على مدى يومين، انعقد المؤتمر العام للاحزاب العربية في حضور امانته العامة وممثلين عن 32 حزباً، بينها 4 لبنانية وهي: حزب الله (مثله مسؤول العلاقات العربية والدولية النائب السابق عمار الموسوي)، “حركة امل” (مثلها عضو المكتب السياسي محمد الجباوي)، الحزب “السوري القومي الاجتماعي” (مثله عضو المجلس الاعلى قاسم صالح وهو الامين العام للمؤتمر العام للاحزاب العربية)، وحزب “الاتحاد” (مثله نائب رئيسه، احمد مرعي). كما حضر ممثلو 6 فصائل فلسطينية، بينهم ممثل “حماس” احمد عبد الهادي وممثل “الجبهة الديموقراطية” لتحرير فلسطين علي فيصل.
وقد حرصت القيادة السورية خلال استضافة المؤتمر على حفاوة مميزة، وتأمين كل متطلبات التنظيم والاستضافة بكل جوانبها. وفي البيان الختامي حرص المؤتمر على تأكيد التضامن مع سوريا في محنتها ودعمها بعد الزلزال المدمر، وسط دعوات الى وقف الحرب ورفع الحصار وإعادة الاعمار فوراً، وانسحاب القوات المحتلة مع حلفائها الارهابيين فوراً، وكذلك التضامن مع فلسطين ومحور المقاومة وايران في المعركة المفتوحة ضد العدو داخل فلسطين وخارجها حتى دحره وتحرير الاراضي المحتلة.
وقبل انعقاد المؤتمر يومي السبت والاحد الماضيين، توّج وجوده في دمشق بلقاء مطول وعلى مدى ساعتين وثلث الساعة مع الرئيس السوري بشار الاسد، حيث تطرقت المناقشات الى ملفات المنطقة الداهمة. وتطرق الرئيس الاسد، وفق اوساط حزبية وقيادية مشاركة في اللقاء، الى التكامل العربي، والعمل العربي، واهمية الانفتاح العربي على سوريا واستعادتها مكانتها وموقعها، مع المطالبة بوقف الحرب عليها ورفع الحصار وإعادة الاعمار. وتشير الاوساط الى زيارة هامة يقوم بها الاسد قريباً الى الخارج من دون الكشف عن فحواها ووجهتها.
وتكشف الاوساط ان عودة العلاقات السعودية – الايرانية ايجابية وهامة، ولكن هناك اولويات لا سيما عند الجانب السعودي، وفي مطلع اولوياته وقف الحرب في اليمن ووقف خسائره واستنزافه من جرائها. وتشير الاوساط الى ان هناك تقدماً في الملف اليمني، خصوصاً في عملية تبادل اسرى بين السعوديين والحوثيين.
وتلفت الاوساط الى ان الملف اللبناني والرئاسة ليسا على اجندة اتفاق بكين، وان لبننة الاستحقاق افضل السبل. وعن دور دمشق ورأيها في الرئاسة والمرشح المفضل، تؤكد الاوساط ان اللقاء مع الاسد لم يتطرق الى ملفات لبنانية خاصة، لكنها تشير الى ان وعند نضوج التسوية الرئاسية لدمشق عندها تُسأل حول المرشح وهويته ودوره.
وعن التنسيق الامني بين لبنان وسوريا، تكشف الاوساط انه مستمر، وان الاشادة السورية كبيرة بما قام به اللبنانيون احزاباً وشعباً، وكذلك الموقف اللبناني الرسمي والحكومي كان بناءاً، وسوريا تقدر المساعدات التي قدمت من لبنان افراداً واحزاباً.
وحول ما يثار عن تشدد امني وسياسي سوري مع اللبنانيين واغلاق معابر، تؤكد الاوساط ان الجانب السوري وقواه الامنية والعسكرية تقوم بدورها ولا تشدد لا سياسياً ولا امنياً مع اي لبناني، وما يقوم به الجيش السوري وحواجزه هو الحفاظ على الامن ومنع التهريب وتسلل العانصر الارهابية من سوريا الى محيطها، والعكس صحيح.
وعن الملف الامني مع اميركا واوروبا والخليج، تكشف الاوساط ونقلاً عن القيادة السورية ان الجانب الاميركي اتصل اكثر من مرة بالسوريين للتنسيق الامني، لكن الاسد رفض ان يكون التواصل تحت الطاولة، ويجب ان يكون هذا التواصل في الامن والسياسة، وان يكون علنياً.
اما عن التواصل مع السعودية، فتؤكد الاوساط انها سمعت تأكيدات سورية بحصول عدد من الزيارات المتبادلة بين الجانبين ومحصورة بالملف الامني، وكان آخرها عقد ضابط سوري كبير للقاءات عديدة في الرياض.