الأسد عالق بين فكَّي الضربات الإسرائيلية والتظاهرات… “الأصوات المُعارِضة” ترتفع من السويداء إلى “الساحل”!

Share to:

نداء الوطن

لليوم الثالث توالياً، استمرّ زخم الإضراب العام في محافظة السويداء الذي بات يؤرق النظام السوري حول الوضع في الجنوب بشكل خاص والبلاد بشكل عام، فيما توافدت الحشود في مناطق عدّة من السويداء إلى الساحات مجاهرةً بالحرّية ومطالبةً بإسقاط النظام، في ظلّ أزمة اقتصادية باتت تُرخي بظلالها على صبر السوريين المتواجدين في المناطق التي تُسيطر عليها دمشق، إذ بدأت اعتصامات السويداء بدغدغة مشاعر ناشطين مؤثرين في عرين رئيس النظام بشار الأسد، «الساحل السوري»، الذي لطالما شكّل «خزّاناً» ومصدر إطمئنان للنظام. وشهدت «ساحة الكرامة» في مدينة السويداء أمس تجمّعاً حاشداً للمتظاهرين رُفع خلاله شعار «يسقط يسقط لمجوّعنا… يسقط يسقط لمهجّرنا». أمّا بلدة ملح، فانتفض أهلها وأكدوا أن السويداء محافظة غنية إنّما تتعرّض للنهب من قبل النظام، ما يحول دون توافر أبسط مقوّمات الحياة مثل الكهرباء. وفي إطار محاولة النظام تصوير الانتفاضة على أنها متعلّقة حصراً في الوضع المعيشي، قالت إحدى المتظاهرات في بلدة ملح: «نحنا مش جوعانين، ومطالبنا سياسية». وفي قرية الحريسة، أُغلق مقرّ فرقة حزب البعث، ورُميت لافتتها في حاوية للنفايات.

وفي مؤشر إلى بدء تكوّن حالة اعتراضية علنية في الساحل السوري، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي سلسلة تسجيلات مصوّرة لناشطين بارزين ينتقدون فيها النظام وممارساته. مثلاً، وجّه أيمن فارس من مدينة بانياس في طرطوس، انتقادات وكلمات لاذعة للأسد، بقوله: «ماذا فعلت؟ أنت وزوجتك يا بشّار الأسد أفقرتم الشعب وتهرّبون الأموال إلى الخارج»، معتبراً أن «سوريا كلّها عبارة عن أفرع أمنية ورؤساءها يتحدّثون بالقصور والمليارات»، فيما توجّه الناشط السوري ماجد الدواي من محافظة اللاذقية، إلى الأسد، قائلاً: «أنت أطلقت في 2011 شعار «الله، سوريا، شعبي وبس»… لكنّك منافق وكاذب»، مؤكداً أنّه «نحن الآن في 2023 والبلد يتّجه إلى ثورة كرامة جديدة».

وفي سياق الضربات الإسرائيلية المتكرّرة التي تأتي اليوم لتُعمّق أزمة النظام أكثر فأكثر، قُتل عنصران في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية لميليشيات موالية لطهران في محيط دمشق مساء الإثنين، وفق «المرصد السوري» الذي أشار إلى أن الصواريخ «استهدفت مواقع على بُعد بضعة كيلومترات من مطار دمشق الدولي، ومحيط منطقة الكسوة، ما أدّى إلى تدمير موقع في منطقة الكسوة وموقع يضمّ آليات قرب المطار»، بينما كان المرصد قد أكد قبيل ذلك أن صواريخ إسرائيلية استهدفت أكثر من 3 مواقع لقوات النظام تتواجد ضمنها مستودعات ومواقع عسكرية لـ»حزب الله» وميليشيات إيرانية.

أمّا في خصوص المساعي الأميركية – الإسرائيلية لإحتواء طهران، فأجرى رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات الأميركية الجنرال مارك ميلي، مباحثات مع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي، خلال زيارته إلى تل أبيب أمس، حيث أكد بيان لهيئة الأركان الأميركية أن المحادثات تناولت قضايا الأمن الإقليمي وفرص زيادة التعاون الثنائي والتنسيق ضدّ التهديدات التي تُشكّلها إيران في كافة أنحاء المنطقة وغيرها من القضايا ذات الاهتمام الاستراتيجي المشترك، مشيراً إلى متانة الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. كما أكد الإلتزام بالسلام والأمن في الشرق الأوسط.

Exit mobile version