نضال العضايلة
ان أشد ما لفت انتباه الأردنيين والمتابعين لولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله هو عودته السريعة لمزاولة مهامه الدستورية رغم انه لم يهنأ بعد بشهر العسل مع زوجته الأميرة رجوة الحسين.
الأمير الشاب والعريس حديثا الحسين بن عبد الله عاد وبعد أيام قليلة لم يحظى خلالها بالراحة، الى القيام بواجباته الدستورية إذ شوهد الامير وهو يمثل والده في لقاء الامين العام لمنظمة السياحة الدولية.
الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي أقسم اليمين الدستورية نائباً لوالده الذي سافر الى الخارج بزيارة خاصة رعى في صرح الشهيد احتفال تقليد الأوسمة بمناسبة ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش، ووضع سموه إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول.
العريس لم يغادر الأردن بهدف الإستراحة، وهي رسالة تؤكد “جدية ” التعامل مع الدور الدستوري لمؤسسة ولاية العهد والأولويات القائمة على الإحتياجات الوطنية، وما هي الا ثلاثة ايام فقط من انتهاء مراسم زفافه حتى قام باستلام واجباته الدستورية كنائب للملك وادى اليمين الدستورية منهياً واجباته الشخصية من اجل الصالح العام.
ظهور مميز لولي العهد العريس، أثلج صدور الأردنيين،وانعش قلوبهم، يجمع بين طموح الشباب وتواضع القيادة، إذ يظهر الامير بشخصية لفتت انتباه جميع المتابعين، وجعلت من الحب و الولاء في قلوب الاردنيين نحو ولي عهدهم الشاب دون مساومات او مزايدات ، لبناء غد مشرق لشباب الأردن يستند إلى إلهامهم وتوجيههم للمشاركة في تطوير مجتمعاتهم.
لقد أصبح الأمير ينظر بصورة ورؤية واضحة ويتنبأ بالمشكلات قبل حدوثها، بل وادرك الفرص التي يجب انتهازها والاستفاده منها انطلاقا من النظرة المستقبلية للشباب الأردني.
منذ سنوات، والملك يشرف بشكل شخصي على إعداد الأمير، الذي يظهر في الزيارات والمؤتمرات واللقاءات المهمة دائما إلى جانبه، وهذا يدل على ان الأمير بدأ اول خطواته نحو التتويج بتاج العرش الملكي الأردني.
وبموجب الدستور الأردني، ينتقل عرش المملكة، إذا شغر، إلى أكبر أبناء الملك بعد وصوله الثامنة عشرة من العمر بالتقويم القمري، وبالتالي كان تعيين الأمير الحسين ولياً للعهد متوقعا بل، تحصيل حاصل منذ أن أعفى العاهل الأردني أخيه غير الشقيق من ولاية العهد أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2004، أي بعد أربع سنوات من تسميته لهذا المنصب، بالتزامن مع انتقال العرش من الملك حسين بن طلال رحمه الله، إلى نجله الأكبر عبد الله الثاني.
ولي العهد اليوم يمارس دوره الوظيفي في الميدان لا ظلا لأبيه وحسب، بل ظلا للملك نفسه.