أطلقت اللجنة المكلفة تطبيق الخطة الوطنية لمكافحة السرطان في وزارة الصحة العامة، بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية ومنظمة الصحة العالمية وجمعيات معنية بالتوعية حول السرطان “الحملة الوطنية للتوعية ضد السرطان”، برعاية وحضور وزيري الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض والتربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي، وذلك بهدف التوعية على أساليب الوقاية من السرطان وأهمية التشخيص المبكر لضمان فعالية العلاج بعدما أظهرت قاعدة المعلومات زيادة معدلات الإصابة بأمراض السرطان في لبنان وضعف اعتماد أساليب الوقاية وزيادة تكلفة الرعاية للمرضى. وتنطلق الحملة بخطوتها الأولى بالتوعية حول مخاطر التدخين بجميع أنواعه كونه يحتل موقعًا متقدمًا في العوامل المسببة للمرض، وستتوجه التوعية في المدارس للطلاب لتحذيرهم من هذه الآفة، في وقت يعتبر اللبنانيون من أكثر شعوب المنطقة استخدامًا للسجائر والنرجيلة.
وأردف الوزير الأبيض مشيرًا إلى أن “لبنان يقترب من احتلال الرقم واحد في العالم في الإصابة بأورام المثانة التي ترتبط بشكل أساسي بموضوع الدخان”.
وتناول وزير الصحة العامة بشكل تفصيلي مسألة الضرائب التي تفرض على استهلاك السجائر، فلاحظ أن “الدول الغنية تفرض ضرائب عالية ليس لأنها تحتاج إلى أموال بل لتضع عائقًا أمام سهولة الحصول على السجائر. أما في لبنان فإن الضريبة بالـ”سنتات” الأميركية فقط، وفي الواقع إننا نواجه في هذا المجال جبلا كبيرًا أكبر بكثير من الجبال التي اعتاد مكسيم شعيا الموجود بيننا أن يتسلقها”.
وفي هذا المجال، أسف وزير الصحة العامة “لعدم وجود وعي عند الكثيرين من المسؤولين وهو ما أظهره نقاش الموازنة حيث تم تخفيض الزيادات الضريبية على مختلف أنواع الدخان التي طلبتها الوزارة في الموازنة التي قدمتها الحكومة، كذلك يغيب الوعي عند الكثيرين من الفئات لدى الشعب اللبناني الذين يقبلون على خطر الإدمان على الدخان”.
وتابع الوزير الأبيض : “عندنا لوبي قوي جدا في لبنان مع شركات التبغ. وأنا شهدت شخصيًا هذا الأمر عندما حاولنا زيادة الضرائب حيث يقحمون الأمور الوطنية والطائفية عندما نتحدث في الموضوع.
لذلك لدينا عمل هائل وكبير جدا على هذا الصعيد سنقوم به ليس فقط على مستوى الدولة بل على مستوى المجتمع لإحداث الفرق المطلوب”.ثم تطرق وزير الصحة العامة إلى البرامج التي تنفذها الوزارة في موضوع السرطان، مشيرًا إلى أن الموازنة المخصصة للسرطان تبلغ حوالى أربعين في المئة من موازنة الوزارة من بينها أربعة عشر في المئة للعلاج والإستشفاء، وسيتيح ذلك للوزارة القدرة على مساعدة المرضى سواء بالجراحة أو علاج الأشعة.
ولفت إلى أنه في موضوع الوقاية والتشخيص المبكر ستعلن الوزارة عن حملة الـMammographie التي ستتضمن تغطية للفحوصات إضافة إلى فحوصات أخرى في مراكز الرعاية الصحية الأولية كالعنق الزجاجي، والتعاون مع مؤسسة سعيد في موضوع سرطان المستقيم المعروف بالقولون.
وتوجه الأبيض بالتحية لجميع العاملين في موضوع السرطان سواء الأطباء الذين عملوا في اللجان مجانا لتنظيم عملية الدواء وتوزيعه والبروتوكولات، أم المراكز الجامعية والجمعيات المتعددة مضيفا: “هذا واجبنا ونتشرف أننا نعمل معكم في الوزارة في هذا الموضوع المهم والمؤلم” .
وختم: “نأمل أن نحصد النتائج الطيبة بواسطة هذا الجهد الصادق الذي نبذله جميعًا، وإذا استطعنا تحقيق الجهاد الأصغر ضد السرطان نستطيع تحقيق الجهاد الأكبر في إصلاح وطننا لشفائه من الفساد والمصلحة الشخصية”.