإشارة انها سيدة وتحمل طفلا رضيعا وثلاثة اخرون وهي سورية الجنسية.
المؤلم هذه الفتاة اللبنانية ابنة العشرة أعوام التقيتها في شارع الحمرا الرئيسي تقدمت مني وطلبت ألف ليرة لبنانية فسألتها انت من اين ومع من تعيشين؟ فأجابتني من طرابلس أعيش انا واختي الصغرى هنا!! والسؤال اين الجمعيات من هؤلاء الأطفال بالطبع ابن العشر سنوات لا يتسول جشعا او لجمع ثروة وانما يتسول جوعا ويتسول وجعا جناه من هكذا دولة!! طبتم سالمين في بلد التسول!