“انهيار القرن” 69 مليار قُدّرت الخسائر الاقتصادية في لبنان وهذا ليس برقم نهائي…
الدولة اللبنانية بمؤسساتها ودوائرها الرسمية إضافة الى الأجهزة الأمنية في حالة تفكك شبه كامل او حتى كامل!
هل فعلا الدولة قد حُلّت؟ هل فعلا نحن امام دولة ليس لديها اية حلول؟ وان وجدت هذه الحلول فهي ستكون مدمرة!
الازمات كالشتاء كثيرة وقاسية كبرد كوانين…
منذ ثورة 17 تشرين ولبنان يعاني من أزمات متلاحقة ومتواصلة أدت الى انهيار كامل وشامل في كافة القطاعات الخاصة والعامة. فهل هذا الانهيار كان كفيلاً لتدمير الكيان السياسي والطائفي في لبنان وبالتالي فرار سلطته السياسية او تدميرها على الأقل.
جوع وسرقات وجرائم وامن مكشوف… هل تفككت الدولة اللبنانية؟
السلاح المتفلّت هو بحد ذاته دليل على ان الامن بات مكشوفاً في لبنان، وكأننا أصبحنا امام حل وحيد لا ثان له وهو الامن الذاتي فالسرقات والجرائم التي تحدث هي الأولى في تاريخ لبنان الحديث، صيدليات تخلع بسبب السرقة وبيوت يتم السطو عليها بهدف السرقة، ومصارف تُهاجم من قبل مسلّحين في وضح النهار للاستيلاء على الأموال لا بل تُسْلب أموال اشخاص تحت تهديد السلاح والشروع بالقتل وكأننا في غابة؟ حتى في الغابات توجد قوانين. لبنان يشهد أزمات تكاد تكون الأكثر ضراوة وفتكاً حتى ان الازمة الاقتصادية والسياسية ادّت الى انكشاف الامن وبالتالي الى إِضْعَاف الدولة أَضْعاف ما هي عليه لدرجة ان الدولة أصبحت مقطّعة الى أجزاء صغيرة محت هيبة الدولة سياسياً وأمنياً، وان ما نراه هو ان الدولة بمؤسساتها وأجهزتها الأمنية تعمل بطريقة عدم القدرة على تقديم ما هو مطلوب منها بالحد الأدنى بمعنى انه لم يعد لديها أي شيء لتقدمه للشعب لا مشاريع لا خطط انقاذ لا طبابة لا دواء لا غذاء لا لا لا أشياء ضرورية أساسية!
السؤال: لماذا تصر الدولة في المضي في سياسة الانهيار الكبير؟
وهل فعلا الدولة وصلت الى مرحلة عدم إيجاد الحلول والخطط لإدارة الازمات لانتشال ما تبقى من وطن ومواطنين؟
الدولة أصبحت بلا مؤسسات وبلا أجهزة امنية … فارغة عالحديدة!
على ما يبدو ان الدولة في مرحلة اللاوعي، مرحلة فقدان كلي للذاكرة وللأهلية، هل الدولة ما زالت قائمة في ظل التفلت الحاصل في الوطن؟ في ظل الجوع القهري الذي بدأ يفتك بكل الطبقات هل أصبحنا بحاجة الى تغطية سياسية من الفرنسيين والامريكيين والسعوديين؟ يرى متابعون ان هذه المرحلة هي مرحلة “الموت” لا بل أكثر ربما حاجة أمريكية-سياسية وأيضا روسية وصولا لإيجاد حلول دولية بين واشنطن وموسكو وللأسف لبنان لن يكون الا جزءاً أساسيا منها وذلك يعود بطبيعة الحال الى أهمية موقع لبنان في الشرق الأوسط بين إسرائيل وسوريا!
هل يقع لبنان في فخ الموت السياسي او ينجو بدعم خارجي؟ وإذا كان هناك دعم خارجي؟ متى يحصل؟ ومن هي هذه الجهة الخارجية!
في الوقت نفسه يتجه لبنان نحو كارثة اقتصادية واقعة لا محالة، والجيش اللبناني يناشد الدول المانحة لمساعدته من حِمَمْ جهنم الاقتصادية؟
فهل ما يحدث في لبنان هو ازمة مقصودة لإفراغ لبنان سياسيا واقتصاديا وفكرياً؟ هل هي عملية تخريب مقصودة؟ تخريب فسيولوجي جذري لمحو حزب الله من البذرة!
في الحقيقة ان هذا التخريب يحصل عبر خطّين متوازيين. الأول: على المستوى السياسي ولمصالح دولية وإقليمية بحيث ان القوى الحاكمة تنفّذ اجندة خارجية لحماية مصالحها، الامر الذي أدى الى شل الدولة وتمزيق اوصالها. الامر الثاني: ان هذا التخريب قد نال من اللبنانيين أنفسهم.
هل ما يجري على الأرض اللبنانية هو نتاج للصراع القائم ما بين محور الدول المعتدلة سنياً ودول الممانعة التي تتزعمها وتقودها إيران وحلفائها.
وهل سيترك لبنان رهينة للصراعات الداخلية لا سيما في ظل التفكك السياسي الحالي ما بين جهات متعددة غير متّفقة على رأي موحّد ما بين جهات مؤيدة لحزب الله وسلاحه وجهات أخرى تريد حصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
لبنان على شفير الموت؟!
بدأ الانفجار الأمني في لبنان يظهر رويداً رويداً لا سيما تلوح في الأفق عمليات السرقة ومهاجمة المصارف وسرقة درابزين الكورنيش وفتحات الصرف الصحي وأسلاك كهربائية وسيارات الخ… ناهيكم عن جرائم القتل وقطع الطرقات بهدف السلب من قبل مسلّحين اليست هذه الأمور كلها شرارات لانكشاف الامن! وهل بتنا فعلا بحاجة الى الامن الذاتي في غياب الدولة؟ وهل نحن بانتظار ان تعلن الدولة افلاسها من كل شيء؟ وهل نفذت كل الحلول بانتظار الضوء الأخضر من الخارج؟
في ظل هشاشة الأجهزة الأمنية هل سنشهد فوضى عارمة قد تدخلنا فيما بعد المجهول؟
وهل الازمة متعمدة من السلطات فتغيّب الحلول؟
وهل الانتخابات النيابية القادمة ستكون المدخل لنظام سياسي جديد؟